توافد آلاف السوريين الموالين لنظام الرئيس بشار الأسد، والمقيمين في لبنان أمس، إلى مبنى السفارة السوريّة في اليرزة بكثافة كبيرة وملحوظة منذ الخامسة من صباح أمس للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية السورية، ما أدى إلى زحمة سير خانقة واحتجاز المواطنين منذ ساعات الصباح الأولى في سياراتهم، وتأخر الطلبة عن مدارسهم وامتحاناتهم.
وتجمّع السوريون في الشوارع والطرق المحيطة بالسفارة السورية حاملين الأعلام السورية وصور الأسد، وتوجهوا إلى مقر السفارة بعضهم سيراً على الأقدام، والبعض الآخر في حافلات وسيارات. ونشر الجيش اللبناني حواجز عدة في المنطقة، وقام بإجراءات تفتيش دقيقة، وكان لافتاً أيضاً حضور «حزب الله» في اليرزة، من خلال صور للأمين العام للحزب حسن نصرالله وأعلام للحزب حملها السوريون.وقالت مصادر متابعة إن «حزب الله أمّن الوسائل الماديّة والأمنيّة التي مكّنت السوريين الراغبين في المشاركة في الانتخابات الرئاسية، والمقيمين في البقاعين الأوسط والشرقي وفي الجنوب والضاحية الجنوبية، من الوصول إلى اليرزة».وأكدت المصادر أن «أكثر من 55% من السوريين الوافدين إلى السفارة هم من القاصرين ولا يحق لهم الاقتراع، لكن الغاية من جلبهم تكمن في إظهار عدد أكبر من الناخبين أمام الرأي العام».واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت لـ»الجريدة» أمس أن «المشهد استفزازي لمشاعر اللبنانيين وتحدٍّ لهم»، مشيراً إلى أن «حزب الله هو من حشد وأمّن التنقل للسوريين للتوجه إلى السفارة».إلى ذلك، رأت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» أمس أن «الاستفزازات التي قام بها السوريون الموالون للنظام في لبنان، تحت ذريعة المشاركة في التصويت في انتخابات الرئاسة السورية في اليرزة، أوضح دليل على أنهم غير مهددين بأمنهم، ولا تنطبق عليهم صفة النزوح»، مطالبة الحكومة اللبنانية بـ»العمل على ترحيلهم إلى بلادهم» .وتفاعلت وسائل التواصل الاجتماعي مع حدث أمس، وقال الإعلامي نديم قطيش (المحسوب على قوى 14 آذار) على صفحته على «فيسبوك» إن «أي سوري صوّت في لبنان لبشار الأسد ينبغي ترحيله فوراً ليعيش في كنف بشار»، مضيفاً: «قبل أي تنظيرة من الديمقراطيين: كلا لا أؤمن بحرية الرأي في الاختيار بين القاتل والقتيل. التصويت لبشار فعل قتل».واعتبر الصحافي شارل جبور (المحسوب على قوى 14 آذار) أنه «يجب طرد السوريين الذين انتخبوا الأسد من لبنان، ويجب محاسبة الحكومة التي سمحت بهذه المهزلة على الأرض اللبنانية، ويجب مساءلة ١٤ آذار الحكومية على سكوتها وتغطيتها وتخاذلها»، متسائلاً: «تبريد مع (حزب الله) فهمنا، ولكنْ تبريد مع النظام السوري أيضاً... تخنتوها يا جماعة».أما الإعلامي سالم زهران (المحسوب على حزب الله) فتساءل في «تغريدة»: «شو شعور الرئيس السابق ميشال سليمان وهو ينظر من نافذته في اليرزة إلى مئات الآلاف من الزاحفين تحت راية الأسد؟ ترى هل مازال ينتظر اتصال الأسد؟!».وقال النائب السابق إميل إميل لحود إن «المشهد إلى السفارة السورية يشبه المشهد يوم 14 آذار».إلى ذلك، أعلنت السفارة السورية في بيروت بعد ظهر أمس تمديد الانتخابات الرئاسيّة للسوريين المقيمين في لبنان إلى منتصف ليل الخميس ــ الجمعة، وذلك بعد الإقبال الكثيف الذي شهدته صناديق الاقتراع في مبنى السفارة.
دوليات
آلاف السوريين الموالين يزحفون إلى سفارتهم ويعطلون «يوميات» اللبنانيين
29-05-2014