أدينت مجموعة "سامسونغ" الكورية الجنوبية بتهمة انتهاك براءات تابعة لـ"آبل" تخص الهواتف الخلوية، لكن قيمة الغرامة التي فرضت عليها هي أقل من تلك التي طالبت بها المجموعة الأميركية.

Ad

وبعد محاكمة دامت شهرا وثلاثة أيام من المناقشات، فرضت هيئة المحلفين في محكمة سان خوسيه (ولاية كاليفورنيا) غرامة بقيمة 119,6 مليون دولار على "سامسونغ"، علما أن "آبل" كانت تطالب بملياري دولار.

وفي المقابل، فرضت على "آبل" غرامة بقيمة 158 الفا و400 دولار بتهمة انتهاك براءات "سامسونغ".

ويبقى أن تصادق القاضية لوسي كوه على هذا الحكم الذي يشكل مرحلة جديدة من المواجهة التي يخوضها بلا هوادة عملاقا الهواتف الخلوية والأجهزة المحمولة.

ولفتت القاضية الجمعة إلى خطأ ارتكبته هيئة المحفلين التي لم تحسب حسابا لأحد الانتهاكات عند تحديد مبلغ الغرامة. ومن المفترض أن تجتمع الهيئة مجددا الاثنين لإعادة تقدير التعويضات الواجب تقديمها للمجموعة المرموز إليها بتفاحة.

وكانت المحكمة الكاليفورنية عينها قد حكمت على "سامسونغ" إثر محاكمة طويلة في العام 2012 و2013 بدفع تعويض بقيمة 930 مليون دولار لـ"آبل". وطعنت "سامسونغ" بهذا الحكم.

وارتفعت قيمة الغرامة في هذه المحاكمة، إذ ان الشكاوى المقدمة تشمل نماذج أحدث وأكثر مبيعا، مثل هاتف "آي فون 5" من "آبل" أو "غالاكسي اس 3" من "سامسونغ".

وشملت الشكوى التي تقدمت بها "آبل" ضد "سامسونغ" في فبراير 2012 أكثر من خمسة هواتف ذكية من سلسلة "غالاكسي" وجهاز "غالاكسي 2" اللوحي.

أما البراءات التي تعتبر "آبل" أنه تم التعدي عليها، فشملت خصوصا تقنيات فتح الشاشة العاملة باللمس والتصحيح التلقائي عند الطباعة.

وخلال الجلسة الأخيرة من المحاكمة، قال هارولد ماكالهني محامي المجموعة الأميركية أمام هيئة المحلفين في محكمة سان خوسيه إن "آبل لن تتخلى بكل بساطة عن ابتكاراتها".

وأضاف "نحن نواجه اليوم 37 مليون حادثة انتهاك ونتكل عليكم لإحقاق الحق"، في إشارة إلى الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية البالغ عددها 37 مليون قطعة التي باعتها "سامسونغ" في الولايات المتحدة والتي تعتبر "آبل" أنها تنتهك براءاتها.

واتهمت "سامسونغ" من جهتها "آبل" بالتعدي على براءاتها الخاصة بتكنولوجيات نقل المعطيات والصور والمقاطع المسجلة وأشرطة الفيديو، لا سيما في هواتف "آي فون" وأجهزة "آي باد".

وأكد بيل برايس محامي "سامسونغ" "لا ندين بفلس لآبل في نظرنا"، لافتا إلى أن المجموعة الأميركية تشن عليها هذه الحملة لاستهداف نظام تشغيل "أندرويد" من "غوغل" المعتمد في أجهزة "سامسونغ".

ويعد "أندرويد" الذي تسمح "غوغل" لعدة مصنعين باستخدامه أول نظام تشغيل في السوق العالمية للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. وهو يتخطى بالتالي نظام تشغيل "آي أو اس" من "آبل".

وبالرغم من فوز "آبل" بدعوى العام الماضي، رفض القضاء الأميركي في مارس طلبها القاضي بيع مجموعة من منتجات"سامسونغ" في الولايات المتحدة، باعتبار أن البراءات المنتهكة لا تؤثر على خيارات الشراء عند المستهلكين.

وقد تقوم "آبل" بمحاولة جديدة في إطار هذه المواجهة، في حال ارتأت أن القرار لا يخدم مصالحها بالكامل.

وقال برايين لاف الأستاذ المحاضر في الحقوق في جامعة سانتا كلارا لوكالة فرانس إنه "من الصعب اعتبار هذا القرار فوزا ساحقا بالنسبة إلى آبل، حتى لو كان مهما بحسب المعايير التقليدية".