سلام: جئنا لنقول شكراً للكويت على كل الدعم والمؤازرة

نشر في 23-06-2014 | 00:01
آخر تحديث 23-06-2014 | 00:01
No Image Caption
«الشغور في الرئاسة اللبنانية مصدر ضعف وبلدنا بحاجة إلى عناية كبيرة»
طمأن رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام إلى سلامة الوضع الأمني في بلاده، آملاً أن تعيد دول مجلس «التعاون» النظر في موقفها بشأن منع رعاياها من السفر إلى لبنان. وأكد سلام عمق العلاقات مع الكويت، مبيناً أنه جاء ليقول لها «شكراً» «على كل ما بذلته من أجل مساعدة لبنان».

أكد رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أن الوضع في بلاده مستقر، و"أن التفجير الذي حدث مؤخراً هناك ما هو إلا حادثة عابرة شاهدنا أكبر وأصعب منها، دون أن تتوقف الأمور في لبنان"، مناشداً دول الخليج إعادة النظر في قرارها عدم السماح لمواطنيها بالذهاب إلى لبنان.

وقال سلام، في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في قصر بيان عقب لقائه سمو أمير البلاد: "باسم كل اللبنانيين، ومرحلياً باسم السلطة التنفيذية، والتشريعية التي حملني رئيسها نبيه بري تحياته للقيادة والشعب الكويتي، جئنا إلى الكويت لنقول كلمة واضحة وصريحة وقوية وهي شكراً للكويت لكل الدعم والمؤازرة"، مستندين إلى "موقف لبناني موحد انطلاقاً من حكومة المصلحة الوطنية الائتلافية التي تضم القوى السياسية المتوافقة على تمديد الاستقرار والأمن والنهوض بلبنان".

وأضاف: "لم نأت لنطلب شيئا، بل لنطالب بالمزيد من المحبة والتعاون الأخوي، ونعبر عن هذا الشكر بمختلف الطرق والوسائل من خلال مشاركة عدد من الوزراء"، معرباً عن شعوره والوفد المرافق "كأننا في لبنان وأكثر، ونحن نتمنى أن نستمر بهذا المشوار الطويل، وأنا واثق أنه مادامت للقيادة في الكويت ولبنان رؤى واضحة وثاقبة، فيما يتعلق بوشائج المحبة والأخوية بيننا فنحن على الطريق الصحيح".

وأعرب سلام عن سعادته  "بأن تتاح لي الفرصة بأن أكون في رحاب البلد العزيز والشقيق دولة الكويت، وبرعاية واحتضان واهتمام من قبل سمو الأمير، بالاضافة الى الصديق العزيز لنا في لبنان سمو رئيس مجلس الوزراء الذي أبدى كل اهتمام وعناية خلال هذه الزيارة، وبما استعرضناه معاً من علاقات أخوية وعريقة وقديمة بيننا كبلدين شقيقين مرّا بمعاناة وواجها أموراً مصيرية كان لشعبينا فيها مواقف تاريخية عززت ووطدت العلاقة بين البلدين"، مقدماً شكره وتقديره لدولة الكويت حكومة وشعبا على استضافتها ورعايتها للجالية اللبنانية التي لها دور في تنمية وازدهار الكويت.

الوضع مستقر

وحول إعلان الإمارات عدم السماح لرعاياها الذهاب إلى لبنان على خلفية التفجير الأخير، قال إن "الوضع الأمني في لبنان منذ زمن بعيد لم يكن مستقرا كما هو اليوم، وفي كل مدن وبقاع لبنان من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، والوضع مستقر بشكل سليم وصحي، وما التفجير الذي حدث مؤخراً إلا حادثة عابرة شاهدنا أكبر وأصعب منها، ولم تتوقف الأمور في لبنان".

