في إشارة تدل على تعثر المفاوضات بين إيران والقوى العظمى (5+1) حول البرنامج النووي الإيراني، قال مصدر دبلوماسي إن الاجتماع الموسع الذي عقد بين الجانبين مساء أمس في مقر الأمم المتحدة في جنيف انتهى بعد أقل من عشر دقائق على بدئه .

Ad

وبينما أوضح المصدر أن الاجتماع كان "عبارة عن جلسة تقديم سريعة، وستعقد الآن اجتماعات ثنائية"، حض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند  إيران على "تقديم ردود وليس استفزازات" في ما يتعلق ببرنامجها النووي.

وقال هولاند، في مؤتمر صحافي في روما عقب اختتام القمة الفرنسية-الإيطالية: "صحيح أن اقتراحات المرشد الأعلى علي خامنئي لا يمكن أن تسلك منحى التهدئة والتفهم. إذن، على إيران أن تقدم ردوداً وليس استفزازات".

وكانت إيران طلبت تخصيص الاجتماع للإيضاحات المتعلقة بعملية التفاوض قبل البدء في دراسة مشروع الاتفاق نفسه، معتبرة أن "الثقة فقدت" خلال الجولة السابقة من المفاوضات.

وقبل استئناف المحادثات كانت التوقعات تشير بشكل كبير إلى التوصل إلى اتفاق مبدئي يأخذ في الاعتبار المخاوف الغربية والإقليمية من سعي طهران إلى امتلاك سلاح نووي، وفي الوقت نفسه يضمن إمكان استخدام الإيرانيين للطاقة النووية السلمية.  

إلا أن هذه التوقعات ما لبثت أن اصطدمت بالعراقيل، فقد انتهى الاجتماع الأول بين الوفد الإيراني ومنسقة السياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، إلى تباين في وجهات النظر بين الطرفين.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بعد الاجتماع: "أجرينا مباحثات جيدة لمعرفة كيف يمكننا الاستمرار في العملية التفاوضية. لم نبدأ بعد في مناقشة نص الاتفاق"، في حين ذكر رئيس وفد المفاوضين الإيراني عباس عراقجي: "سنبدأ المباحثات بشأن المسار التفاوضي، وإذا حصلنا على نتيجة مرضية، فإن المفاوضات ستبدأ على الأرجح غداً (الخميس) بشأن النص. ويجب استعادة الثقة المفقودة".

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعرب مساء أمس الأول عن رغبته في منح فكرة الحل الدبلوماسي حول برنامج إيران النووي فرصة خلال الأشهر الستة المقبلة، مشككاً في التوصل إلى حل خلال الأيام المقبلة.

وكان المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي تودد أمس للولايات المتحدة وشعبها في كلمة أمام عناصر من "الحرس الثوري"، إلا أنه حذّر الوفد الإيراني المفاوض من تجاوز "الخطوط الحمراء".

وهاجم خامنئي في كلمته إسرائيل، معتبراً أن مصيرها الزوال، ما استدعى رداً من باريس التي اعتبرت أن هذه "التصريحات من شأنها تعقيد المفاوضات لأنها مرفوضة"، مضيفة أن "موقف فرنسا في جنيف حازم ولكنه غير مقفل، والكرة في ملعب إيران". ووضعت باريس شروطاً مشددة خلال اجتماع جنيف الأخير قبل عشرة أيام، قال مراقبون إنها كانت السبب الرئيسي لإفشال الاتفاق. 

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني تلقى مساء أمس الأول مكالمة من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، هي الأولى من نوعها بين البلدين منذ 10 سنوات.

(طهران، جنيف، واشنطن ـ رويترز، أ ف ب، يو بي آي)