تابع فيلم BeBe في خلال أربعة أيام عشرون ألف مشاهد، كيف تفسر هذا الإقبال الجماهيري؟

Ad

اعتمدنا الأسلوب الأميركي في التسويق قبل اطلاقه، بدأنا الترويج في صالات السينما منذ عيد الفطر، وكان في مرحلة التوليف. بعدها وسّعنا نطاق التسويق ليشمل اللوحات الإعلانية على الطرقات ووسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة ومواقع التواصل الاجتماعي، وعرضنا مقتطفات مصوّرة منه. ثم كان اختيار الممثلين موفّقًا ولكل منهم جمهوره الخاص الذي أتى لمشاهدته. أما استمرار الإقبال الجماهيري، فمرّده إلى جمالية الفيلم كتابة وإخراجًا وتمثيلا  وتحوله محور أحاديث الناس.

إنه فيلمك الرابع، فأي تطوّر حققته منذ عملك السينمائي الأول ؟

{دومينيكو سافيو} أول فيلم سينمائي قدمته منذ 12 عامًا، تلاه {غنوجة بيّا} ومن ثم {خليك معي} وراهنًا BeBe، من الطبيعي أن أتطوّر مهنيًا كمخرج بعد مرور هذا الوقت، فضلا عن أن تطوّر التقنيات سهّل عملية التصوير، وأصبح الإنتاج السينمائي أكبر.

ما سبب اختيارك للكوميديا الرومنسية؟

يهوى الجمهور الأعمال الرومنسية، ويحتاج إلى الضحك والابتسامة، في ظل الاكتئاب العام الذي يصيب الجميع بسبب الأوضاع العامة في البلاد.

هل نجاح الفيلم  مردّه إلى  قوة الإخراج، أم جمالية النص، أم حسن اختيار الكاست؟

يتطلب نجاح أي عمل توافر هذه الأمور الثلاثة، ذلك أن اجتهاد فريق العمل مجتمعًا يؤدي إلى النجاح وليس الجهد الشخصي. إنها عملية متكاملة، إذا فشل أحد العناصر يفشل العمل بأسره.

على أي أساس تم اختيار أبطال الفيلم؟

نفتقر في لبنان إلى نجوم شباك تذاكر، لذلك يتم الاعتماد على الجماهرية التلفزيونية للممثلين. بالنسبة إلى ماغي بو غصن، لم أتخيل غيرها في هذه الشخصية، واتصلت بها عندما وضعنا تصوّر الفيلم وقبل كتابة نصه. وهنا أنوّه باجتهادها ومثابرتها وتمرّنها الكثيف طيلة شهر ونصف الشهر قبل بدء التصوير. أما يوسف الخال، فهو ممثل محبوب وقدير ومبدع يتمتع بطلّة جميلة وتم اختياره في الدور المناسب. في ما يتعلق بسائر الممثلين الكوميديين، فهم محبوبون ولديهم جمهورهم الخاص، وقدّموا كوميديا سوداء في هذا الفيلم.

كيف تمّ تحضير دور ماغي بو غصن الصعب والمرّكب وكيف حافظت على أدائها الجيّد في المشاهد كافة؟

أداؤها الجيّد هو نتيجة تركيزها على الدور.  نفذّنا كل مشهد بدقة تامة وراقبت أدق التفاصيل، وأخذنا وقتًا كافيًا في التصوير والإعادة والتكرار، حتى وصلنا الى النتيجة التي نريد. لم تفسح ماغي في المجال أمامي للتعديل في المشاهد لأنها كانت مجتهدة ومتقنة لدورها الذي تدربّت عليه طويلا قبل بدء التصوير. علمًا أنها كانت خائفة في البداية، لكن هذا الأمر أراحني نفسيًا لأنه يدل على أنها ممثلة تتحمل المسؤولية.

يعني ذلك أنك كنت مرتاحًا في التعاون معها.

