{أنا عشقت}... دراما رومانسية بشكل اجتماعي ومضمون {أدبي}

نشر في 22-05-2014 | 00:01
آخر تحديث 22-05-2014 | 00:01
لماذا لا تستمر قصص الحب كما يرغب أصحابها؟ وكيف يسمح البعض لنفسه بالدخول طرفاً فيها؟ وهل يستطيع الحب الانتصار على المشاكل والعقبات التي تواجهه؟ وهل أصبحت المادة تتحكم في استمرارية العلاقات العاطفية؟ ضمن سياق هذه التساؤلات تدور أحداث مسلسل {أنا عشقت}.
مسلسل {أنا عشقت} مأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتب محمد المنسي قنديل، سيناريو هشام هلال وحواره، إخراج مريم أحمدي، إنتاج شركة {كان} للمنتجة دينا كُريم، بطولة: أمير كرارة، داليا مصطفى، نجلاء بدر، منذر رياحنة، أحمد زاهر، هالة فاخر، رحمة حسن، ومجموعة من الفنانين.

شخصيات مختلفة

يجسد أمير كرارة شخصية حسن، مهندس شاب تربطه قصة حب قوية مع ورد، بنت الجيران (داليا مصطفى في أول تعاون لها مع كرارة)، وتتوّج العلاقة بالزواج. ولكن تشاء الظروف أن يسافر ويبتعد عنها، فتعيش بانتظاره، وقلبها ينبض حباً له، ولا تتخيل فكرة خيانته لها، أو ابتعاده عنها، إلا أنها تواجه ضغوطاً من أهلها، وأموراً أخرى تتحكم باستمرارية هذه العلاقة.

{ورد} هي مثال للبراءة والسذاجة إلى حد قد يعتبره البعض مبالغاً به، لكن مبررها في ذلك أنها تعشق حسن، ولا ترى أمامها أي رجل سواه، فهو يحميها ويدافع عنها ويعشقها، ويفهم رغباتها، لذا تستمر في البحث عنه حتى يعود إليها، يساعدها في رحلة البحث هذه طبيب وروائي (منذر رياحنة)، ذو طبع هادئ.

 اللافت أن رياحنة يبتعد في الدور عن أجواء الحركة والعنف التي التزم بها في أعماله الأخيرة، لذا غيّر مظهره الخارجي بإزالة لحيته ليبدو مناسباً لدوره، بينما تحرص داليا على ارتداء ملابس ذات ألوان هادئة، تتلاءم مع شخصية الفتاة الرومانسية التي تقدمها.

بدورها تجسد هالة فاخر شخصية والدة حسن، وطارق النهري شخصية والده الذي يضحى بكل ما يملك ليصبح ابنه مهندساً، بينما تؤدي الممثلة الشابة رحمة حسن دور نادية شقيقة حسن التي تعاني من عدم لحاقها بقطار الزواج، في حين يؤدي أحمد صيام دور خال حسن،  ناظر محطة سكة حديد، {متصوف} تتركه زوجته ويعيش على أمل رجوعها، رغم مرور 25 عاماً على غيابها.

تؤدي صفاء جلال دور شوق، فتاة بسيطة تعمل في المشغل الذي تملكه والدة حسن، وتصبح قريبة من عائلة حسن الذي يقف إلى جانبها في المشكلات التي تواجهها.

أما نجلاء بدر  فتجسد شخصية {ذكرى}، وتعرب عن إعجابها بالرواية، ما يفسر حماستها للمشاركة في العمل، لا سيما أنه يجمعها بأمير كرارة الذي سبق أن شاركته بطولة {طرف ثالث}، وأحمد زاهر بعدما تعاونت معه في {حكاية حياة}، فضلاً عن رغبتها في العمل مع منذر رياحنة.

أضافت أن المنتجة اشترطت عليها عدم المشاركة في أعمال درامية أخرى في رمضان، وأن يكون ظهورها حصرياً في المسلسل، ووافقت على ذلك رغبة منها في أن تكون ضمن فريق العمل، لا سيما أن دورها ينتمي إلى الشخصيات المركبة، وهي النوعية التي تفضل تقديمها.

