• هي ليست المرة الأولى التي ادعى فيها للمشاركة في أنشطة اتحاد الطلبة خارج الكويت. فقد دعاني الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الولايات المتحدة، وعدت من ذلك المؤتمر مفعماً بالأمل بقدرات وإمكانات الشباب والشابات على جودة وكفاءة التنظيم، إضافة إلى نوعية الفعاليات وتنوعها وكتبت عن انطباعاتي حينها.

Ad

• قبل أيام تكررت الفرصة مع فرع بريطانيا، وتكرر نفس الشعور، فحيوية الفقرات وتنوعها أتاح لنا أن نتعرف على إمكانات وإبداعات المجتمع كله، فالذين شاركوا وأسهموا في طرح تجاربهم وأفكارهم ليسوا من الطلاب فقط، لكن من كل الاختصاصات والرؤى والإمكانات. وربما كانت الإنسانة المعطاءة لولوة القطامي أحد أهم الإضافات للملتقى، فهي قليلة الظهور، وأن تأتي لتتحدث عن تجربتها كأول طالبة كويتية في بداية الخمسينيات، فتلك كانت فرصة لها وقع وصدى.

• من الواضح أن هناك تطوراً واضحاً يستحق الرصد لدى شبابنا في الخارج، حيث يزداد استعدادهم على التنوع وعدم الجمود، والأهم من ذلك أنها كانت فرصة للتعرف على خبرات وقدرات وإمكانات شبابية "وغير شبابية" قد لا تسنح الفرصة لنا للتعرف عليها عن قرب وعن كثب.

على مدى يومين تنوع اللقاء من التاريخ، إلى الكوميديا الواقفة إلى الشعر إلى القانون إلى التربية والتعليم إلى الصحة إلى الرياضة إلى قيم الإنصات إلى الغناء، فكانت باقة جميلة لا غبار عليها. ولعل من الأمور الطيبة أيضاً زيادة حجم دعم الشركات والمؤسسات لأنشطة الطلبة في الخارج، وهو تطور يستحق التشجيع. يضاف إلى ذلك وجود المسؤولين للنقاش والرد على أسئلة وانتقادات الطلبة.

• ويبقى السؤال التقليدي هو إن كان الحال كذلك، وهو كذلك، فلماذا يتوارى هذا الشباب من الطلبة أو العاملين في الاتحاد ويتبخرون حال عودتهم إلى الكويت؟ ولماذا لا نجد ذلك منعكساً على مجتمع يعاني حالة إحباط مزمن، و"هدر الإمكانات" وضعف الأداء? ومع ذلك فإن الأمل بالشباب، فالنخبة السياسية الحالية لا تملك الخيال ولا القدرة، دع عنك الرغبة في قيادة المجتمع إلى حالة أكثر توازناً.