وأضاف: "اليوم هناك حالة من اللاأمن وحالة من الإرهاب منتشرة في أنحاء المنطقة، وتصيب هنا وهناك ومن دون سابق إنذار وفي مستويات وصعد مختلفة، وكما يصيب لبنان يصيب غيرنا، ولكن لدينا حالة من المناعة"، مبيناً أن حادث التفجير أعطي تغطية إعلامية أكبر مما يستحق.

وناشد دول الخليج العودة عن قرار عدم ذهاب مواطنيها إلى لبنان، وأن تطمئن، خصوصا أن هناك عدداً كبيراً من مواطني الخليج جاؤوا بدون أن يأخذوا تعليمات بالإتيان إلى لبنان ولم ينتظروا قرار السماح، لافتا إلى أنه سمع من المسؤولين الكويتيين أنهم لم يوفروا فرصة في كل مناسبة من أجل التحام ووحدة مشاعرهم وأحاسيسهم مع لبنان واللبنانيين.

أما بخصوص أزمة الشغور الرئاسي في لبنان، فقال سلام: "نعم هذه معاناة سياسية"، تفوق بكثير الواقع الأمني الذي يبدو إلى جانبها لا شيء، و"أي دولة بدون رئيسها ورأسها، دولة ليست مكتملة العناصر والأهلية"، موضحاً "أننا في دولة ذات نظام ديمقراطي، وهناك مجال واسع لممارسة هذه الديمقراطية، ولكن هناك دستوراً في بلدنا، وهذا الدستور ينص بشكل واضح على انه في حال شغور منصب رئاسة الجمهورية فإن مجلس الوزراء يتحمل هذه المسؤولية، وهذا ما يحصل حالياً".

وأضاف سلام: "لهذا نحن مؤتمنون على هذه المسؤولية وعلى هذا الدور"، مؤكدا: "نسعى كحكومة إلى توفير أفضل الأجواء لإجراء الانتخابات الرئاسية، ونحن لم نقصر في هذا الشأن، وسعينا فعلاً إلى توفير هذه الأجواء".

وأشار إلى أن "في لبنان صراعا سياسيا اليوم، ونأمل ان ينتج عنه شيء ايجابي، ولا يذهب بالاتجاه السلبي، لأن الشغور في منصب الرئاسة هو مصدر ضعف، ويجب السعي لملء هذا المكان في اسرع وقت"، مضيفا "وعندما يتحقق ذلك فإن مستلزمات عناصر الوطن تكون قد اكتملت، وخصوصا في ظل استقرار الوضع الأمني أو على مستوى أداء السلطة التنفيذية انتاجا في موضوع التعيينات الادارية، وسنحقق المزيد من الانجازات".

وأكد أن لبنان بحاجة الى عناية كبيرة في هذه المرحلة، ولا يمكن له الا ان يستفيد لأبعد حد من سلطاته التنفيذية والتشريعية، ولكن بعد اكتمال العناصر كلها بانتخاب رئيس للجمهورية.

ولفت الى ان الاجتماع القادم لمجلس الوزراء يمكن ان يؤدي إلى حلحلة الأزمة السياسية، ومعالجة الوضع الدستوري المستجد، وبعد ذلك يمكن مواجهة هذا الوضع الصعب.

وعن وجود رفض لفكرة اجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية، أكد سلام: "ان الانتخابات النيابية والرئاسية هما استحقاقان دستوريان كبيران، وسيتم معالجة الأمور عندما تستحق، لأن امامنا بضعة اشهر للاستحقاق النيابي وعلينا مواجهة هذا الأمر، ونتمنى بالفعل أن نكون انتخبنا رئيسا للجمهورية يساعدنا على مواجهة هذا الاستحقاق"، مستدركا "لكننا كبلد ديمقراطي فإن الصراع السياسي فيه يأخذ مداه، ونتمنى ان يكون هذا الصراع بشكل ايجابي وبنّاء لخدمة الوطن بعيدا عن المحاصصة واستفادة فريق على حساب آخر".

back to top