تعشق ماغي بو غصن عملها وتعيشه بعمق، كذلك الممثلون الآخرون المشاركون معنا، فهم مهنيون ويستمعون إلى التعليقات ويتقبلونها، وقد تناقشنا بأمور عدّة حتى وصلنا إلى النتيجة الأفضل.

تعاون على إنتاج الفيلم ثلاث شركات إنتاج لبنانية، فهل نحن أمام مرحلة انطلاق صناعة سينمائية لبنانية من دون دعم إنتاجي أوروبي أو عربي؟

لدينا القدرة على إنتاج أعمالنا بأنفسنا، وما تقديمنا لهذا الفيلم سوى دليل على  ذلك، كلبنانيين لا تنقصنا أي مؤهلات ولكن تنقصنا الإرادة.

ماذا عن التمويل؟

مهما بلغت نسبة تمويل الفيلم اللبناني، لا يستطيع شباك تذاكرنا أن يردّ الكلفة، المهم برأيي تقديم فيلم لبناني يحبه الجمهور، وهذا الأخير قادر على تسويقه في الوطن العربي من خلال التحدث عنه بطريقة إيجابية. عندها يمكن تنفيذ فيلم بتمويل أكبر وتسويقه في الخارج أيضًا. من جهة أخرى يتمتع المنتج جمال سنّان (eagle films) بإرادة قويّة لرفع شأن الصناعة السينمائية اللبنانية، لأنه يعشق لبنان وشغوف بإنتاج أفلام لبنانية.

هل تسنى لك مشاهدة الأفلام اللبنانية الأخرى المعروضة راهنًا؟

شاهدت  فيلم {حبة لولو} لأنني دعيت إلى حفلة إطلاقه، وسأشاهد {غدي} قريبًا لأنني لم أُدعَ إلى حفلة إطلاقه، إنما ردود الفعل حوله جيّدة ويروّج له بطريقة صحيحة. بالنسبة إلى فيلم {عصفوري} فلم أشاهده بعد، لكنني استغرب عدم الترويج له كما يجب، لأن الفيلم الجميل يفشل إذا لم يسوّق في الإعلام.

كيف تقيّم إقبال اللبنانيين على الفيلم اللبناني عموماً؟

عظيم وهذا دليل على أن الجمهور اللبناني يشجعنا، لذا لا يمكن مقابلة هذا الاقبال الكثيف وهذه الثقة بعدم إنتاج مزيد من الأعمال. ففي 2013 عرضت تسعة  أفلام سينمائية لبنانية وأتوقع صدور 12 فيلمًا جديدًا في العام المقبل، وهذا دليل خير.

ينطلق فيلم BeBe  قريبًا في صالات دبي وقطر والكويت والأردن والعراق وسلطنة عمان، ما ردة الفعل التي تتوقعونها من الجمهور العربي؟

أتوقع ردود فعل إيجابية لأنه فيلم كوميدي ولا يتناول خصوصية معينة في الشارع اللبناني، بل يتحدث عن قصة قد تحصل في أي مجتمع. من الطبيعي ألا نحقق نجاحًا جماهيريًا كما حصل في لبنان، ولكن لا شيء يحول دون محاولة عرضه في الدول العربية، خصوصًا أن الجالية اللبنانية طالبت به وأصحاب الصالات السينمائية العربية  يشجعوننا، بعدما وصلت ردود فعل إيجابية إلى هناك ونسبة الإقبال الكبيرة منذ إطلاقه في لبنان.

يطغى على الفيلم  طابع light comedy رغم أن القصة إنسانية ويمكن أن تكون تراجيدية؟

لو عالجت الفيلم بأسلوب تراجيدي، لكان موجعًا للناس، لكن أسلوبه light comedy، ما يساهم في تلقي الجمهور عبرة معينة من خلال قصته، فيخرج من الصالة متذكراً مشاهد  ممتعة، وقد يتشجع على مشاهدته مرة ثانية. من جهة أخرى، أظهرت  أن هذه الفتاة التي تبدو متخلفة عقليًا، قادرة أن تحبّ وأن تكون ذكية من خلال براءتها، وأن تحقق تغييرًا معينًا في المجتمع. وعندما دخلت إلى مجتمع يُفترض أن يكون غير متخلف عقليًا، كانت أكثر وعيًا ونضجًا منه، هذه هي كوميديا الموقف من خلال إظهار التناقضات.

