اعتبر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، في خطابه الأسبوعي أمس، أن ما يحصل في البلاد هو "مؤامرة إقليمية"، لكنه اقر في الوقت نفسه بوجود مطالب مشروعة لدى العشائر.

Ad

وقال المالكي: "هي مؤامرة ومخطط إقليمي مشؤوم صرفت عليه أموال وصممت له حرب إعلامية هائلة، ووقفت خلفه هذه الدول التي لا تريد للعراق الخير".

وقال: "سنواجه الإرهاب وسنسقط المؤامرة"، مضيفاً: "الذي حدث هو نكبة، لكن ليست كل نكبة هزيمة، تمكنّا من امتصاص هذه الضربة وإيقاف حالة التدهور، وبدأت عملية رد الفعل وأخذ زمام المبادرة وتوجيه ضربات".

وأكد: "سنلقنهم دروسا وضربات ونسحب من أيديهم وأيادي الذين يقفون خلفهم التصورات الموهومة أنهم يستطيعون إسقاط العملية السياسية والوحدة الوطنية وإسقاط العراق لكي تؤسس على أنقاضه دويلات وملوك طوائف وأمراء حرب".

وشدد رئيس الوزراء العراقي على أن "الذين تطوعوا سيكونون عماد الجيش العراقي القادم، لأنهم دخلوا في ميدان المواجهة بإرادة وعقيدة"، لافتا الى أنه تم التمكن من إيقاف حالة التدهور والهزيمة النفسية التي أصبحت لدى بعض الجنود والقادة.

وقال إن "ما حصل بالموصل كان بحق صدمة كبيرة لنا، لأننا لم نكن على ضعف في القوات المسلحة والإرادة والتصميم"، مبينا أن "خيوط المؤامرة تسللت من أجواء العملية السياسية التي أرادت التخريب في صفوف القوات المسلحة".

ولفت إلى أن "التزييف جعل من تنظيم داعش الإرهابي ثوار عشائر"، معتبرا أن "ذلك هو إساءة لهذه العشائر وأصحاب المطالب المشروعة التي نحترمها، وعلى استعداد للاستجابة لها، كما استجبنا للكثير، لأنهم أبناء الشعب العراقي ويستحقون الوقوف إلى جانبهم".

روحاني

وفي تصريح خطير، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني "استعداد الشعب الإيراني للدفاع عن العتبات المقدسة في العراق، في مواجهة الإرهابيين والتصدي لهم"، وذلك بعد تقارير أفادت بأن 5 آلاف إيراني تطوعوا للقتال في العراق، ووسط أنباء عن توجه قيادات في الحرس الثوري الإيراني إلى بغداد.

وقال روحاني أمس: "لقد أعلن الشعب الإيراني عبر الكثير من الطلبات استعداده للدفاع عن مراقد الأئمة، ولن يألو هذا الشعب العظيم جهدا في الدفاع عن العتبات المقدسة"، مؤكدا: "بالنسبة للمراقد الشيعية في كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء نقول للقتلة والإرهابيين إن الأمة الإيرانية الكبيرة لن تتردد في حماية المراقد المقدسة".

ربط «النووي» بالعراق

ولأول مرة، اعترفت طهران بربطها الملف النووي بقضايا إقليمية مهمة مثل العراق، حيث اشترطت أمس من أجل تعاون محتمل مع الولايات المتحدة بخصوص العراق، نجاح المفاوضات حول الملف النووي الإيراني.

وقال محمد نهونديان، رئيس مكتب رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، إن محادثات ايران مع مجموعة 5+1 "تعتبر اختبار ثقة"، مضيفا: "اذا ادى ذلك الى حل نهائي، فيمكن ان تكون هناك فرص مباحثات حول مواضيع اخرى"، وذلك ردا على سؤال حول هذا التعاون المحتمل.

وبعد ان عبر عن معارضته مبدئيا لتدخل اجنبي في العراق، اكد نهونديان ان مثل هذا التدخل يجب ألا يحصل الا بطلب من السلطات العراقية.

وقال المسؤول الايراني، خلال منتدى وسطاء سلام قرب اوسلو، ان "ادارة الوضع يجب ان توكل للشعب وحكومة العراق. لدى الشعب والحكومة العراقيين ما يكفي من الامكانات والتصميم للدفاع عن انفسهما".

وأضاف ان "العالم الخارجي يجب ان يرد على ما يريده العراق، ويجب الا يتدخل في ادارة الوضع". وكرر القول بأن ايران "سترد على اي اقتراح او طلب يهدف الى مساعدة الحكومة العراقية على حل المشكلة الداخلية". وقال: "في ما يتعلق بالولايات المتحدة، لم نلاحظ أي تحرك جدي ضد موجة الإرهاب هذه".

 وأجرت واشنطن وطهران مفاوضات مقتضبة يوم الاثنين الماضي في فيينا بشأن العراق، وعبرت واشنطن عن انفتاحها على المزيد من المفاوضات.

(بغداد، طهران ـــــــ أ ف ب، رويترز)