مهرجان القاهرة السينمائي يعاني التخبّط

نشر في 25-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 25-08-2014 | 00:01
No Image Caption
رغم أن موعد مهرجان القاهرة السينمائي يقترب بشدة، فإن القيمين عليه لم يتوصلوا بعد إلى صيغة نهائية للمهرجان، ولم يتم الإعلان عن عدد قليل من الأفلام المشاركة.
 كان القيمون على مهرجان القاهرة السينمائي على وشك الاتفاق مع المخرج أحمد عاطف على مشاركة فيلمه «قبل الربيع»، لكنه فضل المشاركة في مهرجان الإسكندرية الذي سيفتتح بعد أيام بعدما وعده رئيس المهرجان بعرضه في حفلة الختام. كذلك أصدر وزير الثقافة جابر عصفور قراراً بتعيين خالد عبد الجليل مديراً لمهرجان القاهرة، وتشكيل هيئة عليا برئاسته شخصياً، ما أثار غضب البعض باعتبارها سيطرة حكومية على المهرجان.

أكد المخرج أحمد عاطف بدوره أنه فضل المشاركة بفيلم «قبل الربيع» في مهرجان «الإسكندرية» لكونه لمس فيه سعياً حقيقياً إلى تنفيذ رؤية واضحة على عكس مهرجان القاهرة، الذي يشهد تخبطاً إدارياً واضحاً، كما يقول، إضافة إلى أنه لم يفصح حتى الآن عن الأفلام المهمة المشاركة أو البرامج الموازية أو الندوات، ولم يعلن سوى عن 12 كتاباً باللغة العربية وكأنه مهرجان محلي وليس دولياً، ناهيك بأن رئيس المهرجان سمير فريد حدد موعد المهرجان في موعد مهرجان الموسيقى العربية نفسه من دون التنسيق مع إدارة الأوبرا في القاهرة، ما يعني أنه قد يفشل في إقامة الافتتاح والختام في دار الأوبرا.  

وقال عاطف إنه ضد قرار تعيين خالد عبد الجليل مديراً عاماً لمهرجان القاهرة، أولا لأن مدير المهرجان اختراع مصري، ولا يوجد هذا المنصب في أي مهرجان دولي آخر، إضافة إلى أن خالد عبد الجليل هو مستشار وزير الثقافة لشؤون السينما، ولا يجوز أن يتولى منصباً تنفيذياً.

وحول رئاسة وزير الثقافة للجنة العليا للمهرجان قال عاطف: «ثمة خلط للمفاهيم، فلا توجد لجنة عليا للمهرجان، هي لجنة إدارية شكلها الوزير للمرة الثالثة بعد الصدام الذي حدث بين سمير فريد وبين الإدارات السابقة بسبب تفرد سمير فريد بالقرارات كافة دون الرجوع إلى اللجنة، وأكد عاطف أن سمير فريد له تاريخ كبير كناقد وباحث سينمائي، لكنه لم يثبت نجاحاً سابقاً في الإدارة.  

من جانبه، رفض الناقد السينمائي طارق الشناوي القرار بشدة، لأنه يعني سيطرة الدولة تماماً على المهرجان من خلال وزير الثقافة، وهو ما يؤكد المركزية التي يسعى المثقفون والسينمائيون إلى القضاء عليها وإعلاء قيمة المجتمع المدني ليأتي القرار ليعزز سيطرة الوزير على الأمور كافة، مشيراً إلى أنه دعا إلى اجتماع طارئ للجنة السينما لمناقشة القرار ورفضه، إلا أن لجنة السينما الآن في فترة الإجازة الصيفية السنوية ولم تتمكن من الانعقاد. كذلك أكد على ضرورة رفض القرار، موضحاً أن الناقد السينمائي سمير فريد هو الذي سعى إلى إصدار القرار رغم أنه كان ينادي بإعطاء الفرصة لمنظمات المجتمع المدني، ولكنه تخلى عن هذه الرؤية بعدما أصبح رئيساً لمهرجان القاهرة.

بدوره قال جابر عصفور إنه لا يسعى إلى السيطرة على المهرجان كما يدعي البعض، والدليل أنه أثناء حضور اجتماعات المهرجان لا يفرض رؤيته، مشيراً إلى أن القرار هدفه تسهيل الأمور والإجراءات الإدارية الخاصة بالمهرجان.

وذكر المخرج سعد هنداوي أن القرار سليم تماماً، لأنه يعمل على تسهيل الأمور بدلاً من الانتظار، حيث يتخذ الوزير بنفسه، الإجراءات اللازمة لتسيير الأمور. فيما يرى الناقد السينمائي علي أبو شادي أن القرار مجرد تحصيل حاصل، مشيراً إلى أن وزير الثقافة كان دائماً يرأس اللجنة العليا للمهرجان. وأكد أن القيمين على المهرجان رحبوا بالقرار لأنه يعني تسهيل الأمور واتخاذ إجراءات سريعة من الوزير وقطاع مكتبه.

وحول تعيين خالد عبد الجليل مديراً لمهرجان القاهرة، قال جابر عصفور إن فريد طلب اثنين لمعاونته، أحدهما للأمور المالية والآخر للأمور الإدارية، ونظراً إلى خبرة خالد عبد الجيليل في الأمور الإدارية قرر عصفور تعيينه لمساعدة فريد.

أما خالد عبد الجليل فأكد أنه قبل المهمة لأجل مهرجان القاهرة، مشيراً إلى أنه وقع اتفاقية للتعاون بين المهرجان وبين مؤسسة السينما العالمية التي يرأسها المخرج السينمائي العالمي مارتن سكورسيزي وأرشيف بولونيا، وذلك للتعاون في برنامجي كلاسيكيات الأفلام الطويلة وكلاسيكيات الأفلام القصيرة، وهما من البرامج التي تقام للمرة الأولى في مهرجان القاهرة في الدورة 36 (18-9 نوفمبر 2014).

أضاف خالد أن مؤسسة السينما العالمية تعمل على إنقاذ التراث السينمائي في مختلف الدول، وأن أرشيف بولونيا الذي يعد أحد أهم أرشيفات السينما في إيطاليا يرمم الأفلام التي تختارها المؤسسة، وكان من بينها فيلما شادي عبدالسلام «المومياء» و{الفلاح الفصيح».

وبمقتضى الاتفاقية تشترك المؤسسة والأرشيف في تنفيذ خطة برنامجي الكلاسيكيات، والتي ترتبط بمناسبات عالمية كبرى عام 2014، وهي 450 سنة على مولد وليم شكسبير، و125 سنة على مولد شارلي شابلن، ومئوية فيلم {المتشرد} الذي ظهر فيه شابلن للمرة الأولى في الشخصية التي عرف بها، ومئوية الحرب العالمية الأولى، ومئوية السينما التركية. كذلك تتذكر كلاسيكيات القاهرة أربعة من كبار السينمائيين العالميين الذين فقدتهم السينما عام 2014، وذلك بعرض فيلم لكل منهم، وهم الفرنسي آلان رينيه، المجري ميكلوش يانتشو، التشيكية فيرا شيتيلوفا، الألمانية هيلما- ساندرز برامز.

back to top