طالبت القيادة الفلسطينية أمس بحماية دولية للشعب الفلسطيني، وعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، لبحث تصاعد «العدوان» الإسرائيلي في الضفة الغربية.

Ad

وقال بيان صادر عن القيادة الفلسطينية بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إنها «شرعت تجري اتصالات مكثفة لعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي، لوضع حد لهذا العدوان الغاشم والمستمر، والتوجه إلى الجهات والمنظمات الدولية من أجل توفير الحماية لشعبنا».

وحذر البيان من أن الحكومة الإسرائيلية «تدفع الوضع باتجاه المزيد من التأزم والانفجار» عبر استمرار حملتها الأمنية المكثفة في مدن الضفة الغربية بحثاً عن ثلاثة إسرائيليين اختفوا فيها في الثاني عشر من الشهر الجاري.

وأكد بيان القيادة الفلسطينية أن «هذا العدوان لن يحقق أهدافه، ولن يؤدي إلا إلى المزيد من التمسك بحقوقنا، وأن هذه الغطرسة الإسرائيلية لن تحول دون إصرار شعبنا على تحقيق أهدافنا الوطنية المشروعة في الحرية والاستقلال».

أدلة ومعلومات

وبعد يومين من مطالبة وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لإسرائيل بتقديم أدلتها على اتهامها لحركة «حماس» باختطاف ثلاثة من المستوطنين قبل 10 أيام، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس أنه يمتلك أدلة قاطعة تثبت مسؤولية الحركة عن خطف المستوطنين، متعهداً «بالكشف عن البراهين للرأي العام بصورة عاجلة».

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن نتنياهو قوله في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة أن إسرائيل «سلمت ما تملكه من معلومات ودلائل إلى دول معينة».

وقال إن الجيش يركز جهوده لضمان عودة المفقودين الثلاثة أحياء بسلام إلى بيوتهم، إضافة إلى الكشف عن الذين قاموا باختطافهم، مؤكداً مواصلة الجهود التي يبذلها «لتوجيه ضربة قاسمة للتنظيم الذي ينتمي إليه الخاطفون».

احتكاك مع المدنيين

وبرر نتنياهو الجرائم التي يتعرض لها الفلسطينيون بالضفة الغربية خلال الحملة التي يشنها الجيش بحثاً عن المستوطنين، قائلا إن «العمل بصورة ناجعة للكشف عن مصير المخطوفين يقود إلى احتكاك مع المدنيين الفلسطينيين»، نافياً أن يكون هناك نية مبيتة للإضرار بالأبرياء.

ووعد نتنياهو بمراجعة موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس «ليس بالكلمات التي أدلى بها، ودعا فيها لإطلاق سراح المستوطنين، إنما برؤية استعداده لتفكيك حكومة الوحدة التي شكلها قبل أسابيع مع حركة حماس».

وشملت عمليات بحث الجيش الإسرائيلي حتى الآن 1350 موقعاً بالضفة الغربية واعتقل الجيش 330 فلسطينياً.

وأدت الأزمة إلى تصاعد الضغوط على اتفاق المصالحة بين حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس و«حماس».

وأدى التعاون الأمني لعباس مع إسرائيل في جهود البحث إلى احتجاج نادر على الشرطة الفلسطينية في رام الله أسفر عن تدمير 3 مركبات تابعة للشرطة أمس.

ميدانياً، قتل شابان فلسطينيان قرب نابلس أثناء المواجهة التي اندعلت عندما داهمت قوات الجيش الإسرائيلي عدة مدن وقرى فلسطينية في الضفة الغربية واعتقلت خلالها ستة نشطاء، ليرتفع بذلك عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء حملة البحث عن المخطوفين إلى أربعة.