«الرعب والغموض» تركز على التشويق والعمق الفلسفي

نشر في 28-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 28-11-2013 | 00:01
No Image Caption
المشاركون في الحلقة النقاشية رفضوا تصنيف أعمالهم ضمن أدب الدرجة الثانية

استعرض ثلاثة من كتاب أدب الرعب والغموض والجريمة جانباً من تجربتهم في هذا النوع من الكتابة، منتقدين عدم تخصيص أي جائزة تعنى بأعمالهم الأدبية.
ركزت الحلقة النقاشية التي نظمها معرض الكتاب في نسخته الـ38 بأرض المعارض في منطقة مشرف، على ضرورة الاهتمام بأدب الرعب بمختلف أشكاله، مشددة على أنه أدب من الدرجة الأولى، ويتميز بالتشويق والعمق الفلسفي.

وتمحورت الحلقة حول «واقع الكتابة الروائية المغايرة: قراءة في أدب الرعب والغموض والجريمة»، وتحدث فيها ثلاثة كتاب: عبدالوهاب السيد ود. أحمد خالد توفيق ود. منذر القباني، وأدارها الكاتب مشاري العبيد.

في البداية، تحدث د. منذر القباني عن نشأة أدب الرعب عربيا، محددا بدايته من خلال حكايات «ألف ليلة وليلة» وقصة التفاحات الثلاث، معتبرا أن النصف الأول من القرن التاسع عشر شهد ولادة أدب الجريمة، واستعرض بعض الأسماء المؤثرة في هذه النوعية من الكتابة، ومنها آثر كونان دوبل، مؤلف حكايات «شارلوك هولمز» والكاتبة أغاثا كريستي.

ولفت القباني إلى الطفرة النوعية التي شهدها هذا النوع من الأدب مع بداية القرن العشرين، إذ انتقل إلى فضاء أوسع، وغموض لا يقتصر على الجريمة فحسب، بل غموض وتشويق في التاريخ والقانون والخيال العلمي والتقنيات، معتبرا الكتابة «المرعبة» من أصعب السرديات، لاسيما أنها تتطلب مزيدا من الإثارة الفكرية والتشويق العميق، كما أن ثمة علاقة يسعى المؤلف إلى تأصيلها بين الرواية والقارئ من خلال البعد الفلسفي المطروح.

وفي ما يتعلق بواقع روايات الرعب في العالم العربي، يأسف القباني إلى إهمال أدب الرعب عربيا، واستحواذ الروايات الاجتماعية على اهتمام القارئ والناقد، مشيرا إلى أن ثمة فروعا من أدب الرعب غائبة عربيا.

وتابع: «أعتقد أن هناك أسبابا كثيرة في مقدمتها ضعف الخيال في العالم العربي، إذ إننا نعاني أزمة خيال وأزمة نقد، إذ لا يتم الاحتفاء بهذا الكم الكبير من الأعمال، إضافة إلى أزمة وسائل الإعلام التي لا تعطي قيمة لأعمالنا، وكذلك غياب التحفيز وعدم وجود جوائز متخصصة في ظل غياب دور مؤسسات المجتمع المدني».

أيقونة الرعب

بدوره، تحدث د. توفيق مدعما حديثه بمادة فيلمية تم عرضها عبر جهاز البروجكتر عن تأثير أدب الرعب على الطفل منذ مراحله الأولى، لاسيما ان ثمة أحداثا مخيفة قد يعيشها الطفل ربما تتسبب في تشكيل مصيره لاحقا، واستعرض بعض المخاوف التي يعيشها الطفل كالخوف من الظلام أو من السقوط من أعلى.

وانتقل د. توفيق إلى الحديث عن «أيقونة الرعب» ستيفن كينغ، مستشهدا ببعض مقولاته ان الأطفال يتعلمون الرعب بسرعة، خصوصا حينما يصحو الطفل وهو جائع فلا يجد أمه فيترك هذا الأمر رعبا لدى الطفل. وعن أعمال الرعب السينمائية، أكد ان هذه الأعمال لم تنل حظها من النجاح، لأنها غير متقنة وتحتاج إلى إعادة صياغة وتطوير.

بشاعة وتقزز

أما الكاتب عبدالوهاب السيد فقد ركز في حديثه على أدب الرعب في الخليج العربي، لاسيما انه انتقل من صفوف القراء إلى قائمة الكتاب، مبينا ان كثرة قراءاته في الخيال العلمي ساهمت في تبديل نظرته السيئة تجاه أدب الرعب، وتخلص من الأحكام السابقة بأن هذا الأدب لصيق بالتقزز والبشاعة أو رعب الأشباح والجن، لكن من خلال هذه القراءات اتضحت لي الصورة بأن أدب الخيال العلمي أنواعه كثيرة وقد تم حصرها في 14 نوعا.

وأضاف السيد: «أدب الرعب النفسي هو أرقى أنواع أدب الرعب، ومن منظوري أن كاتب هذا النوع من الأدب خواف وقلق على أموره في الحياة»، مستنكرا الكاتب قاسم خضير الذي يعد أول كاتب لرواية رعب في الكويت والخليج، موضحا أنه كتب مجموعته القصصية «مدينة الرياح» في عام 1978 وأثارت ضجة كبيرة آنذاك.

وأبدى استغرابه من تصنيف أدب الرعب ضمن أدب «الدرجة الثانية»، متذمرا من هجوم الروائيين والكتاب والأدباء على أعمالهم وعدم حضورهم للجلسات والندوات التي ينظمونها.

back to top