الخلافات تؤجِّل «تحالف الأمة»... وتحركات لدعم غزة
• «الوفد»: موسى ليست لديه رؤية وتحالفه يزخر بـ «الفلول» • اليسار يأتلف في «العدالة الاجتماعية»
• ارتباك سلفي: «الوطن» يدرس المشاركة في «البرلمانية»... و«النور» يستطلع المحافظاتأدت الخلافات بين أحزاب مصرية محسوبة على التيار الليبرالي إلى تأجيل إعلان «تحالف الأمة المصرية»، الذي كان مقررا إطلاقه اليوم، بعد خروج حزب الوفد من التحالف، واتجاه أحزاب يسارية إلى تشكيل التحالف الانتخابي بعيدا عن أحزاب تنتمي إلى فلول نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، استعدادا للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، الاستحقاق الثالث في خارطة المستقبل.أجَّل تحالف السياسي المخضرم عمرو موسى (تحالف الأمة المصرية) اجتماعا كان من المقرر عقده اليوم لإعلان الاتفاق على تشكيل تحالف «مدني» واسع يضم عددا كبيرا من الأحزاب إلى غد الاثنين، بذريعة عدم الانتهاء من وثيقة التحالفات الانتخابية، ما اعتبره البعض دليلا على عمق الخلافات بين الأحزاب والقوى المتحالفة.ويأتي ذلك قبيل أيام من موعد بدء إجراءات الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها 18 الجاري، حيث تسابق الأحزاب والقوى السياسية الزمن، لإعداد تحالفاتها الانتخابية، لتتمكن من الوجود بقوة داخل البرلمان، ما يؤهل التحالف صاحب الأغلبية لتشكيل الحكومة، وفقا للدستور.مستشار موسىفي هذا السياق، أكد المستشار الإعلامي لعمرو موسى أحمد كامل أن موسى لم يحدد موعدا لإعلان تفاصيل تحالفه حتى الآن. وقال كامل لـ»الجريدة»: «المشاورات لاتزال مستمرة، ولا جديد منذ الاجتماع الأخير»، الذي حضره العديد من القيادات الحزبية والشخصيات العامة الأربعاء الماضي في مكتب عمرو موسى وسط القاهرة.«الوفد»من جانبه، نفى المتحدث الإعلامي باسم حزب الوفد ياسر حسان دخول حزبه في «تحالف موسى»، مشيرا إلى أن موسى إذا أراد الدخول في تحالف «الوفد المصري» فأهلا به.وقال حسان لـ«الجريدة»: «التحالفات تقيمها أحزاب لا أشخاص، فضلا عن أن موسى ليس لديه رؤية واضحة وإنما مجرد آمال، والتحالف الوحيد القائم وأركانه واضحة هو تحالف الوفد المصري (الوفد والمصري الديمقراطي والمحافظين)»، مشددا على أن «تأخر إعلان تحالف موسى راجع للاعتراضات على وجود فلول نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك الذين تزخر بهم جبهة مصر بلدي». وبخروج حزب الوفد، أحد أعرق الأحزاب الليبرالية، يكون الدبلوماسي المخضرم رئيس «لجنة الخمسين» لصياغة الدستور عمرو موسى في ورطة، حيث سبق أن أعلن عقب انتهاء اجتماع ممثلي أحزاب وقوى سياسية، الأسبوع الماضي، اتفاقا أوليا على انضمام «تحالف الوفد المصري» ضمن تحالف مدني واسع يحمل اسم «تحالف الأمة المصرية». «اليسار»في السياق، يتجه اليوم ما يقرب من 15 حزبا وحركة سياسية، على رأسها الجمعية الوطنية للتغيير، والمجلس الوطني المصري، وحزب المؤتمر الشعبي الناصري، والحزب الشيوعي المصري، إلى تأسيس تحالف انتخابي جديد باسم «العدالة الاجتماعية».ارتباك سلفيفي السياق، وبينما انقسمت أحزاب التيار السلفي إزاء الثورة المصرية في 30 يونيو من العام الماضي، يتكرر مشهد الارتباك السلفي مجددا حيال الانتخابات البرلمانية.وأكد نائب رئيس حزب النور سيد خليفة أن الحزب، الذي كان شريكا في مشهد عزل الرئيس الإخواني 3 يوليو العام الماضي، لم يتخذ بعد قرارا بالمشاركة في التحالفات الانتخابية، لكنه استطلع رأي مكاتب المحافظات، مضيفا: «فور وصول رأي مكاتب المحافظات سيتم رفعها للمجلس الرئاسي خلال الأسبوع الجاري، يعقبها بدء التواصل مع الأحزاب أو الأشخاص الذين تم الاتفاق على التحالف معهم إذا كان هذا هو القرار».وشدد أمين حزب النور في محافظة الجيزة د. أحمد شكري على أن الحزب يدرس الآن التحالف مع أي من الأحزاب اليسارية أو مع حمدين صباحي، تحت اسم التيار الشعبي، أو النزول منفردا، مؤكدا أن النور لم يصل بعد إلى قرار بشأن التحالفات.وفي تطور جديد، قالت مصادر إن حزب «الوطن» السلفي يدرس المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ما يهدد بانهيار تحالف دعم الشرعية الموالي للإخوان المسلمين، وعبر المتحدث باسم حزب «الوطن» السلفي يسري حماد عن ذلك، ممسكا العصا من المنتصف.وتساءل حماد، في تصريحات لـ«الجريدة»،: «عمَنْ يضمن ألا يقوم النظام الحالي بالانقلاب على الاستحقاق الانتخابي، خاصة أنه انقلب سابقا على 7 استحقاقات انتخابية».يأتي ذلك، في وقت واصل عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية عبود الزمر هجومه على الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، مشيراً إلى أنه رفض ما سبق أن قدمه له الزمر من أطروحات لتحويل مشروع «النهضة الإخواني» إلى مشروع وطني عبر حوار مجتمعي موسع، وجاء في مقال جديد للزمر قوله: «لم يأخذ بهذه النصائح رغم تكرارها عليه عدة مرات، على مدار العام».إفطار «غزة»في غضون ذلك، عبَّرت أحزاب وقوى سياسية مصرية عن غضبها وإدانتها الهجوم الإسرائيلي الوحشي على غزة، حيث وصف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بمنزلة «إبادة جماعية للشعب الفلسطيني المسالم الأعزل».وجدد شيخ الأزهر، في بيان له أمس (السبت)، استنكاره الجرائم البشعة التي يقوم بها الكيان الصهيوني في غزة التي وصفها بـ«الصابرة»، داعيا إلى تحرك عاجل وفوري لكل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن وكل منظمات حقوق الإنسان، للتصدي لتلك الاعتداءات الغاشمة.من جانبها، تنظم عدة قوى سياسية وثورية مصرية اليوم إفطارا جماعيا أمام نقابة الصحافيين، تتبعه وقفة صامتة حدادا على أرواح شهداء غزة وتضامنا مع الشعب الفلسطيني، وتستكمل الوقفة بجمع تبرعات من الاحتياجات الطبية والملابس والطعام، تحت إشراف حزب «العيش والحرية» (تحت التأسيس).وقال العضو المؤسس في «الحملة الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني»، هند نافع، إنه من المفترض تنظيم مؤتمر صحافي، منتصف الأسبوع الجاري، لإعلان تحرك قافلة شعبية إلى غزة، خلال الأيام المقبلة لتوصيل المساعدات، وتضم عددا من الأحزاب والحركات الثورية أبرزها 6 أبريل بجبهتيها، وحزب الدستور.