جنوب السودان... حلب... حارة حريك!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
***منذ سنوات وأنا أحذر في مقالاتي من أن سياسة إيران في لبنان والعراق وسورية ستؤدي إلى مواجهات طائفية من غرب العراق حتى الجنوب اللبناني، وكنت أدعو تحديداً شيعة لبنان، تلك الطائفة العربية المتميزة في تاريخ لبنان الثقافي والوطني، إلى أن تراجع المشروع الذي ورطتها فيه طغمة من أبنائها قبل أن تستفحل الأمور، وكذلك كنا نتمنى أن يفعل نفس الشيء الحكام من شيعة العراق، لكن يبدو أن كل الأقليات في العالم العربي وتحديداً الشرق العربي قد استدرجت إلى مشاريع خارجية خطيرة سواء الشيعة أو الأكراد أو العلويين أو حتى الدروز الذين يلعبون على جميع الأحبال دون مواقف واضحة.وحدث ما كنا نحذر منه ووقعت الواقعة والحرب الطائفية بدأت في الأنبار والفلوجة وسورية وطرابلس الشرق وحارة حريك وصيدا ولن تخمد لسنوات طويلة مقبلة، وما حديث إيران عن قدرتها على قطع أيادي الإرهابيين في لبنان إلا إعلان رسمي عن دخولها الحرب الطائفية المنخرطة فيها فعليا منذ سنوات، وإلحاق لبنان بالانتداب الإيراني مع سورية والعراق، وهنا تكون المنطقة كلها قد دخلت النفق المظلم، وستدفع تلك الأقليات التي تبنت تلك المشاريع الخارجية الثمن غالياً ولو بعد عقود من الزمن إن لم تجبر من يجرها إلى الهاوية على العودة عن قراراته الكارثية، وترفع عباءته عنها لأن الإيراني سيذهب إلى إيران والأميركي والأوروبي إلى أوطانهم، وكذلك الإسرائيلي سيواجه محنته ولو بعد حين في كيانه المصطنع، أما الشيعي والكردي والعلوي والدرزي فسيظلون يعيشون بين أقرانهم من العرب السنّة والمسيحيين في المنطقة!