خارج السرب: لا للمكيفات
![فالح بن حجري](https://www.aljarida.com/uploads/authors/613_1685039147.jpg)
من محاسن النظرية، زداها الله حسناً، أنها ستردم ثغرة واسعة كان يعانيها تعليمنا ومازال، وهي ثغرة غياب وبدون عذر طبي، لوسائل الإيضاح البصرية والسمعية والحسية عند شرح المناهج، لكن أُبشركم سنشنق آخر رجعية تعليمية "بأمعاء" آخر مكيف، وستتوافر لنا أخيراً وسائل إيضاح و"ببلاش"، تصوروا معلم التربية الإسلامية وهو يشرح لطلبته في شهر يونيو، وبدون مكيف، درس يوم الحشر وهم غارقون في يم العرق وقلوبهم تجدف فوق مستنقعات الكبد، وألسنتهم ملتصقة بديكور سقف الحلق، ثم تخيلوا الحالة الإيمانية التي سيصلون إليها حينئذ وهم يرون يوم الحشر رأي العين، وتصوروا معلم اللغة العربية، وهو يقرأ بيت المتنبي:خُذ ما تَراهُ وَدَع شَيئاً سَمِعتَ بِه في طَلعَةِ الشَمسِ ما يُغنيكَ عَن زُحَلِثم تخيلوه وهو يطلب من الطلاب إخراج المعنى من بطن المتنبي، لا أظن طالباً وقتئذ لفحت شمس شموسنا وجهه سيجيب بغير الجواب التالي: المتنبي يقول إن طلعة الشمس هي أوضح الواضحات، "زحل مين يا عم الحاج"!وتصوروا معلم العلوم شارحاً لطلبته خطر ضربات الشمس بحضور وتشريف سعادة سفيرة جمهورية درب التبانة الشمس هانم شخصياً! كل هذه وغيرها وسائل إيضاح ستتوافر مع أول كبسة "off" لأزرار مكيف.النظرية ناجحة ولاشك، وخبر طلب وزير التربية لتبرعات مكيفية من الأهالي إشاعة ومحض افتراء، حتى لو كانت صحيحة، فلن أتبرع أبداً بمكيف واحد لأبنائنا في الكويت وضواحيها، بل سأتبرع به وبمثله معه إلى "سوازيلاند" و"بوركينا فاسو" و"منغوليا"، فأنا أرغب وأريد وأتمنى و"ودي": "أن أعيش جو السادة المسؤولين" ولو لمرة واحدة في حياتي! لعلي أكون "فاهمهم غلط"، أو أن تكون غلطتي الوحيدة هي محاولة فهمهم!