مجلس التعاون ولد بأنياب

نشر في 12-06-2014
آخر تحديث 12-06-2014 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي في الخامس والعشرين من شهر مايو عام 1981 أعلن في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربي، الذي يضم كلاً من المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، ودولة قطر، ودولة الكويت.

 وكانت فكرة قيام المجلس قد طرحت أثناء الزيارة التي قام بها إلى مدينة أبوظبي سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح- طيب الله ثراه- بتاريخ

16 /5 /1976 إلى عاصمة الدولة الفتية دولة الإمارات العربية المتحدة التي أعلن قيامها بعد انسحاب بريطانيا من إمارات الخليج العربي، وقد أثنى على هذه الفكرة سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.

ولعل من أقوى التحديات التي واجهتها دول المجلس قيام النظام العراقي السابق بغزو دولة الكويت واحتلالها بجريمة العصر في الثاني من أغسطس عام 1990، فهبت دول المجلس قاطبة، قادة وحكومات وشعوباً، فوقفت أمام ذلك النظام الدكتاتوري، وتم الحشد العسكري الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ، وتم طرد المحتل من الكويت بعد أن تم تدمير جيوشه، وقد كان لقوات دول المجلس قاطبة دور فاعل في العمليات العسكرية، وبانت أنيابه وقفزت مخالبه.

ولعلنا لسنا بعيدين عما حدث في مملكة البحرين العزيزة عندما تعرض أمنها ووجودها للخطر، فهبت دول المجلس للفزعة، فدخلت قوات درع الجزيرة للمملكة لحماية الأشقاء، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم، فبرزت تلك الأنياب، وقفزت تلك المخالب لمواجهة ذلك الخطر، ولتعيد الأمن والسلام إلى ربوع هذه الجزيرة الغالية.

إن قيام منظومة مجلس التعاون واستمرارها ضرورة يحتمها التاريخ، ويفرضها الواقع الذي يعيشه عالمنا اليوم، والذي يشهد قيام دول عظمى بابتلاع جزء أو أجزاء من دول أخرى، ودول فقدت سيادتها على أرضها، فلم تعد تستطيع أن تعين أو تقيل "محافظاً"، فما بالك بتنصيب رئيس للدولة، ويقف العالم عاجزاً عن اتخاذ أي إجراء ما عدا التنديد والوعيد وفرض عقوبات تضر بمن فرضها أكثر ممن فرضت عليه.

 ومن ناحية أخرى فقد سرت قبل أشهر قليلة أخبار وإشاعات وتحليلات تعبر عن مكنونات أصحابها بقرب تصدع مجلس التعاون وانهياره، متناسين أن هذا المجلس لم يؤسس بنيانه على شفا جرف هارٍ، بل رفع قواعد بنيانه على أسس راسخة، لعل من أهمها تجانس أبنائه والتقاء مصالحهم، فالخطر واحد والهدف واحد والطموحات لا حدّ لها بما يحقق الأمن والسلام والرخاء لشعوبهم ودولهم، وحفظها مما يشهده العالم من تفكك ودمار وقتال.

 ولعل ما نشهده من مظاهر خلاف واختلاف في وجهات النظر تجاه بعض القضايا والأوضاع التي تشهدها بعض دول المنطقة في اعتقادي ما هو إلا تبادل أدوار بين دول المجلس، وقد أدركت دول المجلس أن أمنها وسلامتها الوطنية جزء من سلامة وأمن المنطقة والعالم بأسره، فانتهجت سياسة الواقعية في علاقتها مع دول العالم قاطبة وبشكل خاص الدول المحيطة بها.

 ومن هذا المنطلق جاءت الزيارة الرسمية والهامة التي قام بها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح- حفظه الله ورعاه- إلى الجمهورية الإيرانية الإسلامية في الفترة من 1 إلى 2 /6/ 2014 لتؤكد للعالم الدور الهام والفاعل الذي يمكن أن تلعبه دول المجلس.

حفظ الله دول المجلس قادة وحكاماً وشعوباً، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top