هل ستستغل نجاح ثنائية يوسف الخال وماغي بو غصن في عمل جديد؟

لم نفكّر بعد بهذا الموضوع.

اهتممت بأدق التفاصيل في مشاهد الفيلم، هل هذه تقنية سينمائية أم ميزة تتمتع بها شخصيًا؟

الاثنان معًا. السينما بالنسبة اليّ، تفاصيل لا يمكن وضعها في المسلسل. والتفاصيل التي نظهرها في الفيلم تدل على شخصية بطلته، ومن خلالها نقدّمها إلى الجمهور. تكون هذه المرحلة التأسيسية، إذ يستوعب المشاهد شخصية البطلة قبل نقله إلى الإطار الأوسع في القصة.

ألا تستخدم هذه التقنية في الدراما؟

لا وقت لدي ولا تتوافر  تقنية لازمة للقيام بذلك بشكل أوسع، لأن تفاصيل الدراما التلفزيونية تعتمد على الحوار وليس على الصورة، خلافًا للسينما.

أخبرنا عن مسلسل {عشرة عبيد زغار} الذي ستتولى إخراج النسخة الجديدة منه؟

يتكوّن من ثلاثين حلقة، من كتابة طوني شمعون. سنبدأ تصويره قريبًا بعد الانتهاء من مرحلة التحضير واختيار الممثلين. اتُخذ قرار تجديده لأنه يعيش في الذاكرة الجماعية، وسيقّدم بأسلوب تقنيّ أفضل من السابق انطلاقًا من روحية النسخة السابقة، فضلا عن أنه سيكون لفتة تكريمية تجاه من قدّم هذا العمل.

لماذا أنت مقلّ في أعمالك الدرامية؟

قدمّت منذ عام مسلسل {لولا الحب} لكنني انشغلت في الفترة الأخيرة بفيلم BeBe  الذي بدأنا تحضيره منذ مارس الماضي، وتفرّغت له بشكل كامل لأنني مخرجه ومشارك في إنتاجه.

هل يحرّرك إنتاجك لأعمالك من سلطة المنتجين واحتكارهم؟

أشعر بالحرية لأنني استطيع تنفيذ ما أشاء، إنما لا اعتبر ذلك {سلطة}، فمن الطبيعي أن يخشى كل منتج على عمل يموّله ماديًا. أمّا بالنسبة إلى ما يقال عن احتكار المنتجين  لمخرجين أو ممثلين، فهذا غير صحيح و{طق حنك}، لأن أحدًا لا يمكنه إجبار ممثل أو مخرج على المشاركة في عمل معيّن إذا لم يكن مقتنعًا به.

ألم تتأثر علاقتك كمخرج مع سائر المنتجين؟

أبدًا، لا يستطيع أحد أن يأخذ شيئًا من درب الآخرين. من جهة أخرى، لو أنتجت أعمالا درامية لكانوا رحبّوا بي، لأن ثمة نقصًا في المنتجين الدراميين، في ظل تزايد طلب المحطات على الأعمال الدرامية.

أليس لبعض محطات التلفزة منتجها الدرامي الخاص؟

أشك في ذلك، تسعى المحطات، في النهاية، إلى تحقيق مصلحتها الخاصة، وتتعاون مع أي منتج يقدّم لها المستوى المطلوب بكلفة مقبولة.

ما مشاريعك بعد نجاح هذا الفيلم؟

تحدثنا كشركات إنتاج منفذة لفيلم BeBe عن مشروع فيلم جديد سنبدأ تصويره في مايو، لم نحدد هوية الممثلين بعد لكنه في طور الكتابة.