منذ حضرت من بلدها تونس إلى مصر، قبل خمس سنوات، قدمت الفنانة الصاعدة سناء يوسف أعمالا درامية، بدأتها بمسلسل {فرقة ناجي عطا الله} مع عادل إمام، ثم {نقطة ضعف} مع جمال سليمان، وأدت بطولة {فض اشتباك}، وأخيراً بطولة {دلع بنات} الذي عرض خلال شهر رمضان الماضي.

Ad

عن كواليس المسلسل، وردود الفعل حول دورها فيه، كان اللقاء التالي معها.

كيف تقيّمين الأصداء حول «دلع بنات»؟

إيجابية بنسبة كبيرة، ولاقت إطلالتي الجديدة في المسلسل استحسان المشاهدين، فضلا عن إعجابهم بالدور الذي يشمل مراحل وتنقلات متنوعة ومختلفة عن الأدوار التي سبق أن قدمتها.

ودورك الذي أديته؟

 تمردت فيه على ملامحي الهادئة، وخرجت من إطار الفتاة البريئة المرفهة الذي تندرج تحته أدواري السابقة بفعل اختيار المخرجين لي لأدائها، لذا أعتبره نقلة جديدة في مشواري الفني وأنا سعيدة به للغاية.

ما أوجه هذا الاختلاف؟

أديت دور «نجوان»، فتاة من حارة شعبية، تارة تظهر شعبية، وتارة أخرى أرستقراطية، وهي وصولية تنساق وراء طموحها، بطريقة غير لائقة، وعلى استعداد لبيع نفسها، إذا اقتضى الأمر، من دون النظر إلى الأضرار التي يسببها لها ذلك أكثر من منفعته في تحقيق طموحاتها.

برأيك من السبب في ذلك؟

والدها الذي عاملها بقسوة ما أجبرها على التفكير في سلوك هذه الطرق لجني المال وإسكاته به، ليتوقف عن إذلالها، فضلا عن أنه مدمن ويقضي وقته في حالة لاوعية، ولا يهتمّ بابنته وبضرورة الحفاظ عليها وعلى شقيقاتها الصغيرات وعلى زوجته المريضة.

هل ذلك مبرر كافٍ لخيانة «نجوان» لصديقتها وهروبها مع زوجها؟

لطالما شعرت «نجوان» بأن صديقتها «هايدي» (كندة علوش)، تتعامل معها على أنها أدنى منها أمام الناس، لذا قصدت رد الصفعة لها، والهروب، في الوقت نفسه، من ضغط والدها عليها، معتقدة أن «مروان» (نضال الشافعي) يعشقها، وسيتزوجها بعدما طلق «هايدي» قبل السفر، ولم تدرك أنه استخدمها كوسيلة للنصب على صديقتها.

حدثينا عن المشهد الختامي لدورك الذي جاء خارج التوقعات.

بعدما تكتشف «نجوان» أن «مروان» يخدعها، ويستغلّها ويهينها، تقرّر الانتقام منه واسترداد كرامتها، والتخلص من شره، وذلك بعد ضغط «إبراهيم» (محمد عادل إمام) عليها حينما قابلته في اليونان، وأخبرها أن عليها جمع أموال لتتمكن والدتها من إجراء جراحة، فتطلب من «مروان» مساعدتها، لكنه يرفض، ولدى عودتها إلى مصر تفاجأ بموت والدتها فتقرر الثأر منه وقتله.

كيف كانت ردود الفعل حول دورك؟

أعتبر أنني حققت فيه المعادلة الصعبة، فالمشاهدون كرهوني طوال الحلقات حتى الثلث الأخير منه، من ثم بدأوا يتعاطفون معي، ذلك أن «نجوان» تعرضت للقسوة من أقرب الأشخاص إليها، وهي ضحية للظروف الصعبة التي مرت بها، وضحية نفسها أيضاً، إذ لم تتحمل هذه الحياة وكانت لديها تطلعات كبرى.

كيف تصفين كواليس المسلسل؟

كانت في غالبيتها مع نضال الشافعي ومحمد إمام لتصويري مشاهد كثيرة معهما. وقد ساعد تعاوني معهما في مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» على أن تكون الأجواء لطيفة بيننا، بعيداً عن أي مشكلات. عموماً، أحب التعاون مع ممثلين سبق لي العمل معهم، وآخرين جدد ضمن عمل فني متميز.

كيف تقيمين خطواتك الفنية منذ قدومك إلى مصر؟

راضية تماماً عنها، وأسعدني تقبل الجمهور لكل دور أؤديه، كذلك آراء النقاد، فأنا أثق بهم وأشكرهم على إدراج أدواري ضمن خانة «المحترمة».

ما معايير اختيارك لأدوارك؟

أحرص باستمرار على تقديم أعمال مختلفة وجديدة، وكلما كان الدور مكتوباً بشكل جيد، كان تجسيد الممثل له جيداً أيضاً، بل هذه الطريقة دفعتني إلى الاعتذار عن أدوار عرضت علي لتقديمها خلال شهر رمضان، إلى جانب «دلع بنات»، لشعوري بأنها مكررة، ولن تقدم إضافة للمشاهد.

ماذا عن السينما؟

حاضرة في تفكيري، تلقيت عروضاً السنة الماضية للمشاركة في أكثر من فيلم، لكنني رفضت لأنني لم أقرأ الدور الذي يحفزني لأخطو أولى خطواتي في السينما المصرية، حالياً أقرأ مشروعاً سينمائياً جديداً، أحدد رأيي فيه قريباً.

هل طريقة اختيارك لأدوارك في السينما تختلف عن التلفزيون؟

بالطبع، للسينما جمهورها الذي يحتاج إلى أدوار وأفلام جذابة، فيما مساحة الأدوار في التلفزيون يجب أن تكون كبيرة لجذب المشاهد على مدى ثلاثين حلقة.

ماذا عن الدراما والسينما التونسية؟

أنا مقيمة حالياً في مصر، وأقدم أعمالاً فيها، لا يعني ذلك أنني أرفض عروضاً تونسية أو في أي بلد عربي آخر، إنما إذا عُرض عليّ عمل جيد وقد يضيف إلى خطواتي أوافق عليه فوراً، شرط أن يكون مؤثراً في الأحداث.

هل تستهويك نوعية معينة من المسلسلات؟

لا يهمني المشاركة في نوع محدد، بل أن تكون الحدوتة متميزة، يشاركني فيها أبطال لهم جمهورهم، ومخرج صاحب رؤية يوجه الممثلين إلى ما يخدم فكرة العمل، وبحسب أدوارهم، وجهة إنتاج لا تبخل على الدراما بالأدوات التي تحتاجها، وتوفير مواقع تصوير مناسبة.

 هل نجاح الفنان مرتبط بعلاقاته في الوسط الفني أم بموهبته أم بالفرصة؟

هي خلطة تمزج هذه العوامل كافة مع بعضها البعض. من ناحيتي، لا أتعامل مع الفن باعتباري هاوية، فقد درست الإخراج السينمائي في تونس، ولدي خلفية عن التمثيل بعد تجاربي في سورية وإيطاليا، ذلك كله يساعدني في التمييز بين السيناريو الجيد والسيناريو الضعيف فنياً.

ما جديدك؟

تلقيت عروضاً للمشاركة في أعمال درامية، ولم أحدد موقفي منها لأنني لم أقرأ السيناريوهات الخاصة بها لغاية الآن.