سعادة الوزير كلمني لو سمحت
نحن نسهر يومياً على مناكفات البرلمانيين ونقرأ عن مداخلاتهم في الصحف والقنوات الفضائية، لكننا لا نرى منتدى واحداً أو لقاء أسبوعياً لوزير خارجية أو داخلية أو أي وزير لوزارة استراتيجية يخرج في حديث علني يخطرنا بما يحدث حولنا، أو يطمئن الناس إلى إجراءات معلومة تجاه مستقبل البلد من الناحية الاقتصادية، أو الإجراءات المتبعة لتجاوز التوتر الإقليمي وانعكاساته على الكويت.
أول العمود:21 مليار دينار ميزانية الدولة الحالية... 11 مليار منها رواتب، هل مثل هذا الوضع آمن؟
***تمر الكويت بأحداث جسام على مستوى سياسي واقتصادي وأمني، داخليا وإقليميا، متصل بسخونة الأجواء العالمية، فغليان الأوضاع في دول الجوار كالعراق ودول المنطقة كإيران وسورية ومصر له مضاعفات كبيرة على الكويت سياسياً ومالياً. اقتصادياً نحن نستنزف "مداخيل" النفط بشكل شره لا يرحم، حتى وصلت نصف ميزانية الدولة رواتب ودعماً لجيش من الموظفين والمتقاعدين، وأمنياً تتسيد جنسيات معينة على خارطة التركيبة السكانية لتشكل ضغطاً أمنيا وخدماتيا خطيراً على أمن المجتمع.أمام هذا كله نجد صمتاً مستغرباً من الحكومة يجعل عموم الناس في حيرة بشأن كم الأحداث المحيطة بهم، ويتساءلون: أين سنذهب؟ وما مصيرنا ونحن دولة أحادية مصدر الدخل؟نحن نسهر يومياً على مناكفات البرلمانيين ونقرأ عن مداخلاتهم في الصحف والقنوات الفضائية، لكننا لا نرى منتدى واحداً أو لقاء أسبوعياً لوزير خارجية أو داخلية أو أي وزير لوزارة استراتيجية يخرج في حديث علني يخطرنا بما يحدث حولنا، أو يطمئن الناس إلى إجراءات معلومة تجاه مستقبل البلد من الناحية الاقتصادية، أو الإجراءات المتبعة لتجاوز التوتر الإقليمي وانعكاساته على الكويت.بلدنا اليوم على صفيح ساخن وله تجارب مريرة سابقة توجت باحتلال عراقي تام له عام 1990، ونتمنى أن يعرف الشعب إلى أين يسير به طاقم الحكومة على جميع المستويات تعليمياً وصحياً وأمنيا... الأمر بات يتعلق بوجودنا ومستقبلنا... هناك قلق يتطلب أن يتحدث رئيس الوزراء وأعضاء حكومته للناس بين فترات متقاربة ليعرفوا ماذا يدور حولهم.