عيديتك يا وطن

نشر في 02-08-2014
آخر تحديث 02-08-2014 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب في هذه الأيام المباركة التي أتت بعد تأدية ركن عظيم في ديننا الحنيف، ألا وهو صيام شهر رمضان المبارك، أعاده الله على الجميع بالصحة والعافية غير مفقودين ولا فاقدين، نسأله سبحانه أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يعتق رقابنا ورقابكم ورقاب أبائنا وأبائكم وجميع المسلمين من النار، اللهم آمين. وكالمعتاد في مثل هذه الأيام يُمنح الأطفال النقود (العيدية) حيث تكتمل فرحة العيد بتلك العيادي، ووطننا الحبيب يفرح لفرح أبنائه، ويشاركهم البهجة والسرور، وينتظر منا المقابل المفرح، ولكن للأسف الشديد أضحت ثلة من الشعب، إلا من رحم ربي، جاهلة وغير مثقفة وطنياً، حريصة على خرق القوانين، مقبلة على الرشوة والفساد، تصفق وتبدي الإعجاب وتبارك لمن يستطيع أن يسرق الجيوب ويهتك القانون.

لقد أصبح التلاعب بالأنظمة والقوانين السمة السائدة لدى الأغلبية، وتجاوز اللوائح بات أمراً دارجاً يشار إليه بالبنان وكأنه فعل الصواب، رامين خلف أظهرهم كل المبادئ والقيم والتعاليم الدينية، مشاركين في تثخين جراح الوطن، مقدمين على نحر كل شريان ينبض بأمل لمصلحة الوطن.

هذه الحال مستمرة، والكل بلا استثناء يسمع ويرى تلك الجريمة الكبرى بحق هذا الوطن المعطاء، الذي لم يبخل على أبنائه بشيء، هذا الوطن الذي دنسته أقدام حاقدة وزمرة فاسدة لم تطأ أرضه مثلها منذ نشأته، إلا أنها أصبحت المسيطرة على كل أركانه، والموجهة لمستقبله الغامض، الذي يمكن أن يوصف بالمجهول.

قد يرى البعض أن هذا الكلام ما هو إلا تشاؤم، وأن الوضع في البلد على ما يرام، وحال الشعب أحسن حال، ونواقيس الخطر التي تدق بين الفينة والأخرى ما هي إلا لعب أطفال، والوطن بخير.

هذا ما تريده تلك الزمرة الفاسدة الحاقدة، حتى تعيث في الأرض الفساد، ويخلو لها الوضع لتنهب خيرات البلد، وهذا ما لا نقبل به، وسنستمر في دق نواقيس الخطر، وسندافع عن هذا الوطن، وسنقول لكل مبتز وفاسد (لا) وبصوت عال يسمعه القاصي والداني، حتى يعلم الجميع أن في الكويت رجالا شرفاء يدافعون عن وطنهم وشعبهم، ويكنون كل الولاء لأميرهم وقائدهم.

نعم يا وطن "عيديتنا لك" أننا سنظل نحارب الفساد والمرتزقة، وسندافع عن أرضك وجوك وبحرك، ولن يغمض لنا جفن حتى تعود سيد الأوطان... وندعو كل شريف على أرضك إلى الوقوف أمام سرطان الفساد وليكافحه حتى إن كان ذا قربى، ولنبدأ بأنفسنا وبمن حولنا.

فما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top