مصر تستعد لتأمين الاستفتاء... وانقسام في «ذكرى الوزراء»
• وفد الكونغرس الأميركي يلتقي منصور والسيسي • «الاستقلال» يسحق «الإخوان» في نقابة الأطباء
انطلق النظام المصري المؤقت أمس في حشد قواه لتأمين عملية الاستفتاء على الدستور المعدل يومي 14 و15 يناير المقبل، بينما تلقت جماعة «الإخوان» هزيمة كبيرة في انتخابات نقابة «الأطباء»، التي سيطرت عليها الجماعة منذ عقود.بدأ النظام المصري القائم على شرعية "30 يونيو" أمس خطوات تأمين عملية الاستفتاء على الدستور المعدل، عقب إعلان الرئيس المؤقت عدلي منصور عن موعد إجراء الاستفتاء يومي 14 و15 يناير المقبل.وشهد وزير الدفاع، الفريق أول عبد الفتاح السيسي تدريبات جديدة للجيش أمس للوقوف على مدى الاستعداد القتالي للقوات في مختلف المناطق العسكرية، قبيل إجراء الاستفتاء على الدستور، وقال مصدر عسكري لـ"الجريدة" إنه "من المقرر أن يوجه السيسي خلال الأيام القليلة المقبلة رسالة إلى الشعب يناشده المشاركة بإيجابية في الاستفتاء على الدستور".إلى ذلك، علمت "الجريدة" أن مؤسسة الرئاسة ستفتح حواراً مجتمعياً قريباً حول مصير الخطوة التالية من "خارطة الطريق" سواء بتقديم الاستحقاق الرئاسي أو إجراء الانتخابات النيابية أولاً، بينما التقى الرئيس منصور، بوفد الكونغرس الأميركي برئاسة النائب الجمهوري ستيف كينج" أمس والذي يزور القاهرة حالياً، في زيارة التقى خلالها وزير الدفاع.من جهة أخرى، قال مصدر أمني إن "الإدارة العامة للانتخابات بوزارة الداخلية أعدت 368 لجنة عامة وما 14 ألف لجنة فرعية تشهد استفتاء المصريين على الدستور، فضلاً عن إعداد 400 ألف صندوق بلاستيكي شفاف، وتوفير الحبر الفسفوري، لضمان إدلاء الناخب بصوته مرة واحدة فقط بالإضافة لبدء طبع بطاقات الاقتراع في مطابع جهة سيادية".تفاؤلأبدت العديد من القوى المدنية المتحالفة مع نظام "30 يونيو" تفاؤلها من نتيجة الاستفتاء المقبل، حيث أكد رئيس لجنة "الخمسين" لتعديل دستور 2012 المعطل عمرو موسى أن "نسبة الموافقة لن تقل عن 70%"، متمنياً أن "تصل النسبة إلى 75% من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت الذين تخطوا حاجز 51 مليونا".وشدَّد موسى، خلال مؤتمر صحافي بالهيئة العامة للاستعلامات بمناسبة انتهاء أعمال "الخمسين" على أن "الدستور المعدل هو خطوة أولى تجاه تحقيق خارطة الطريق"، موضحاً أن الدستور المعدل "عبر عن تركيبة الدولة المصرية وسلطاتها وتفاعل السلطات"، مشيراً إلى أن "من يقرأ الدستور يجد أن الديمقراطية مفعلة في جميع مواده". سياسياً، بدأت قوى مدنية حملات لإقناع المصريين بالتصويت بـ"نعم" للدستور المعدل، وقال رئيس حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" عبد الغفار شكر إنه يجب على المصريين التصويت بـ"نعم"، باعتباره أصدق شهادة على أن ما جرى في "30 يونيو" كان ثورة شعبية مكتملة الأركان.في المقابل، قال المتحدث الرسمي باسم "التحالف الوطني" مجدي سالم لـ"الجريدة" إن "الموقف النهائي من الاستفتاء سيعلن عقب اجتماع قيادات التحالف الذي تقوده جماعة الإخوان اليوم".ذكرى «الوزراء»على صعيد آخر، وفيما ساد الهدوء الجامعات أمس على الرغم من تنظيم طلاب "الإخوان" تظاهرات محدودة في جامعات "القاهرة" و"الإسكندرية" و"الأزهر" تنظم عدة قوى ثورية فعالية اليوم لإحياء الذكرى الثانية لأحداث "مجلس الوزراء"، التي راح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين، إثر صدامات بين متظاهرين وقوات الأمن، 16 ديسمبر 2011.وتنظم القوى الثورية بينها حركة الشهيد "جيكا" مسيرة من أمام دار الأوبرا بوسط القاهرة إلى مجلس الوزراء مروراً بميدان "التحرير"، وقال الناشط السياسي شادي مالك، أحد منسقي الوقفة، إن "الحركات المشاركة أعدت لجاناً شعبية لتأمين المسيرة المتجهة إلى مجلس الوزراء، تحسباً لاندساس عناصر مجهولة بغية التخريب".وساد الخلاف القوى الثورية حول المشاركة في احتفالية اليوم، ففيما أكد منسق حركة "شباب 6 أبريل" عمرو علي لـ"الجريدة" مشاركة الحركة في إحياء ذكرى "مجلس الوزارء"، قال عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية محمد عطية إن "التكتل لن يشارك في إحياء الذكرى خشية أن تستغل الإخوان تظاهرات القوى الثورية لصالحها".سقوط الإخوانوفيما يعد تراجع لـ"الإخوان" بصورة صريحة في الشارع، حيث خسرت انتخابات التجديد النصفي لنقابة "الأطباء" أمام تيار الاستقلال في الانتخابات التي جرت الجمعة الماضية مع إعلان النتائج النهاية أمس بعدما حصدت قائمة أطباء "تيار الاستقلال" معظم مقاعد النقابة، فيما هُزمت "أطباء من أجل مصر" التابعة للجماعة، لتفقد الأخيرة سيطرتها على نقابة "الأطباء" لأول مرة منذ ثلاثة عقود.الأمين العام لنقابة أطباء القاهرة إيهاب الطاهر قال لـ"الجريدة" إن قائمة "الاستقلال" اكتسحت قائمة "الإخوان" في مجلس النقابة العام، فحصلت على 11 عضواً مقابل عضو واحد عن "الإخوان"، كما حصل أطباء "الاستقلال" على نسبة 100% في القاهرة وست محافظات أخرى، واقتسموا النتيجة مع أطباء "الإخوان"، في ثلاث محافظات، بينما فاز "الإخوان"، في خمس.