أخطاء «إخوان» مصر!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهكذا فإن بيت القصيد في هذه الحكاية كلها هو التركيز على الجيش الذي لولاه ولولا أميركا لما وصلوا إلى الحكم، فالمعروف أن القيادة العسكرية في ذلك الحين، وعلى رأسها المشير طنطاوي، قد سلمت مقاليد الأمور إلى الإخوان المسلمين تسليماً، وأن هؤلاء في الفترة القصيرة التي حكموا فيها دون أن يكونوا مؤهلين للحكم لم يتذكروا حكمة أن الشعب يجب أن يحكم نفسه بنفسه، بل ولكانوا الآن، لولا انتفاضة "يونيو" المجيدة، التي يعتبرها المصريون الثورة الثانية، يهيمنون على كل شيء في مصر... من الجيش إلى السلك الدبلوماسي إلى الإعلام إلى الأمن إلى الاقتصاد إلى الإدارة والجامعات والأزهر والإفتاء!لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيموحقيقة وبدل كل هذه المناورات والألاعيب وبدل سياسة الاختباء وراء الأصابع والاستقواء ببعض الفضائيات وبـ"رجب طيب أردوغان" وبالطريقة التي بات يتعامل بها مع الداخل والخارج، وحتى مع بعض رموز حزبه... وبدل الإمعان بعيداً في العنف والإرهاب فإنه كان على الإخوان المسلمين، إخوان مصر، أن يستحضروا كل تجارب التاريخ، وأن يعترفوا بهزيمتهم ويقروا بعدم أهليتهم للحكم، وأن يراجعوا وبسرعة مسيرتهم، وأن يغيروا مسارهم السابق ويخطوا نحو الواقع الجديد، ليس خطوة واحدة وإنما ألف خطوة، ليتم قبولهم ليس من قبل المشير السيسي فقط بل من قبل الأغلبية المصرية التي أسقطتهم في انتفاضة (يونيو) لا الجيش ولا الأجهزة الأمنية.إنه لا يعيب الحزب وأي حزب التراجع عن مواقفه الخاطئة بعد الاعتراف علناً وعلى رؤوس الأشهاد بها، ويقيناً إن أكبر خطأ ارتكبه "الإخوان" المصريون هو أنهم تراجعوا عن قرار المشاركة في الانتخابات البرلمانية فقط تحت ضغط نزوات بعض قادتهم الذين كانوا يتضورون جوعاً إلى الحكم والسلطة والاندفاع نحو الرئاسة، فانكشفت أوراقهم كلها، وثبت أنهم ذاهبون لتصفية كل معارضيهم ومناوئيهم والتحكم بمقاليد الأمور كلها... وبالبلاد والعباد.والأسوأ أن هؤلاء بدل أن يبادروا إلى إعادة النظر بحساباتهم كلها وبرامجهم وسياساتهم بعد انتفاضة (يونيو) سارعوا إلى ركوب موجة الإرهاب والعنف لإسقاط ما اعتبروه انقلاباً عسكرياً بالقوة، فاعتبروا منظمة إرهابية، وفقدوا باقي ما تبقى لهم من شعبية، وحشروا حاضرهم وماضيهم في دائرة "القاعدة" و"أنصار بيت المقدس"، وكل هذه التنظيمات الوهمية الأخرى التي استخدموها واجهة لعملياتهم الدموية الشائنة.