تصدى رئيس الائتلاف السوري لقرار حكومة المعارضة حل المجلس العسكري التابع لهيئة أركان الجيش السوري الحر، وذلك بعيد طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الكونغرس 500 مليون دولار للمساعدة في "تدريب وتجهيز" مقاتلي المعارضة المعتدلة، في تغير ملحوظ في موقف الولايات المتحدة.

Ad

ألغى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس قرار الحكومة المؤقتة التابعة له، حل المجلس العسكري التابع لهيئة أركان الجيش السوري الحر، وإحالة أعضائه إلى «التحقيق».

وأكد مصدر في الائتلاف، لوكالة فرانس برس، ان هذا التباين الحاد الذي يأتي غداة إعلان البيت الأبيض طلبه 500 مليون دولار من الكونغرس للمساعدة في «تدريب وتجهيز» المعارضة السورية، يشكل انعكاساً لـ«صراع مراكز قوى» بين رئيس الائتلاف أحمد الجربا المدعوم من السعودية، ورئيس الحكومة أحمد طعمة المدعوم من قطر.

وأكد المصدر أن «إلغاء قرار الحكومة المؤقتة سيعيد الموضوع إلى الهيئة العامة التي تعقد اجتماعها المقبل في اسطنبول بين الرابع والسادس من يوليو».

وأشار إلى أن الجربا الذي تنتهي ولايته الثانية مطلع يوليو، ولا يحق له الترشح لولاية ثالثة «يفكر ويخطط لما بعد تركه رئاسة الائتلاف، وهناك على ما يبدو مخطط لإنشاء المجلس الاعلى للثورة السورية، وهو بمثابة جهاز عسكري يكون برئاسته، ولا تكون له علاقة بالحكومة المؤقتة» الذي يتولى طعمة رئاستها منذ سبتمبر.

وإذ لفت المصدر الى أن الجربا «يفكر ايضا في حجب الثقة عن طعمة وترشيح شخصية جديدة لرئاسة الحكومة» ما يتيح له الاحتفاظ بنفوذه بعد انتهاء ولايته في الرئاسة، أوضح ان «طعمة كان على دراية بهذه الامور، وسعى الى قلب الامور رأسا على عقب».

وأصدر طعمة في وقت مبكر أمس «قراراً يقضي بحل مجلس القيادة العسكرية العليا وإحالة اعضائه الى هيئة الرقابة المالية والادارية في الحكومة المؤقتة للتحقيق»، في بيان نشرته صفحة الحكومة على «فيسبوك».

وبحسب بيان نشر فجر أمس على صفحة الحكومة على موقع فيسبوك، "أصدر رئيس الحكومة السورية المؤقتة الدكتور أحمد طعمة قراراً يقضي بحل مجلس القيادة العسكرية العليا وإحالة اعضائه الى هيئة الرقابة المالية والإدارية في الحكومة المؤقتة للتحقيق".

وشمل القرار "إقالة رئيس الأركان العميد عبدالإله بشير وتكليف العميد عادل إسماعيل بتسيير شؤون هيئة الأركان العامة"، داعياً "القوى الثورية الأساسية الفاعلة على الأرض في سورية لتشكيل مجلس الدفاع العسكري، وإعادة هيكلة شاملة للأركان خلال شهر من تاريخه".

تغير أميركي

وتزامناً مع الهجوم الذي يشنه تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" في العراق خلال الاسبوعين الماضيين وسيطرته على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها، أعلن البيت الأبيض مساء أمس الأول أن الرئيس أوباما طلب من الكونغرس الاميركي الموافقة على تخصيص 500 مليون دولار من اجل "تدريب وتجهيز" المعارضة المسلحة المعتدلة في سورية.

وقال البيت الابيض إن "هذه الاموال ستساعد السوريين على الدفاع عن النفس، وإحلال الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وتسهيل توفير الخدمات الاساسية ومواجهة التهديد الارهابي، وتسهيل الظروف للتسوية عن طريق التفاوض"، معرباً عن قلقه من اتساع تأثير متطرفي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في سورية والعراق المجاور.

ويندرج مبلغ الـ500 مليون دولار الذي طلبه أوباما في إطار 1,5 مليار دولار مخصصة "لمبادرة الاستقرار الإقليمي" الرامية الى مساعدة المعارضة وجيران سورية، الأردن ولبنان وتركيا والعراق، لمواجهة عواقب النزاع في سورية على أراضيها ودعمها في استقبال اللاجئين السوريين.

اعتراض روسي

واعترضت روسيا حليفة دمشق على المبادرة، معتبرة أن هناك "وسائل أفضل لتوظيف 500 مليون دولار". وصرح سفيرها لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، خلال حفل استقبال لدى البعثة الروسية، بأن الاميركيين "يحركون الامور في اتجاههم، ويبقون النار مشتعلة بدلاً من القيام بمبادرة سياسية".

العمليات الطارئة

وهذا المبلغ جزء من ميزانية أشمل بقيمة 8.65 مليارات دولار لعمليات طارئة في الخارج رفعت الى الكونغرس ضمن العام المالي 2015 الذي يبدأ في الأول من أكتوبر. والقسم الاكبر من هذا المبلغ وقيمته 6.58 مليارات دولار تم تخصيصه لوزارة الدفاع.

خطط البنتاغون

في السياق، قالت وزارة الدفاع "البنتاغون" أمس الأول إن وزير الدفاع تشاك هيغل طلب من معاونيه وضع خطط أكثر تفصيلا لتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين إذا وافق الكونغرس على تمويل طلب الرئيس أوباما.

وقال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون ان الأموال ستسمح للجيش الأميركي بأن "يدرب ويجهز على نحو ملائم العناصر المنتقاة بالمعارضة المسلحة السورية المعتدلة"، مضيفاً: "أصدر الوزير تعليمات الى معاونيه للبدء بوضع خطط أكثر تفصيلا لتنفيذ مهمة التدريب والتجهيز إذا وافق الكونغرس".

إنقاذ المحاصرين

في غضون ذلك، ناشدت منسقة شؤون الاغاثة الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس مجلس الأمن التحرك إزاء التعطيل "غير الإنساني" لإنقاذ وإغاثة المحاصرين في سورية في الوقت الذي بدت فيه روسيا والغرب على طرفي نقيض في المحادثات الجارية لصياغة مسودة قرار من المفترض أن يعزز العملية.

وقالت آموس: "القيود التعسفية والتعطيل بما في ذلك الاجراءات البيروقراطية التي تفرضها الحكومة تعطل وتقيد أين سنقدم المساعدات ولمن وعدد المرات. كما أن بعض جماعات المعارضة هاجمت وهددت ورفضت التعاون مع موظفي الاغاثة الانسانية".

(دمشق، إسطنبول- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)