قبل أسابيع من انطلاق المفاوضات للتوصل الى اتفاق نووي شامل بين إيران والدول الست الكبرى، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أمس في ميونيخ، ودعا طهران الى احترام التعهدات المنصوص عليها في اتفاق جنيف المؤقت الذي تم التوصل اليه في نوفمبر الماضي.

Ad

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي أن كيري وظريف التقيا على هامش مؤتمر ميونيخ حول الأمن، موضحة انهما «بحثا في المفاوضات المقبلة (...) حول اتفاق شامل».

واشارت بساكي الى أن كيري «كرر أهمية التفاوض بحسن نية بالنسبة للطرفين، واحترام إيران تعهداتها»، كما أكد «بوضوح أن الولايات المتحدة ستواصل تطبيق العقوبات الحالية». وكان معاون وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أعلن أمس الأول أن بلاده تسلمت أول دفعة بقيمة 550 مليون دولار من الأرصدة المجمدة على حساب سويسري بموجب «اتفاق جنيف».

لقاءات ظريف

وشارك ظريف أمس في الفترة الصباحية في أحد نقاشات مؤتمر ميونيخ مخصص للمفاوضات حول الملف النووي التي من المقرر أن تستأنف في 18 فبراير في فيينا. وخلال تواجده في ميونيخ، التقى ظريف في الأيام الماضية العديد من المسؤولين الغربيين بينهم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ووزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير، ومنسقة السياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون.

وأكد ظريف في مقابلة مع «رويترز» نشرتها أمس أن بلاده غير مستعدة للتخلي عن الأبحاث المتعلقة بأجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تنقية اليورانيوم في إطار الاتفاق الشامل، الا أنه ترك الباب مفتوحاً قائلاً «لست مستعدا أيضاً للتفاوض على الهواء».

ويقول دبلوماسيون إن إحدى النقاط العالقة في المحادثات تتعلق بأبحاث وتطوير نموذج جديد لأجهزة الطرد المركزي المتطورة التي تقول طهران إنها نصبتها. وأجهزة الطرد معدات لتنقية اليورانيوم لاستخدامه كوقود في محطات الطاقة النووية أو كأسلحة إذا تمت تنقيته لمستوى عال.

وسُئل ظريف عن توقعاته للمحادثات التي تجري في 18 فبراير، وعن الفترة التي سيستغرقها التوصل الى اتفاق نهائي، فأجاب: «إنها مجرد بداية، بالطبع في رأينا ليس من الصعب التوصل الى اتفاق شريطة أن يكون هناك حسن نية واستعداد من جانب كل الأطراف لمعالجة الهدف المشترك الا وهو أن يقتصر استخدام البرنامج النووي الإيراني على الأغراض السلمية». واردف قائلاً على هامش مؤتمر الأمن بميونيخ: «نحن مستعدون لأننا نعتقد أن ذلك في صالحنا وليس لدينا نية اخرى. وبالتالي فمن الناحية النظرية يجب الا يكون التوصل الى اتفاق صعباً، ولكن الخوض في تفاصيل الاتفاق قد يكون أكثر صعوبة».

روحاني

الى ذلك، قالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء مساء أمس الأول إن كبار رجال الدين أعلنوا تأييدهم للرئيس حسن روحاني في مواجهة المتشددين المعارضين لاتفاق جنيف النووي.

وكشفت الوكالة أن النائب الأول للرئيس اسحق جهانجيري زار رجال الدين في مدينة قم لشرح الاتفاق في مسعى للحصول على تأييدهم في «قضايا سياسية خارجية معقدة» قبل محادثات الاتفاق النهائي.

وقالت وكالة الانباء الإيرانية إن استجابة رجال الدين في قم مع جهانجيري كانت ايجابية بالإجماع.

وقال رجل الدين آية الله لطف الله صافي كلبايكاني: «هذه الحكومة احيت الأمل في مجتمعنا. طريقتها في التواصل تجعلنا متماشين مع ثقافات اخرى» في إشارة إلى أسلوب روحاني مقارنة بسلفه المتشدد محمود أحمدي نجاد. وفي إشارة لدعمهم روحاني، ألقى بعض رجال الدين باللوم على حكومة أحمدي نجاد في تراجع الاقتصاد بالاضافة إلى عزلة إيران السياسية. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن رجل الدين المحافظ آية الله عبدالله جوادي آملي قوله إن «افتقار الحكومة السابقة للزعامة هو مصدر الكثير من مشكلاتنا اليوم». وذهب رجل دين محافظ آخر يدعى ناصر مكارم شيرازي الى أبعد من ذلك قائلاً «كل ما فعلته الحكومة السابقة جلب قدراً من المشكلات. على الإدارة الحالية معالجة ذلك بشكل تدريجي».

الحرس الثوري

في المقابل، توعّد نائب القائد العام لقوات حرس الثورة الإيراني حسين سلامة الولايات المتحدة بـ«رد ليس له حدود جغرافية» على أي عدوان أميركي يطال إيران، معتبراً أن القدرات العسكرية الإيرانية هي «سند عظيم وراسخ» للسياسة الخارجية والفريق النووي المفاوض.

وقال سلامة مساء أمس الأول: «على من يريد التحدث بلغة التهديد والإهانة مع شعبنا أن يعلم أننا لا نعرف أي حدود جغرافية لمواجهته»، مضيفاً أن إيران «بحثت وحلّلت الاستراتيجية العسكرية الأميركية وحددت النقاط التي من شأنها أن تحدث صدمة في داخل أميركا».

كروبي

في سياق منفصل، أعلن نجل مهدي كروبي نقل مكان الإقامة الجبرية لوالده من منزل تابع للمخابرات إلى منزله الخاص به في منطقة جماران شمالي طهران بالقرب من القصر الرئاسي حيث من المتوقع أن يبقى تحت الإقامة الجبرية.

وقال محمد حسين كروبي أمس، طبقا لما أورده موقع «سحام نيوز» التابع لكروبي «نقلوا والدي بعد ثلاث سنوات إلى منزله، واستقر عناصر الأمن في الطابق الأول للمبنى». وقال محمد حسين كروبي إن والده يطالب بـ «محكمة علنية يرأسها أي قاض من السلطة، ولن يحتج على أي حكم يصدر».