قبل يوم من انقضاء الهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، استؤنفت أمس في القاهرة المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين والرامية للوصول إلى هدنة دائمة تنهي الصراع الدامي في القطاع، بينما سادت حالة من التشاؤم بشأن التوصل إلى اتفاق دائم في ظل تباعد وجهات النظر والرفض المتبادل لمطالب كل طرف.

Ad

وأدت المفاوضات، التي تجرى بوساطة مصرية في القاهرة، إلى تهدئتين مدة كل واحدة ثلاثة أيام ثم أخرى لخمسة أيام تنتهي منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء.

وتعد أكبر عقبات المفاوضات غير المباشرة مطالبة "حماس" برفع الحصار المفروض على القطاع منذ عام 2006 والمطالبة بفتح الموانئ في غزة، كذلك مطالبة إسرائيل بنزع سلاح الفصائل في غزة.

وحسب وثيقة تضم عرضاً مصرياً، اطلعت عليها وكالة فرانس برس الأربعاء الماضي، تقترح مصر إرجاء المباحثات بشأن مطالب الفلسطينيين الرئيسية بخصوص ميناء بحري ومطار لمدة شهر بعد سريان هدنة دائمة.

وتسعى القاهرة، من أجل التوصل إلى هدنة دائمة توقف النزاع الذي خلف قرابة ألفي قتيل فلسطيني غالبيتهم من المدنيين منذ بدايته في 8 يوليو الفائت و64 جندياً إسرائيليا وثلاثة مدنيين، في وقت تركزت الجولة الثالثة من المباحثات التي جرت أمس على تمديد الهدنة الحالية لأسباب إنسانية ولإعطاء مجال لمزيد من التفاوض.

وتسود توقعات متشائمة وشبه مؤكدة في إسرائيل "بأن يبلغ وفدها المسؤولين في مصر بعد وصوله إلى القاهرة رفض الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو المبادرة التي طرحت من قبل أيام لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في القطاع"، في حين ترفض "حماس" طلب تل أبيب تأجيل مناقشة إعادة فتح الموانئ وبناء مطار غزة المدمر وإعادة تشغيله.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله، لدى افتتاحه الجلسة الأسبوعية لحكومته أمس وقبل استئناف محادثات القاهرة، إن "حماس خسرت في الحرب الأخيرة وبدون اتفاق معنا وستبقى تتلقى الضربات القاسية من الجيش الإسرائيلي"، مؤكداً أن إسرائيل ليست مستعدة للبحث في قضايا الأمن فقط مقابل الحصول على هدنة طويلة الأمد كما أنها لن توافق على أي صيغة لا تضمن الاعتراف بالحاجات الأمنية لها".

وتوعد نتنياهو حركة "حماس" بتوجيه المزيد من الضربات لها في حال تنفيذها لتهديدها بحرب طويلة على إسرائيل إذا لم تقبل تل أبيب بالشروط الفلسطينية.

في المقابل، أكدت "حماس" أن الطريق الوحيد لأمن إسرائيل هو أن يشعر به الفلسطينيون أولاً وأن يرفع عنهم الحصار.

وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري، في بيان، إن حديث نتنياهو عن انتصار في غزة "هو حديث مزعوم لمجرد الاستهلاك الإعلامي للتهرب من نقمة الإسرائيليين والتغطية على فشله"، مضيفاً أنه "يكفي نتنياهو أن المئات من جنوده سقطوا بين قتيل وجريح وأسير، وأن عمليات المقاومة وصواريخها نجحت في ضرب العمق الصهيوني وفرض حصار جوي عليه".

في غضون ذلك، اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس الأول، في بيان، أن "المطالب المحقة التي رفعها وفدنا بخصوص إنهاء الحصار وفتح المعابر وحرية الحركة لا تنفصل عن الهدف الأكبر والذي يتمثل في إنهاء الاحتلال عن جميع الأرض الفلسطينية".

وقبل ساعات قليلة من عودة فريقي المفاوضات، استهدفت زوارق حربية إسرائيلية صباح أمس بأسلحتها الرشاشة، قوارب صيد فلسطينية أثناء إبحارها قبالة شاطئ غزة في خرق جديد للتهدئة.

إلى ذلك، اقتحمت مجموعة من المستوطنين المتطرفين أمس باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس وسط حماية مشددة من شرطة إسرائيل.