احتفل لبنان أمس بالذكرى الـ 70 لاستقلاله وسط تحديات واستحقاقات متلاحقة، منها عدم وجود حكومة منذ 7 أشهر بسبب الخلافات السياسية واقتراب موعد انتخابات رئاسة الجمهورية، إلى جانب التحدي الأكبر وهو خطر انزلاق البلاد التي تشهد أعمال عنف متفرقة إلى حرب مفتوحة على خلفية النزاع السوري.  

Ad

وبهذه المناسبة، أقيم عرض عسكري في جادة شفيق الوزان بمشاركة رسمية واسعة وحضور الرئيس ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

سليمان

وكان سليمان انتقد في كلمة متلفزة وجهها الى اللبنانيين في وقت متأخر من مساء أمس الأول «استقلال أطراف لبنانية عن منطق الدولة»، و»تخطي الحدود والانخراط في نزاع مسلح»، في إشارة ضمنية إلى حزب الله الذي يقاتل في سورية إلى جانب قوات النظام.

وقال سليمان في كلمته بذكرى الاستقلال: «لا يمكن أن تقوم دولة الاستقلال، إذا ما قررت أطراف أو جماعات لبنانية بعينها، الاستقلال عن منطق الدولة، أو إذا ما ارتضت الخروج عن التوافق الوطني، باتخاذ قرارات تسمح بتخطي الحدود والانخراط في نزاع مسلح على أرض دولة شقيقة، وتعريض الوحدة الوطنية والسلم الأهلي للخطر»، داعياً إلى أن يكون السلاح فقط بأيدي القوات المسلحة.

وأكد سليمان أنه «يصعب الحديث عن الاستقلال، إذا ما عجزنا عن تنظيم الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة جديدة، والجلوس من جديد إلى طاولة الحوار من دون التنكر لما توافقنا عليه سابقا، أو إذا ما فشلنا العام المقبل في إجراء انتخابات رئاسية ضمن المهل الدستورية».

وقد حلت ذكرى الاستقلال بعد ثلاثة أيام من تفجيرين انتحاريين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت مما تسبب بمقتل 25 شخصاً وإصابة 150 آخرين بجروح.

وحمل سياسيون لبنانيون من خصوم حزب الله الحزب جزءا من المسؤولية عن التفجيرين بسبب تورطه في النزاع السوري. وكانت مجموعة جهادية تطلق على نفسها اسم «كتائب عبدالله عزام» أعلنت مسؤوليتها عن التفجيرين، مطالبة بانسحاب حزب الله من سورية.

الحريري

ومن جهته، اشاد رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري أمس برسالة سليمان، معتبراً أنها تضمنت «أرقى ما يمكن أن يصل إليه الخطاب السياسي في هذه المرحلة الاستثنائية من حياة لبنان»، وقال في رسالة بذكرى الاستقلال إن «لبنان أمام منعطف مصيري لا يحتمل أي شكل من أشكال دفن الرؤوس في الرمال والتعمية على المخاطر»، مشيراً الى أن «البلاد تنوء بأعباء التورط في الحرب السورية، ويتصاعد منسوب التشنج الطائفي والمذهبي الى حدود الذروة، ويحيط القلق من الفراغ بكل أوجه النظام السياسي والمؤسسات الدستورية، ويتراجع النمو الاقتصادي الى أدنى مستوياته منذ سنوات طويلة، وتتسلل أصابع الإرهاب للعبث بالاستقرار العام، وينتشر السلاح في أيدي المحازبين والمجموعات والأنصار والسرايا كما لم يسبق ان حصل من قبل».