ما أراه بكل بساطة هو أن لشعيب شعبية إعلامية كبيرة في شبكات التواصل الاجتماعي، وبالأخص في شبكة «إنستغرام»، وقد قام بتوظيف هذه الشهرة لخدمة قضية إنسانية نبيلة، فتحقق له بذلك نجاح طيب تمثل بجمع مبلغ من التبرعات قام بإيصالها بعد ذلك إلى مستحقيها.

Ad

  لا أزال أتذكر بوضوح كيف تعرض مشروع "كويتي وأفتخر" إلى السخرية والتثبيط قبل سنوات عدة، وكيف قاد البعض هجمات مبرمجة للسخرية من هذا المشروع ومن يقفون خلفه، واتهام مشروعهم بالسخافة تارة والاستغلالية تارة أخرى. ومع ذلك صمدت تلك الثلة الجميلة من الشباب والشابات الواقفين خلف المشروع واستمرت رافعة رأسها في وجه كل هذا الاستهزاء لتمضي في طريقها نحو تحقيق حلمها الجميل.

واليوم، وبعد مرور سبع دورات متلاحقة على قيام هذا المشروع الشبابي، كان آخرها في شهر فبراير الماضي، أثبت "كويتي وأفتخر" أنه كان ينطلق بالفعل بخطى ثابتة ووفقاً لرؤية واضحة وأهداف محددة نحو ما يريد تحقيقه، ليتم له ذلك بالفعل.

كثيرة هي المشاريع التي تتعرض في بداياتها للسخرية والاتهامات، وأغلب هذه المشاريع ينتهي إلى الإحباط والتوقف تحت ضربات هذه السياط المرة المتلاحقة، لكن القلة القليلة هي التي تصمد وتتحمل الضغوط والضربات حتى تصل إلى شاطئ النجاح.

"كويتي وأفتخر" هو أحد هذه المشاريع الصامدة الناجية، حتى صار اليوم تظاهرة وطنية ينتظرها الجمهور من عام إلى عام بشوق وحب، لرؤية آخر الإبداعات والمشاريع، وبالأخص الشبابية منها؛ مما أدى إلى أن يصبح هذا المشروع قبلة للشركات الكبرى المختلفة لدعمه ورعايته والظهور في صف الواقفين إلى جانبه.

تحية كبيرة، وتقدير ضخم لكل الفريق الرائع الذي وقف ويقف وسيقف خلف "كويتي وأفتخر"، تحية كبيرة وتقدير ضخم لهم لأنهم أصروا على القول إن الجهود المتراكمة المتواصلة قادرة على أن تحقق الأحلام مهما تكاثفت سحب الإحباط وخيم ظلام اليأس!

***

عرفت "شعيب الهاجري" للمرة الأولى قبل سنوات من خلال "يوتيوب" قديم له يظهر به متحدثاً في أحد أنشطة اتحاد الطلبة في الولايات المتحدة، يومها أثار انتباهي بلباقته وحسن عرضه لما يريد، فقمت بنشر رابط ذلك "اليوتيوب" على من يتابعني في شبكات التواصل متنبئاً له بالخير.

واليوم عاد "شعيب" إلى بلاده ليصير أحد مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي، أو ما يسمى بالإعلام الجديد، وأصبح يتابعه مئات الآلاف من البشر.

منذ مدة قام "شعيب" بنشاط "إعلامي-خيري" مختلف وغير مألوف، حيث مشى من منطقة قرطبة إلى برج الحمراء، قاطعاً مسافة عدة كيلومترات على قدميه وذلك كحملة خيرية لجمع التبرعات للشعب السوري. المختلف في نشاطه هذا وبالإضافة إلى جزئية "المشي" أن شعيب كان حافياً مرتديا ملابس صيفية في فصل الشتاء، حيث كانت البرودة يومها شديدة جداً، وذلك من باب التعاطف مع معاناة الشعب السوري في تلك الفترة.

وكالعادة، تعرضت حملة شعيب الخيرية لنصيبها من السخرية والاستهزاء، وهذا متوقع بطبيعة الحال، إلا أنه تعرض أيضا لاتهام البعض له "بالرياء".

ولي هنا تعليق مختصر على هذه الجزئية، لا يحق لأحد أن يتهم أي أحد بالرياء، وذلك لسبب بسيط وهو أن "الرياء" يكون على مستوى نيّة الفرد، وما كان لبشر أن يطلع على نيّة شعيب، أو غيره، وما كان يحوك في صدره يوم هو أقدم على هذا العمل. نعم للناس أن تنتقد مفردات العمل وتفاصيله، ولكن لا شأن لأحد بالنية.

ما أراه بكل بساطة هو أن لشعيب شعبية إعلامية كبيرة في شبكات التواصل الاجتماعي، وبالأخص في شبكة "إنستغرام"، وقد قام بتوظيف هذه الشهرة لخدمة قضية إنسانية نبيلة، فتحقق له بذلك نجاح طيب تمثل بجمع مبلغ من التبرعات قام بإيصالها بعد ذلك إلى مستحقيها.

وأما من يعترض على طريقة "شعيب" لتحقيق هذا الهدف لأي سبب كان، فعليه أن ينصرف عن الانتقاد المجرد، وأن يقوم بعمل الطريقة التي تناسبه لتحقيق ذات الغاية، والمحك في نهاية الأمر هو مقدار النتيجة المتحققة.

تحية كبيرة وتقدير ضخم للأخ "شعيب" والفريق العامل معه، حيث أوصلوا قضية معاناة الشعب السوري إلى شرائح جديدة من الجمهور. بوركت جهودكم.