استبق زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية اليوم، وأعلن في اتصال هاتفي مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مساء أمس الأول تبنيه لترشيح الأخير للرئاسة الأولى.

Ad

ونقل أن الحريري خاطب جعجع بقوله: «هذا أول اتصال تهنئة بالعيد لمرشحنا لرئاسة الجمهورية». وعادت كتلة تيار المستقبل النيابية لتؤكد أمس دعمها ترشح جعجع، وقال عضو الكتلة النائب أحمد فتفت، بعد زيارة وفد من «القوات» رئيس الكتلة النائب فؤاد السنيورة: «بعد اطلاعنا على برنامج جعجع الرئاسي نرى أنه يلبي الكثير من تطلعات اللبنانيين وتطلعهم إلى تعزيز السيادة والاستقلال واسترجاع دور الدولة وهيبتها».

 ويشير اتصال الحريري بجعجع إلى الكثير من المعطيات والوقائع، خصوصا في ظل إصرار جعجع على المضي حتى النهاية في ترشحه، وعدم الاكتفاء بالجولة الأولى من الاقتراع، وذلك يعني إمكان سقوط الهدنة ما بين «المستقبل» و»التيار الوطني الحر» التي قامت منذ لقاء الحريري عون في باريس، وبالتالي احتدام المواجهة قبيل جلسة الانتخاب الأولى المقررة غدا الأربعاء.

إلا أن مصادر قللت من أهمية خطوة الحريري، مشيرة إلى أنها معنوية، وأن تبني الترشيح سيقتصر فقط على جلسة الاربعاء التي لن تفضي بأي حال من الأحوال الى انتخاب رئيس جديد.  

في السياق، واصل وفد من «القوات اللبنانية» برئاسة النائبة ستريدا جعجع جولته على القيادات السياسيّة لتسليمها البرنامج الرئاسي لجعجع. والتقى الوفد رئيس حزب «الكتائب اللبنانبة» الرئيس أمين الجميّل في دارته في بكفيا، وبعد انتهاء اللقاء، أشارت النائبة جعجع الى أنّ «الجو كان إيجابياً وأنّ قوى 14 آذار ذاهبة إلى جلسة الأربعاء بمرشح واحد»، وقالت: «أبلغنا الرئيس الجميّل أن المكتب السياسي لحزب الكتائب سيجتمع بعد ساعات لاتخاذ الموقف المناسب».

واعتبرت جعجع أنّ «من لا يشارك في جلسة انتخاب الرئيس الجديد يسعى إلى التعطيل ولا حكمة إلا بالمشاركة في الجلسة».

ثمّ زار الوفد كليمنصو حيث التقى رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، الذي أكّد أنّه سيحضر جلسة الأربعاء على أن يعلن اليوم اسم مرشحه للرئاسة.

من ناحيته، أكد جعجع خلال افتتاحه زنزانة مشابهة لتلك التي اعتقل فيها مدة 11 عاماً في معراب، أنه «ليس خجولا أبدا» من ماضيه، وأنه يعترف أن لديه أخطاء «ككل الناس» وسبق أن اعتذر علناً وأمام الجميع عنها.

في المقابل، اعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أمس أن «من حق شعبنا وممثليه أن يختاروا الرئيس الذي يحفظ إنجازات المقاومة ويصون وحدة اللبنانيين ويحافظ على السيادة الوطنية والاستقلال».

ولفت إلى أن «الاستحقاق الرئاسي ما كان ليتم التداول به لولا فضل المقاومة ومجاهديها وشهدائها، وإزاء ذلك فإنه لا يجوز أن يأتي رئيس تتجافى عقليته وخياراته عما أنجزته المقاومة»، مشدداً على «ضرورة أن يكون الرئيس المقبل حاضناً للمقاومة، واعياً لدورها وأهميتها ليس من باب الحب المثالي لها، ولكن حرصا على السيادة الوطنية التي تكون مهددة على الدوام بدون مقاومة».