شهد يوم أمس تقدماً ملحوظاً في الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى التوصل إلى تهدئة قطاع غزة بعد عشرة أيام من العملية العسكرية التي تشنها تل أبيب عليه، والتي أوقعت حتى الآن 230 قتيلاً فلسطينياً و1690 جريحاً.

Ad

وشهدت العاصمة المصرية على مدار اليومين الماضيين جهوداً ولقاءات شملت كوادر من حركات "حماس"، و"فتح"، و"الجهاد"، ومندوبين من إسرائيل، في حين التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وأعلن مسؤول إسرائيلي أمس أن كبار المندوبين الإسرائيليين الذين يجرون محادثات في القاهرة وافقوا على اقتراح مصر بوقف شامل لإطلاق النار يبدأ اليوم الجمعة، لكنه رهن موافقة القيادة الإسرائيلية.

ولاحقاً، نفى مسؤول إسرائيلي آخر أن تكون الحكومة الأمنية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد وافقت على الاتفاق، قائلاً "إنها مازالت تدرس تفاصيله".

ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس عن مسؤولين في "حماس" و"الجهاد" القول إنه تم تحقيق تقدم في المفاوضات، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف النار.

وأفاد مصدر مطلع "الجريدة" بأن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يورام كوهين الموجود في مصر للمشاركة في مباحثات التهدئة، التقى "مصادفة" في الفندق الذي ينزل فيه، وهو نفس الفندق الذي يقيم فيه قادة "حماس"، بأحد قادة الحركة وتبادل معه حديثاً مقتضباً.

وأشار المصدر إلى أن إسرائيل لا تريد إنهاء حكم "حماس" في غزة، بل على العكس فإنها معنية بسيطرة الحركة على القطاع، مضيفاً أن إسرائيل لا ترى في الوقت الحالي أي إمكانية لأي جهة فلسطينية للسيطرة عليه، وترى أن محاولات القاهرة لإعادة سيطرة عباس على غزة لن تنجح.

ميدانياً، شهد اليوم العاشر من العدوان الإسرائيلي على غزة التزام تل أبيب والفصائل باتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار بين الجانبين برعاية الأمم المتحدة لأسباب إنسانية دام 5 ساعات.

وسبق وقف النار غارات إسرائيلية أوقعت قتلى وجرحى، كما أعلنت كتائب "عز الدين القسام" الجناح المسلح لـ"حماس" تسلل عناصرها عبر نفق إلى موقع "صوفا" العسكري جنوب شرق القطاع، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه تصدى للمتسللين.

وفور انتهاء الساعات الخمس، استأنف الطيران غارات على القطاع، بينما تواصل إطلاق الصواريخ على البلدات والمدن الإسرائيلية.

إلى ذلك، وصف الجيش الإسرائيلي حادث مقتل 4 أطفال على شاطئ غزة أمس الأول بـ"المأسوي"، وقال إن استهداف المدنيين لم يكن مقصوداً، وسيجري تحقيقاً لمعرفة ملابسات الحادث.