«عسيرة هي اللغة الأم» لمنيرة الصلح... معضلات السياسة والهجرة واللجوء
تعرض منيرة الصلح مجموعة من رسوماتها ونظراتها المتجددة في غاليري {صفير- زملر} (شرق بيروت) بعنوان {عسيرة هي اللغة الأم} حتى 19 يوليو 2014.
وفي المجموعة تسلط الفنانة الضوء على معضلات كثيرة يعانيها عالمنا العربي، لا سيما الحرب والتهجير.
وفي المجموعة تسلط الفنانة الضوء على معضلات كثيرة يعانيها عالمنا العربي، لا سيما الحرب والتهجير.
تتصف أعمال منيرة الصلح المفاهيمية عادة بتعدد الأساليب، وتتراوح بين الفيديو والتركيب والكتابة والتصوير الفوتوغرافي والرسم والأداء الحي، وتتناول موضوعات متعلقة بالمهاجرين، بدءاً من الشخصي أو من السرد الذاتي، محاولةً إثارة الأسئلة الجمالية والاجتماعية الدقيقة.تغوص الصلح في معرضها الجديد في بيروت في فهم مركبات اللغة، عبثها وعبوسها وعسراتها، في زمن التحولات الاجتماعية والديموغرافية والحرب والهجرات والتهجير والنزوح والمهاجرين، وحتى الشخصيات السياسية اللبنانية والإيرانية. تحضر اللغة في معرضها فيصبح للكلام حكاية أخرى، ربما لأن اللغة تغيب عن المعارض عادة ليحضر اللون، أما مع منيرة الصلح فتحضر اللغة لنكتشف أننا أمام فن مفاهيمي مربك وفيه تكهنات وأسئلة ومطارحات وعبارات كثيرة ومتشعبة. أمام فن يرشدنا إلى اللغة في الفن المفاهيمي إلى صراع اللغة وتقلباتها. ولمجرد أن تقول «عسيرة هي اللغة الأم»، نصبح أمام احتمالات مناقشة الهوية والهويات واللغات والمجموعات البشرية وأوجاعها والهجرة. وتحت أجنحة اللغة يفوح معنى كل شيء.
ليست اللغة مجرد كلمات مكتوبة في معرض منيرة الصلح، فالزائر يجد نفسه في صالة مساحتها 600 متر مربع، مقسمة بين أجزاء عدة، حيث الفنانة تطالعنـا في البداية بعمل سردي كولاجي في الفراغ عنوانه {كلوغد} عبارة عن 100 زوج من القباقيب الدمشقية أو الشامية، تفترض الفنانة أن على كل داخل إلى المعرض احتذاء زوج منها، لتشكل أصوات قرع أسفلها الخشبي على البلاط جلبة أصوات متداخلة.بدأ مشروع منيرة بخمسين عمل بورتريه للاجئين سوريين، رسمتهم على أوراق صفراء مسطّرة ودوّنت حول الرسوم بعض الملاحظات التي تختصر حالهم، وهم من درعا وحمص وإدلب وطرطوس واللاذقية ودمشق ووادي النصارى وغيرها، كل هؤلاء اضطروا إلى مغادرة بيوتهم بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الطائفية. ثم بعد ذلك نرى فيلماً، يطالعنا فيه الفنان الراحل فيلمون وهبي وهو يغني {سنفرلو عالسنفريان} كمفتاح سخرية من إشكالية اللغة الأم، التي طرحتها الفنانة من منطلق تجربة تعلمها اللغة الهولندية في مدرسة {نوا} للغة في أمستردام. وتستعيد الصلح أحوال الطفل وعلاقته باللغة كي تطرح قضايا معقدة مثل الحروب والدين. كما يمكن ربطها، كما فعلت في النص المقدم للمعرض، بطروحات أكثر تعقيداً مثل كتاب {كلمن} لأحمد بيضون، و{صوت ولا شيء آخر} لملادن دولر، و{الفصام واللغات} للويس ولفسون. يضمّ المعرض لوحات ضخمة تظهر فوق جانب منها كلمة وفي الجانب الآخر كلمة أخرى تتكون من الأحرف ذاتها ولكن بترتيب مختلف، فتصبح كلمة {بعث}، {عبث} مثلاً. يُذكر أن الصلح عرضت في محافل فنية عدة، أبرزها: هاوس دير كونست في ميونيخ في ألمانيا، مانفيستا 8 في مورسيا في إسبانيا، غاليري غيلد للفنون في مومباي، متحف ستيديليك في هولندا، غاليري الرواق في المنامة، غاليري صفير في بيروت، متحف الفن في جامعة ولاية أريزونا في تمب، غاليري نورد في برلين، بينالي اسطنبول عام 2009. وعرض فيلمها {أغنية روان} في عدد من مهرجانات الأفلام من ضمنها {فيديو برازيل}، حيث منح جائزة لجنة التحكيم في العام 2007. كان عملها تركيب الفيديو بعنوان {وكأني لا أنتمي هناك} جزءاً من معرض {إلى الأمام} في أول جناح لبناني في بينالي فينيسيا في 2007. ولدت الصلح في بيروت عام 1978، حيث درست التصوير في الجامعة اللبنانية في بيروت، وتابعت الفنون الجميلة في أكاديمية غيريت ريتفيلد في أمستردام في هولندا.دعت غاليري {صفير زملر} إلى لقاء مع الكاتب أحمد بيضون، للتحاور في كتابه {كلمن}، اليوم، عند الساعة السابعة مساء في الغاليري. وذلك، في سياق معرض {عسيرةٌ هي اللغة الأم}. على أن تسبق اللقاء جلسات تحضيرية، تتخللها قراءات ونقاشات في الكتاب المذكور وحوله، وذلك، كل يوم جمعة، بين الساعة الحادية عشرة صباحاً والواحدة ظهراً، في {فيلا فلمنغ}.