لمسة وفاء كويتية ـ إماراتية!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
ومن الطبيعي أن يترك رجل بهذه المواصفات الأكاديمية بصماته الواضحة، إذ ارتقى بهذا المركز العلمي إلى مستوى يضاهي وينافس المؤسسات العالمية الرديفة له من حيث النشر العلمي والتحليل الاستراتيجي وإقامة المؤتمرات واستقطاب أكبر الشخصيات السياسية في العالم. هذه نبذة موجزة ولعلها تفي حق زميل الدراسة الجامعية ولو بالقليل، إلا أن البعد الوجداني للاحتفاء بالدكتور جمال السويدي كان له طعم مميز، فهو لقاء جمع كوكبة من "الشباب" الذين تزاملوا على مقاعد الدراسة قبل (33) سنة وأخذتهم الحياة إلى عوالمها اللا متناهية، ثم يعودون إلى نفس المكان وقد تلاعبت الدهور بأعمارهم وأجسامهم وتحولوا إلى شخصيات جديدة ومختلفة، لكل منها قصة خاصة ومسيرة مميزة ومواقع مهمة في مجتمعاتها، فترى فيهم الأستاذ الجامعي والإعلامي والوزير والسياسي والسفير والباحث، يسترجعون تلك الأيام الجميلة ولا يذكرون من بعضهم بعضا سوى تلك الوجوه القديمة اليافعة، في لحظة من لحظات التاريخ التي تعاد وتتكرر في كل زمان ومكان، ولا يشعر بأي منها إلا من عاشها وغرست في جوف روحه مناسباتها.هذه سنّة الحياة، ولعل بعض ذكرياتها الجميلة من بين ركام الأيام والسنين الحبلى بالمشاكل والهموم والمشاغل، وهي بلا شك مصدر اعتزاز وفخر لمن استغلها بالشكل المناسب وأحرز في داخله اليقين بأنه ساهم وأعطى من أجل مجتمعه أو الإنسانية، ورسالة ننقلها من جيل شباب الثمانينيات من القرن الماضي إلى أبنائنا فتية اليوم لتكرار مثل هذه المناسبات بل أفضل منها، والعمل من أجل لقاء مستقبلي بعد سنين طويلة قادمة أين يجدوا أنفسهم، وماذا قدموا، وكيف كان حصادهم في العلم والعمل؟شكراً للدكتور عبدالرضا أسيري على هذه اللمسة الصادقة من الوفاء، وشكراً للدكتور جمال السويدي على مقابلة هذا الوفاء بوفاء مثله عندما يتوج آخر عطاءاته العلمية الذي بذل فيه جهدا كبيرا، وفي ظروف تحدي آلام المرض الشديد الذي ألمّ به، ليحتفل به مع زملائه وأساتذته في جامعة الكويت، مع خالص التمنيات لأخينا العزيز بموفور الصحة والعافية والمزيد من العطاء العلمي!