بعد أكثر من أسبوعين على استمرار المعارك بين القوات الحكومية وأبناء العشائر من جهة، والمسلحين من الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في محافظة الأنبار، وصل أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إلى بغداد أمس، في زيارة التقى خلالها مع كبار المسؤولين لبحث العنف في محافظة الأنبار، بينما يلتقي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مسؤولين عراقيين اليوم الثلاثاء، لبحث تطورات المنطقة ودعم العمليات العسكرية ضد «داعش».

Ad

وبحث كي مون مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الوضع في العراق والمنطقة عموماً، خصوصاً الأزمة السورية وعقد مؤتمر «جنيف 2».

وأوضح كي مون في مؤتمر صحافي مشترك المالكي أنه أجرى حواراً بنّاء مع المالكي، مضيفاً: «اتفقنا على أن التحديات التي تواجه العراق ينبغي أن تحل عبر القيادات السياسية العراقية».

ولفت إلى أن «القيادات السياسية يجب أن تتوحّد في مواجهة الإرهاب، وأن تعزّز النسيج الاجتماعي في البلاد»، قائلا: «أود أن أحث قادة البلاد على معالجة أسباب المشاكل من جذورها»، مضيفاً: «يجب عليهم ضمان ألا يهمل أحد، وأن يكون هناك تلاحم سياسي واجتماعي وحوار يشمل الجميع، والعمل معاً لتحقيق استقرار الوضع». وأكد أن الحكومة العراقية تتحمّل المسؤولية في حماية الشعب العراقي.

وتطرق إلى الوضع في سورية، وقال «ناقشنا الوضع في سورية وأثره على العراق، وأشكر العراق على فتحه الحدود أمام اللاجئين السوريين».

من ناحيته عبّر المالكي عن شكره لمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة لوقوفهما مع العراق في حربه ضد «الإرهاب»، معلناً أن العراق سيشارك في المؤتمر الذي سيعقد في الكويت غداً الأربعاء لدعم الشعب السوري.  

وأكد المالكي أن القتال الذي يجري في الأنبار «ليس قتال طرف أو مكون»، مؤكداً أن «أبناء وشيوخ الأنبار الوطنيين جميعاً يقفون ضد القاعدة»، مضيفاً: «لا حوار مع القاعدة».

ورفض المالكي دعوة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف تنفيذ أحكام الإعدام في العراق، حيث أعدم 169 شخصا العام الماضي، موضحاً أن «الدستور العراقي لا يمنع إقامة هذا الحكم، وأن العراق بلد مسلم، والإسلام يؤمن بمبدأ القصاص».

وجدّد الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي في بغداد لـ»محاربة الإرهاب ومواجهة عصابات لا تؤمن إلا بالقتل»، موضحاً أنه بحث والأمين العام للأمم المتحدة دور العراق وموقفه في مواجهة «الإرهاب» وحل الأزمات مع دول الجوار.

في غضون ذلك، أكدت وزارة الخارجية العراقية في بيان أمس، أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيلتقي في بغداد اليوم الثلاثاء رئيس الوزراء نوري المالكي، ثم نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، ورئيس البرلمان أسامة النجيفي، لبحث تطورات المنطقة ودعم العمليات العسكرية ضد «داعش». وأضاف البيان أن «ظريف سيعقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع نظيره هوشيار زيباري في مبنى وزراة الخارجية».

في سياق آخر، أعلن مكتب نائب رئيس الوزراء صالح المطلك في بيان أن المطلك توجه أمس إلى الولايات المتحدة الأميركية، في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام على رأس وفد ضم عدداً من المسؤولين والبرلمانيين.

(بغداد ـ أ ف ب، رويترز،د ب أ، يو بي آي)