السيسي يتمنى أن يصبح كعبد الناصر ولا ينوي استنساخ تجربته

نشر في 28-01-2014 | 00:01
آخر تحديث 28-01-2014 | 00:01
No Image Caption
في بضعة أشهر فقط نجح وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي، الذي يقترب من قصر الرئاسة، في كسب شعبية واسعة لا ينازعه فيها أي سياسي آخر منذ ثورة 2011 التي اطاحت حسني مبارك.

وخلف هدوئه الدائم، الذي رأى فيه المصريون دليلا على الثقة بالنفس، تختبئ شخصية ضابط عنيد خاض دون أن يهتز مواجهة دامية مع جماعة الإخوان المسلمين، وعزل الرئيس المنتمي اليها محمد مرسي في 3 يوليو 2013، مؤكدا انه لبى بذلك "إرادة الشعب".

ولم يكتسب السيسي هذه الشعبية معتمدا على الخطب الرنانة أو اللهجة الحماسية، بل على العكس يتحدث دوما بصوت منخفض وبنبرة هادئة، ويفضل اللهجة العامية البسيطة على العربية الفصحى، وفي أحاديثه الموجهة للمصريين يفضل مخاطبة عواطفهم، ولا يمل من تكرار أن الجيش المصري "ينفذ ما يأمر به الشعب".

تنتشر صوره الى جوار صورة جمال عبدالناصر في التظاهرات وعلى واجهات المحلات، وقد قال في حوار لم يكن مخصصا للنشر، لكن تم تسريبه، إنه "يتمنى" ان يكون مثل عبدالناصر، لكن قيادات عسكرية مقربة منه تؤكد انه "لا يريد استنساخ تجربة عبدالناصر وسياساته"، بل يأمل ان "يحقق العدالة الاجتماعية التي سعى اليها" الرئيس المصري الراحل.

ورغم ان الرجل امضى معظم سنين عمره الـ59 داخل ثكنات الجيش فإنه لم يكن بعيدا تماما عن السياسة، فقد شغل منصب رئيس الاستخبارات العسكرية في عهد مبارك، وبعد قيام ثورة 25 يناير كان مسؤولا عن الحوار مع القوى السياسية فتعرف على كل القيادات السياسية الموجودة على الساحة.

ويعرف الجنرال كيف يكسب حب المصريين، إذ لم يتحدث اليهم عندما احتشدوا بالملايين في الميادين في 30 يونيو، للمطالبة برحيل مرسي، بل خاطبهم بشكل غير مباشر عبر مروحيات عسكرية حلقت فوقهم في سماء القاهرة، ملوحة بأعلام عملاقة لمصر، وراسمة قلوبا في السماء.

وعندما عين السيسي وزيرا للدفاع في منتصف 2012، سرت تكهنات بأنه "إسلامي الهوى"، ولم تتبدد الا بعد عزل مرسي، ويقول المقربون منه انه لم يمل في أي وقت الى الاسلاميين، لكنه مسلم متدين يحرص مثل كثير من المصريين على أداء صلاة الفجر قبل ان يبدأ عمله في الصباح الباكر، كما ان زوجته مثل الغالبية العظمى من المصريات ترتدي الحجاب.

(القاهرة - أ ف ب)

back to top