• الفيصل يدعو إلى التعاون لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه • البوعينين: سحب السفراء من الدوحة مسألة «خليجية»

Ad

• الخالد يدعو إلى توحيد الصف وتعزيز التوافق   • العربي: العلاقات العربية بحاجة إلى وقفة جادة لاحتواء ما يشوبها  

لم يتطرق الاجتماع الوزاري العربي، الذي عقد أمس في القاهرة، إلى مسألة الخلافات الخليجية، بينما رُحلت أغلبية النقاط الخلافية الأخرى مثل الملف السوري إلى القمة العربية، التي ستعقد في 25 و26 الجاري في الكويت.  

تفادى وزراء الخارجية العرب، أمس، خلال اجتماعهم في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، الحديث "رسمياً" عن الأزمة الخليجية، بعد أيام من إصدار المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، ومملكة البحرين، قرارات بسحب سفرائها من العاصمة القطرية، وأحال المجلس هذا الأمر إلى جانب الخلافات العربية الأخرى إلى القادة العرب، للمناقشة خلال القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في الكويت، في 25 و26 مارس الجاري.

وأكد مصدر مسؤول لـ"الجريدة" أن الاجتماع التشاوري لم يتطرَّق إلى قضية "سحب السفراء" من الدوحة، موضحاً أن الجانب الخليجي رفض طرح الموضوع على أجندة اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، وأضاف: "الجانب الخليجي فضَّل إبقاء الأمر في محيطه الخليجي، حرصاً على سلامة الموقف الخليجي".

اجتماع تشاوري

وقبيل انطلاق الدورة الـ141 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، عقد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اجتماعاً تشاورياً مغلقاً مع عدد من وزراء الخارجية العرب، بينهم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد. وتناول الاجتماع التشاوري القضايا المطروحة على أجندة المجلس، وفي مقدمتها مستجدات الأزمة السورية والآفاق المستقبلية لها بعد فشل جولتي المفاوضات في "جنيف 2"، كما تناول نتائج الاتصالات مع الجانب الأميركي بشأن الجهود المتعلقة بالمفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، إضافة إلى موضوع تطوير الجامعة العربية.

العربي

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في كلمته خلال افتتاح الاجتماع "ضرورة العمل العربي المشترك لتنقية الأجواء العربية من السحب والغمامات التي شابتها مؤخراً، ورفع شأن المصالح العربية عالياً، وتحقيق ما نصت عليه المادة الثانية من ميثاق جامعة الدول العربية، وهو أن الغرض من جامعة الدول العربية توثيق الصلات بين الدول الأعضاء، وتحقيق التعاون المشترك مع الحفاظ على السيادة".

وطالب العربي بـ"ضرورة العمل بشكل مشترك أيضاً لمواجهة أحد أهم التحديات التي تواجه العالم العربي، وهي القضاء على مظاهر الإرهاب الذي تفشى مؤخراً في بعض البقاع العربية".

ولفت الأمين العام إلى أن "هناك صعوبات تواجه بعض الدول العربية التي شهدت ثورات وتمر بمراحل انتقالية"، مطالباً العرب

بـ"الوقوف إلى جانب تلك الدول حتى عبور المراحل الانتقالية، والتمكن من بناء المؤسسات الوطنية".

وقال العربي إن التفاوض بشأن تشكيل حكومة انتقالية تهدف إلى إنهاء الصراع في سورية يواجه عقبات، وندد بموقف مجلس الأمن الدولي من الأزمة.

الخالد

ودعا النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أمس إلى «بذل المزيد من الجهود التي تساهم في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك، بما يوحد الصف، ويعزز التوافق، ويقوي التكامل انطلاقاً من الإيمان الراسخ بوحدة المصير».

وعبّر الخالد في مداخلة خلال اجتماع وزاء الخارجية العرب عن «اعتزاز دولة الكويت باستضافتها للمرة الأولى مؤتمر القمة العربية أواخر الشهر الجاري».

