خارج السرب: 06. كيلومتر/ ساعة
هناك قانون فيزيائي ينص على أن «السرعة تساوي المسافة مقسومة على الزمن»، وفي حال استخدام هذا القانون لقياس «سرعة إجراء» نقل المتهم صقر الحشاش إلى قاعة محاكمته، فسنقول إن المسافة من السجن المركزي إلى قصر العدل تساوي 20كم والزمن الذي استغرقه «الإجراء» يساوي 14 يوماً أو 336 ساعة (كون جلستة القادمة ستكون بتاريخ 2-9)، ومن خلال هذه المعطيات تكون سرعة «الإجراء» هي 06. كم/ساعة أو 60 متراً في الساعة! وهي سرعة أقل بكثير من سرعة السلحفاة البالغة 300م/ساعة، وأعلى بقليل من سرعة أبطأ مخلوقات الله «البزاقة العريانة» التي تبلغ سرعتها 47م/ساعة!!
ولتقريب الصورة أكثر فلنفترض أن سرعتك هي تماما كسرعة «الإجراء» وكنت تسكن في بيت طوله 20 متراً، وأثناء «انشكاحك» بأمان الله على «مركاك» في الديوانية اشتهيت فجأة كوب ماء بارد من الثلاجة التي تتموضغ في آخر البيت، هنا ستحتاج إلى 20 دقيقة لتصل إلى «مشتهاك المائي» و20 دقيقة أخرى لتعود إلى قواعد «مركاك الانشكاحي» في ديوانيتك سالما! أي 40 دقيقة لتبل ريقك فقط! أما إن إردت شراء لوازم بيتك من الجمعية التي تبعد عن منزلك مسافة 500 متر فستحتاج إلى 8 ساعات لتذهب إلى هناك و8 ساعات لتعود! وطبعا هذا بدون حساب فاتورة «خدمة تجوالك» بين أرفف الجمعية، فمثلاً لو كان رف الحليب يبعد عن رف المنظفات 150م فستحتاج إلى ساعتين ونصف إضافية لتصل إليه، وعليك الحساب! أما– لا سمح الله- إن دعاك صديق جحجاح لوليمة في ديوانه، وكان ديوانه هذا يبعد عنك 40 كيلومترا فستحتاج إلى ذهاب شهر لأداء المواجيب وإياب شهر ستقضيه في أداء موال الغربة لكاظم الساهر حينما يكابدك الشوق لأهلك! شهر ستقضيه وأنت تدندن وتقول: غريب وكل غريب يتذكر أهله... الأم الحبيبة والدي الحبيب إخواني أحبابي أصحابي جيراني وفي البيوت... وك من غيركم دنياي تابوت... عذاب فراقكم كنه المنيّة!!ثقتنا بقضائنا راسخة ونعلم يقينا أنه لا يتحمل وزر «بيروقراطية» بطء الإجراءات، ولكن جلّ ما نريده هو محاسبة من تسبب في تعطيل حق المتهم في المثول أمام القضاء، ومن بدد إمكانية الإفراج عنه إلى حين موعد محاكمته، فكما أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، فالإجراء كذلك «بطيء» حتى تثبت سرعته.