قصة رومانسية

يوضح السيناريست هشام هلال أنه يتبقى له كتابة خمس حلقات، مؤكداً أن قصة المسلسل هي نفسها رواية محمد المنسي قنديل، بشخصياتها وأحداثها، ولافتاً إلى أن المشاهد التي تجمع بين كرارة وداليا مصطفى تؤكد أنهما سيقدمان رومانسية رائعة وستنجح في إقناع المشاهد وجذب انتباهه ومشاعره، نظراً إلى حالة الانسجام الشديدة بينهما. حتى إن داليا دخلت في تفاصيل الشخصية بدرجة لم يتخيلها.

يضيف أن فكرة الأخذ عن روايات ليست جديدة، وغالبية روائع السينما مأخوذة عن روايات. لكن منذ سنوات توقف العمل بهذه الطريقة، واليوم تعود على استحياء. واللافت أن معظمها أصبح من العلامات، سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية، على غرار مسلسل {ذات} الذي عرض في 2013 وحقق نسبة مشاهدة مرتفعة.

يراهن هلال على موضوع الرواية وحبكتها وخطوطها العريضة، مشيراً إلى أن الاقتباس من روايات تتوقف نسبة نجاحه على أمور من بينها: واقعية أحداثها، واقترابها من المشاهد العربي.

يتابع: {بعدما قدمنا مسلسل {تحت الأرض}، تحديداً في عيد الفطر الماضي، كانت ثمة نية بيني وبين شركة الإنتاج لتجديد التعاون، ووقتها لم يكن ذهني حاضراً للبحث عن فكرة خاصة بي، فاقترحنا تحديد روايات واختيار واحدة منها وبدء العمل عليها، فاستقرينا على {أنا عشقت}، ووجدتها عظيمة، وفيها شخصيات متعددة، وأحداث متنوعة يمكن سردها على مدى 30 حلقة من دون ملل، في ظل استعراض عوالم مختلفة بين الطبقات الثلاث}.

يرى المؤلف أن الجمهور، بعد ثلاث سنوات من التوتر والإجهاد الذهني، بفعل الأحداث السياسية، أصبح بحاجة إلى عمل فني إنساني يأخذه بعيداً عن هذه الأجواء، على غرار ما تفعل الدراما التركية، فنجد مناظر طبيعية مع قصة رومانسية وعملا إنسانياً يذهب بالمشاهد إلى عالم آخر، لذا رغب هلال في تقديم قصة رومانسية، لا سيما أن آخر أعماله كان {تحت الأرض} الذي ينتمي إلى نوعية المسلسلات التشويقية.

يذكر أن المسلسل توقف تصويره لمدة أسابيع بعد مواجهته أزمة إنتاجية، استطاعت المنتجة دينا كُريم التغلب عليها، واستئناف التصوير، وقد انتهى فريق العمل من تصوير ما يقرب من 40% منه.  كذلك سيتوقف التصوير، لمدة يومين على الأقل، في ظل انتخابات الرئاسة، إلى جانب سفر فريق العمل إلى الإسكندرية لاستكمال تصوير بعض المشاهد هناك، لذا سيضيع يومان، الأول في الذهاب والثاني في العودة، ما يترتب عليه، في النهاية، استكمال أسرة العمل تصويره خلال الأسبوع الأول من رمضان، حسبما أكدت منتجته لـ{الجريدة}.

أضافت أن تعاونها مع أمير كرارة للمرة الثالثة بعد مسلسلي {طرف ثالث}، و{تحت الأرض} الذي كتب قصته هشام هلال، يرجع إلى رغبتها في استثمار النجاح معهما، وإلى وجود نسبة تفاهم كبيرة بينهما، لافتة إلى أنها لا تشعر بأي قلق من التعاون مع مريم أحمدي في أولى تجاربها الإخراجية قائلة: {اعتدت العمل مع أول قصص مؤلف ما، وأول بطولة الممثل الفولاني، وكذلك أول إخراج لمخرجة، وبالتالي لا تقلقني هذه الأمور}.

أما مريم الأحمدي فتبذل مجهودا كبيراً لتنفيذ العمل كما قرأته في الرواية، وتبدي خوفها من أن تنتهي من هذا المسلسل، ولا تجد عملا ترتبط به مثلما ارتبطت بـ«أنا عشقت}.

back to top