وقال إن «القمة العربية تنعقد في الكويت في ظل مرحلة حرجة ومصيرية تمر بها المنطقة»، ما يحتّم علينا بذل المزيد لتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك».

وأعرب عن أمله في أن «تخرج القمة المقبلة بنتائج طيبة وايجابية تعكس آمال الأمة العربية وتطلعاتها».

الفيصل

بدوره، أدان وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل في كلمته الإرهاب الذي تشهده مصر والبحرين واليمن، مؤكداً أن بلاده "لن تألو جهداً من جانبها في التصدي لهذه الآفة الخطيرة، وانها اتخذت عدة إجراءات ليس بالقول بل بالفعل من خلال إصدارها للقوانين والتشريعات المجرمة للإرهاب والتنظيمات التي تقف خلفه". وشدد على أهمية "التعاون الكامل بين الدول العربية لمكافحة هذه الآفة وتجفيف منابعها"، مؤكداً "وقوف بلاده الثابت مع مصر قلباً وقالباً".

وهنأ الفيصل الشعب المصري على نتيجة الاستفتاء على الدستور الذي "جسد لحمة الشعب المصري ووحدته، وعبر عن إرادته الحرة الأبية، الأمر الذي يؤكد جدية الحكومة المصرية في استكمال مراحل تنفيذ خارطة الطريق".

وبشأن القضية السورية، أشار سعود الفيصل إلى أن "كل أرجاء سورية تتحول تدريجياً إلى ساحة مفتوحة، يمارس فيها كل صنوف القتل والتدمير على يد النظام وتساعده أطراف خارجية ممثلة في روسيا التي تدعمه بالسلاح، و"حزب الله"، وقوات تابعة للحرس الثوري الإيراني، فضلا عن جماعات إرهابية مسلحة كتنظيم داعش وجبهة النصرة"، مضيفاً أن "إمكانية الخروج من المأزق السوري تظل مرهونة في إحداث تغيير في ميزان القوة على الأرض، وتوفير كل دعم للائتلاف السوري باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري".

فهمي

من ناحيته، دعا وزير الخارجية المصري، الوزراء المجتمعين إلى اجتثاث جذور الإرهاب وقطع روافده ومواجهته بقوة دون تردد أو مهادنة، مشيراً إلى قرار الحكومة المصرية باعتبار "الإخوان" جماعة إرهابية، وأضاف "الأمر الذي يستوجب تجنب إيواء الإرهابيين أو الداعين للإرهاب، وتجنب توفير التمويل للإرهابيين وتعاون الجميع لتسليم المتهمين أو المحكوم عليهم المطلوبين في قضايا الإرهاب، والترتيب لعقد اجتماع خاص عاجل لوزراء العدل والداخلية العرب، في إطار الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب".

الجربا

وحمل رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا حكومة الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية "فشل" مفاوضات جنيف، ودعا الدول العربية إلى إدراج جماعات من بينها "حزب الله" اللبناني، وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) على لائحة الإرهاب العربية، وطالب بالضغط على المجتمع الدولي لتقديم أسلحة نوعية لمقاتلي المعارضة.

وقال الجربا "إننا نتوجه إليكم لنجدد دعوتنا بضرورة وضع هذه المنظمات ومعها حزب الله بكل فروعه، والمنظمات العراقية الفاشية مثل (جماعة) أبوالفضل عباس، وتنظيم الدولة (الإسلامية) في العراق والشام (داعش)، وما شاكلها في لائحة الإرهاب العربية، ورفع ذلك إلى العالم، وإعلان هذه الجماعات كيانات غازية لدولة عربية عضوة في الجامعة العربية، والتعاطي معها على هذا الأساس".

