حاولت "الدعوة السلفية" أحد أكبر التيارات الدينية في مصر تجميل صورتها، بعد الهجمة الضارية التي شنها معارضون لها، على خلفية دعمها غير المحدود للمشير عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث كانت الدعوة السلفية جزءاً من مشهد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، فضلاً عن مشاركتها في أعمال لجنة الخمسين التي صاغت دستور 2014، المتهم بالتخلي عن مواد "الهوية الإسلامية".

Ad

واجهت الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب "النور" جملة من الاتهامات خلال الفترة الماضية، بسبب مواقفها الداعمة للسلطة، حيث اتُّهِمت الدعوة بالخيانة والعمالة والنفاق، إلى حد ظهور بعض الفتاوى التي تكفر الدعوة وقياداتها، لأنهم ركنوا إلى الظالمين، وأيدوا القتلَ ورضوا به.

مساعي السلف الرامية إلى تجميل الصورة وتبرير المواقف، تجلت في إصدار الدعوة السلفية، بحثاً علمياً يحمل اسم "جامع البيانات" لبيان المواقف الحقيقية للدعوة، منذ 30 يونيو حتى الآن، حيث حاول البحث الذي أشرف عليه نائب رئيس الدعوة ياسر برهامي، إظهار تمسك الدعوة بالمنهج السلفي في المواقف التي اتخذتها، فضلاً عن بيان أن الدعوة حافظت على مكتسبات الصحوة الإسلامية، وحمت الشعب من الانقسام.

عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية شعبان عبدالعليم أكد أن الهدف من الإصدار هو كشف الشبهات التي تروج لها الجماعات الظلامية، موضحاً لـ"الجريدة" أن الدعوة تستهدف من ذلك البحث الشرائح الشبابية التابعة لها، وشباب "الإخوان" والمواطن البسيط، منتقداً استمرار الهجوم على الدعوة وحزب "النور"، خاصة بعدما أظهر الحزب نشاطاً غير متوقع في الانتخابات الرئاسية، والتي أثبتت أن قواعد الحزب ليست منفصلة عن قياداته.

في حين قال الخبير في الحركات الإسلامية علي عبدالعال إن الدعوة تعاني عزلة شديدة، بعد مشاركتها في عزل أول رئيس مدني منتخب يوليو الماضي، موضحاً في تصريحات لـ"الجريدة" أن الدعوة تستهدف من ذلك البحث تجميل صورتها التي تشوَّهت خلال الفترة الماضية، مستبعداً أن يكون للعمل أي تأثير على الشرائح الشبابية في التيار السلفي، خاصة بعد فشل الحزب والدعوة في القيام بأي أعمال دعائية للمشير عبدالفتاح السيسي، أثناء فترة الدعاية الرئاسية، مضيفاً: "المحك الأساسي لتحسين صورة السلف هو وضعهم في انتخابات النواب المقبلة هل سيكون بين المعارضة أم من المؤيدين للسيسي؟".