التعليم الإلكتروني بين الوهم والافتراض
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
يتحدث الباحثون من خلال المؤتمر عن دراسة أجراها واسون ومورخ من جامعة النرويج لقياس فاعلية التعليم الإلكتروني حملت العديد من الاستنتاجات، أبرزها «رقمنة» التعليم ودوره في تعزيز اقتصادات المعرفة، وككل دراسة لا بد أن يكون للتاريخ منها نصيب، فمنذ الزمن الماضي كان الكل يترقب آثار ثورة الاتصال الأولى ودور الرسائل البريدية وأثرها في عملية التعليم، وابتدأ التعليم عن بعد عام 1840 عبر المراسلة البريدية، وتبنته بعض المؤسسات التعليمية الأوروبية خاضعة لحاجة أبناء القرى والمناطق البعيدة للتعليم واكتساب المهارات الأكاديمية. وبعد ثورة الاتصال الحديثة تطورت وسائل التعليم والتدريب عن بعد مرة أخرى مواكبة التطور التقني، فأتاحت سبل التعليم لجميع فئات المجتمع من النساء والعاملين والمعاقين وقاطني الأماكن البعيدة جغرافياً عبر برامج صممت خصوصا للتعليم الإلكتروني، منها البلاكبورد والاتصال المرئي بين أعضاء هيئة التدريس والطلبة، واستمر الانتساب الطلابي إلى التعليم الإلكتروني الجزئي كالجامعة المفتوحة التي تتطلب ساعات محددة من الحضور، وأخرى عبر المراسلة البريدية، والتعليم الإلكتروني الكلي والمستخدم في مؤسسات تعليمية صغيرة الحجم فعليا وكبيرة افتراضيا، أي على مواقع الإنترنت. وتمنح تلك المؤسسات ما لا يعد ولا يحصى من المقررات، وخير مثال برنامج هارفارد إكس للتعليم الإلكتروني، فاعتبرها البعض ممن صعب عليه استيعاب التغيير جامعات وهمية، واختلطت المفاهيم بين الافتراضية والوهمية، وتوجست وزارات التعليم الخوف والخشية من الشهادات التي تمنح عبر التراسل الإلكتروني، فما الحل؟ وما السبيل الأمثل لمواكبة التكنولوجيا بمجال التعليم العالي؟قد تكون الإجابة لدى المجموعة الدراسية من كلية القانون بجامعة هارفارد التي اختارت أن تجري دراسة حول المنحى القانوني للتعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني، واختارت عوامل عديدة لقياس مدى فاعلية التحصيل العلمي كالبحث العلمي وبناء القاعدة المعلوماتية والدعم القانوني للمؤسسات، والأعباء القانونية التي يتحملها الطلبة، والتي تحمي من الغش والتلاعب، وقد قمت بمراسلة مجلة الكلية لأطلع على النتائج التي سأقوم بمشاركتها مع القراء قريباً... وللحديث بقية.كلمة أخيرة: أغلب القرارات الخاطئة تأتي من فترة فراغ، والسلطة التنفيذية في أمس الحاجة لقرارات تتسم بالقيادة حتى لا تقع استراتيجياتنا في مأزق الفراغ الخانق.