وأشار الجربا إلى أنه "لم يعد بعد انتكاسة جنيف 2 والغزو الحاقد ليبرود وما قبلها أي مساحة للغة الدبلوماسية أو الحلول السياسية. لقد ردوا على كل هذا المناخ الإيجابي من جانبنا برسالة واضحة برفض الحل السياسي، أساسها إطلاق قذائف الدبابات، وإلقاء براميل الطائرات فوق رؤوس المدنيين العزل. والرد على الرسالة يكون من صنفها أو بما يوازيها، أو لن يكون ولن نكون، ولن تقوم للعمل العربي المشترك قائمة. إنهم قوم لا يفهمون إلا بالقوة. ولا يرتدعون إلا بالقوة. ولم يتعاطوا معنا يوماً إلا بالقوة. فلنرهم بأسنا أو عزمنا، وهذا أضعف الإيمان".

باسيل

وتقدم لبنان أمس بطلب رسمي إلى جامعة الدول العربية يطلب فيه من العرب اتخاذ قرار حول قضية النازحين السوريين. وأكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في كلمته خلال الاجتماع، أن "قضية اللاجئين هي قضية لبنان النموذج بوجوده، وهي قضية وجودية وكيانية للبنان ومكوناته كافة، ولبنان يحمل اليوم العبء الأكبر من الأزمة في سورية. فنسبة النزوح في لبنان هي الأعلى في تاريخ البشرية وأكثر بـ270 مرة من عدد النازحين في أميركا، فلبنان يستقبل 45 في المئة من النازحين".

ورأى أنه "ليس المهم أن نفتح قلوبنا، بل نفتح أيدينا، فالقلوب مفتوحة ولكن سياسة الأبواب المفتوحة لا يمكن اعتمادها بعد الآن، والانفجار الداخلي واقع حتماً إن استمرت أزمة اللاجئين السوريين".

وأشار إلى أن "خسارة لبنان الاقتصادية من جراء النزوح السوري بين عامي 2012 و2014 وصلت إلى 7.5 مليارات دولار"، لافتا إلى أن "المطالبة بمقاسمة الأعباء والأعداد لن تكون مجدية بعد الآن، إن لم تكن عادلة بتوزيعها باتجاه الداخل السوري الآمن والدول العربية المجاورة، وإن لم تترافق مع تحمل الأعباء المادية من طبابة واقتصاد واجتماع". وتابع "ان لبنان يصرخ ألماً فردوا عليه". واستطرد "نعلم أن الحل الأول والأخير لوقف النزوح السوري هو وقف النار والحل السياسي، وأن يقرر الشعب السوري مستقبله".

ووسط الجدل في لبنان بشأن موضوع "المقاومة"، أكد باسيل أنه "من حق لبنان تحرير أراضيه ومقاومة أي اعتداء أو احتلال إسرائيلي بمختلف الوسائل المشروعة"، مشدداً على أنه "لا يحق لأحد في المجتمع العربي التخلي عن المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي".

البوعينين

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية لمملكة البحرين غانم البوعينين، إن مسألة الأزمة بين دول الخليج الثلاث "السعودية، والإمارات، والبحرين" مع دولة قطر لم تناقش في اجتماع وزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية، مؤكداً أن هذه المسألة تتعلق بمجلس التعاون الخليجي، وسيتم حلها في إطار المجلس.

وأوضح البوعينين في تصريحات صحافية على هامش الاجتماع الوزاري تعقيباً على موقف اجتماع وزراء الخارجية العرب من مسألة سحب السفراء في الدول الثلاث من الدوحة، أن "البيان الذي خرج عن دول مجلس التعاون الثلاث كان واضحاً، ولم نتطرق إلى شيء يخص هذا الأمر خلال الاجتماع، والمسألة سيجري حلها داخل المجلس".

قطر خفضت تمثيلها

خفضت قطر تمثيلها أمس في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة. وشارك في الاجتماع مساعد وزير الخارجية محمد بن متعب الرميحي، في حين غاب وزير الخارجية القطري، خالد العطية الموجود في فرنسا.

وفي الصورة الرميحي خلال الاجتماع أمس.

(أ ف ب)