"الطريق إلى مشاهدة المونديال مفروش بالنوايا الطيبة"، هكذا هو لسان حال أغلبية المصريين، الذين تفننوا في اختراع الوسائل التي توفر لهم مشاهدة مباريات كأس العالم المقامة في البرازيل حالياً، ضاربين عرض الحائط بقوانين الاحتكار، التي جعلت مجموعة قنوات فضائية تحتكر بث المباريات للمنطقة العربية، لكن المصريين وجدوا البدائل التي مكنتهم من الاستمتاع بمشاهدة الكرنفال الكروي، وأخذ إجازة من متابعة الشأن العام الداخلي في أعقاب ثلاث سنوات من الاضطرابات السياسية.

Ad

محمد عطية، الذي يعمل في مجال تركيب الأطباق الهوائية، قال لـ"الجريدة" إن المصريين وجدوا الكثير من البدائل التي وفرت مشاهدة ممتعة لمباريات كأس العالم، فالبعض لجأ إلى حلول تقليدية وغير تقليدية، منها اللجوء إلى المقاهي التي توفر اجتماع الأصدقاء لمشاهدة ممتعة لا ينقصها حميمية التعليقات الساخرة، وهو الحل الأسهل لمعظم الشباب المصريين، وإن كان عائق ارتفاع كلفة المشروبات تعكر- أحياناً- صفو المشاهدة.

وأضاف عطية، احتكار بث مباريات المونديال جعل البعض يفكر في وسائل غير تقليدية لمحبي مشاهدة كأس العالم في المنزل، فاعتمد البعض على البحث عن القنوات غير المشفرة على الأقمار الصناعية الأوروبية وغيرها التي تغطي عدة محافظات مصرية وتبث مباريات مونديال البرازيل بالمجان، وتأتي في مقدمتها القمر الإسرائيلي الذي يبث المباريات بالمجان ويغطي معظم المحافظات المصرية، ولا يحتاج إلى أكثر من طبق هوائي متحرك.

إلا أن الحل الأبرز الذي اعتمده أغلبية المصريين في محاولة لتوجيه صرخة في وجه سياسات الاحتكار كان اللجوء إلى عالم الإنترنت الواسع، فبحسب عطية، هناك ارتفاع قياسي لشراء نوع خاص من "الريسيفر" الذي يمكن توصيله بالإنترنت لمتابعة مباريات كأس العالم، بعد كسر شفرة الفضائية التي تبثها بشكل حصري، مشيراً إلى أن هذه الوسيلة غير قانونية، لكن المصريين قرروا معاقبة الشركة المحتكرة لبث المباريات بعد مغالتها في تقدير الاشتراك في باقة قنواتها لمشاهدة كأس العالم، الذي يبلغ نحو 300 دولار أميركي، وهو مبلغ ليس في مقدور المواطن المصري العادي توفيره.