عاد موضوع الأسلحة الكيماوية السورية إلى الواجهة أمس ليطغى على أجواء مؤتمر "جنيف 2"، الذي يختتم اليوم جولته الأولى بلقاء أخير بين وفدَي نظام الرئيس بشار الأسد ووفد الائتلاف السوري المعارض، دون أي بوادر على تحقيق نتائج ملموسة.  

Ad

وبعد يومٍ على تحذير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من تلكؤ سوري في موضوع تسليم الأسلحة الكيماوية، وبعد إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن دمشق سلّمت أقل من 5 في المئة من أخطر أسلحتها الكيماوية، أعرب وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس عن قلق بلاده بشأن هذا التأخير، وأكد ضرورة أن تحترم دمشق الالتزام الذي وقعته.

وأشار هيغل إلى أنه بحث هذا الموضوع مع نظيره الروسي سيرغي شويغو وطلب منه "القيام بما في وسعه للتأثير على الحكومة السورية".

وفي وقت لاحق، صدر بيان أميركي دعا سورية إلى أن "تتخذ على الفور الإجراءات اللازمة للوفاء بالتزاماتها لنقل الأسلحة الكيماوية".

وفي جنيف، أُلغيت أمس الجلسة المسائية بين الوفدين، بعد جلسة صباحية صاخبة خُصِّصت لبحث مسائل العنف ومكافحة الإرهاب، واتهم كل فريق الآخر بأنه مصدر الإرهاب في سورية.

وعقب الجلسة أعلن المتحدث باسم "الائتلاف" لؤي صافي رفض المعارضة المضي في بحث النقاط الأمنية المنصوص عليها في بيان "جنيف 1" قبل إنهاء موضوع تشكيل هيئة انتقالية للسلطة. وبحسب بيانٍ لـ"الائتلاف"، فقد أبلغ الوفد المعارض الوسيط الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي الذي يدير الجلسات أن "أكبر إرهابي في سورية هو بشار الأسد".

في المقابل، أعلن وفد النظام أنه وزَّع بياناً حول "مكافحة الإرهاب"، غير أن وفد "الائتلاف" رفضه. وتضمن البيان دعوات لوقف الإرهاب وتمويله وإدانته، علماً أن النظام يتهم مقاتلي المعارضة جميعهم بأنهم إرهابيون.

من ناحيته، لفت الإبراهيمي في مؤتمر صحافي في ختام اليوم التفاوضي إلى "أننا متفقون على أن الإرهاب منتشر في سورية، لكن ليس هناك اتفاق حول كيفية التعامل مع هذا الإرهاب"، آملاً أن "نستخرج العبر مما قمنا به في الفترة الأخيرة".

في موازاة عملية التفاوض الصعبة أُعلِن أمس أن رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا تلقى دعوة لزيارة موسكو في الرابع من الشهر المقبل.