«السّؤالان}... 20 شاعراً وروائياً في مواجهة الشعر واللعنة

نشر في 25-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 25-02-2014 | 00:01
No Image Caption
عن دار أصول للنّشر (فلسطين، 2014) ، صَدر حديثاً مؤلّف جديد بعنوان «السؤالان: مقالات أدبيّة في سؤال الشّعر وسؤال الكتابة واللعنة»، وهو كتاب أعدّته وحرّرته المُترجمة ريم غنايم، ويجمعُ في طيّاته أقلام 20 شاعراً وروائياً من البلاد العربيّة وخارجها.
 شارك 20 شاعراً في تحديد صياغة تعريفيّة حول الشّعر وعلاقة الكتابة بمفهوم اللعنة. يرتكز كتاب السؤالان: مقالات أدبيّة في سؤال الشّعر وسؤال الكتابة واللعنة» على محاولة تأطير أو وضع أسس رؤيويّة للكتّاب الذين يكتبون بالعربيّة وتحديد معالم تجاربهم ورؤيتهم لمفهوميَ الشّعر والنّثر. 10 شعراء و10 روائيين يأتون من عوالم حياتيّة وخياليّة مختلفة يجتمعون ليشكّلوا لوحة أدبية بخطوط تتنوّع بين العريض والخفيف والشائك والسهل والصعب، كل وفق تأمّلاته الفلسفية والواقعية ووفق تجربته مع الكتابة ومع المتخيّل الشعري والمتخيل السردي وعلاقتهما مع الواقع.

يناقش القسم الأول سؤال الشعر وتعريفه ويضمّ كلاً من الشعراء: يوسف رزوقة ، ناجي رحيم، معتز رشدي، لينا شدود، كولالة نوري فاطمة الزهراء بنيس، عبد الفتاح بن حمودة ، عاشور الطويبي، سامر خير، وريم غنايم. في هذا القسم نرى الرؤية الشعرية للشعر تتجلّى في الخط الوجودي للشاعر وانعكاسه في شعره، حيث تبني الرؤية هنا على {حوار الروح مع العالم} كما يقول الشاعر العراقي ناجي رحيم. هناك أيضاً الرؤية التي تنطلق من الخاصّ والحميميّ لتاريخ الشّاعر الذي يعبر به سؤال الشّعر كما يفعل الشاعر يوسف رزوقة وهو يقول: {ما أكتبه لا أكتبه وحدي. فلأجدادي ضلعٌ ولأحفادي أيضاً ضلع. لكنّي، مضطراً، أتحمّل وحدي مسؤوليّة ما يجري في الشّرق الأوسط أو في مقبرة أخرى}.

عقلنة التخييل

ثمّة رؤية موضوعية تسعى نحو عقلنة التخييل نجدها في رؤية الشاعر معتز رشدي للشعر حيث يقول: {ليست القصيدة بداهة، شعار التزام سياسي أو أخلاقي ولكن وضع كل مفردة في مكانها المحدد. هو التزام من نوع آخر، يقتضيه موضوع القصيدة ذاتها}. وثمة الرؤية المتأسسة على ذاكرة الماضي وتجربة الأنا مع الكون كما يظهر في مقالة الشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس: {لحظة الكتابة تتعرى ذاتي من كل الأقنعة لتتجاوز المحظورات وتقارب ما لا يمكن مقاربته... كاشفة عن هويتها الأنثوية دون خجل لهذا تشبثي بالإبداع كان تشبثاً بالحرية بمعناها العميق}. كذلك ثمة الرؤية المعمّقة التي تلامس جدليّة الداخل والخارج وانطباعية الشاعر من كل ما هو كائن وموجود وخارج عن كينونته كما يفعل الشاعر التونسي عبد الفتاح بن حمودة. بين الذات والعالَم هناك مسافة كبيرة وواسعة جداً من المُبهَم يقف هؤلاء الشّعراء فيها، منطقة ظلليّة تتّسع لأكثر من تصوّر وكل تصوّر ينتهي بتساؤلات وأسئلة هي عين الإجابة عن سؤال ما الشّعر؟

أما القسم الثاني من الكتاب فهو فيتمحور حول سؤال الكتابة ومدى ارتباطه بمفهوم اللعنة كما يراها عشرة كتاب من بقع جغرافية مختلفة هم: أمير تاج السرّ، جان دوست، سعود السنعوسيّ، عبدالرحمن مجيد الربيعي، عبدالعزيز بركة ساكن، عمارة لخوص، كمال الرياحي، لطيفة لبصير، لينا هويان الحسن، منصور الصويّم، ويوسف رخا.

يحاول هؤلاء أن يوثقوا أواصر العلاقة بين الكتابة النثريّة قصةً وروايةً، وبين مفهوم اللعنة متعدّد الأوجه. يخلص جميعهم إلى حتمية اللعنة، على التباسات معانيها، كقرين يلازم الكاتب على مدار عمره الأدبي. من الكتاب من ربط اللعنة بذاكرة الطفولة وذاكرة اللسانين كما يراها مثلا الكاتب الكردي جان دوست في تأمله لعلاقته الحميمة، القاسية مع الكردية ومع العربية على حد سواء. وثمة من يرى في الطفولة والصبا حدثاً نثرياً مفصلياً شكلت وعيه تجاه الوجود المتحول إلى كلمات كما يرى الكاتب التونسي كمال الرياحي. كذلك ثمة من يرى الكتابة هذياناً ملعوناً لا بد منه... عالماً من اللعنات الدافئة لا هروب منها كما يرى الكاتب الكويتي سعود السنعوسي. عوالم يتقاطع فيها الخاص مع العام والفردي مع الجماعي ويفضي فيها السؤال حول اللعنة الى أسئلة أكبر ترتبط بعلاقة الكتابة مع الوجود ومع الموجودات.

back to top