أيا كانت الأرقام والأسماء التي لديك فإن من السهل نسيان عدد النجوم التي يجب ربطها في أي واحد من هواتف آيفون. ونقرات الفراشة الخاصة التي توحدت لخلق الحياة والمهنة الاستثنائية لستيف جوبز معروفة جيدا، وتستعاد في غالب الأحيان. والأقل تذكراً هو الـ150 مليون دولار التي قدمتها مايكروسوفت الى أبل في أغسطس 1997، عندما كانت أبل على بعد أسابيع من الإفلاس.

Ad

ذلك الاستثمار السيئ الآن قدم الى شركة أبل ما يكفي من المال والفسحة لتعضيد سيطرتها على أعمالها في ماك، واستغلال الزخم والتدفق النقدي في آيبود وآي تيونز، ثم مضى آيفون وآيباد لإلحاق ضرر قاتل بصناعة الحواسيب الشخصية وعجز تام في رسملة السوق عبر إمبراطورية مايكروسوفت المتردية، وكانت تساوي في فترة الذروة 556 مليار دولار، وغدت تساوي 320 مليارا الآن. وكانت أبل تساوي أقل من 3 مليارات عندما أخذت أموال بيل غيتس، ويبلغ تقييمها اليوم 505 مليارات.

براءة اختراع

وتم اعلان ذلك الاستثمار كجزء من «اتفاقية ترخيص عريضة لبراءة اختراع» قالت فيها مايكروسوفت، ضمن أشياء اخرى، إنها سوف «تطور وتشحن النسخ المستقبلية من انتاجها الشعبي –مايكروسوفت اوفيس– وانترنت اكسبلورر وأدوات مايكروسوفت الاخرى الى منصة ماك».

وبدت خطوة مايكروسوفت بارعة عندئذ، وكما أخبرني باري ريثولتز: «لم يكن الهدف تحقيق عوائد من رأس المال المستثمر بل إبقاء نظام تشغيل أبل التنافسي قابلا للحياة حتى يصعب على مقاومي التجميع الضخم للرساميل احتكار مايكروسوفت».

ويضيف ريثولتز، وهو مسؤول الاستثمار الرئيسي في ادارة الثروات ريثولتز: «بالقياسات التقليدية كان ذلك استثماراً بعيداً في منافس متضرر. ومن منظور قانوني كانت ضربة عبقرية مؤقتة»، ويتعين التركيز على كلمة «مؤقتة». واليوم فإن الاتفاق –وليس اي او ال– تايم وارنر (مع خسارة مشتركة من رسملة السوق تبلغ 286 مليار دولار) وبنك اوف أميركا (مع أكثر من 40 مليار دولار على شكل خسائر وتسويات وغرامات ذات صلة مباشرة) قد يصبح الاستثمار الأكثر تكلفة في التاريخ الحديث.

ضمانة علنية

وقال جوبز من معرض ماك اورويليان التجاري العالمي في بوسطن، حيث أعلن حصة مايكروسوفت: «يتعين علينا التخلي عن فكرة أن أبل كي تكسب مايكروسوف يجب أن تخسر. لقد انتهى زمن التفكير في أننا نتنافس مع  مايكروسوفت». وطبعا كان يصدق ذلك.

كانت أبل عندئذ في حالة عوز، وقد تكبدت خسائر بأكثر من 1.5 مليار دولار في الـ18 شهراً السابقة، وكانت في حاجة بشكل خاص الى ضمانة علنية من مايكروسوفت بأنها ستستمر في تقديم تزويد ودعم برامج ماك، وكانت حصة أبل من سوق الحواسيب الشخصية التي كانت مزدهرة يومها قد هبطت الى حوالي 5 في المئة من حوالي 15 في المئة في سنة 1992.

وقال ريتشارد سكوكوزا، وهو محلل لدى براون براذرز هاريمان، لـ»بلومبرغ نيوز» حول اعلان أغسطس 1997، «تسعى مايكروسوفت وراء مصالحها الخاصة، وقد ظهر بيل غيتس وكأن رائحة ورد تفوح منه»، لثلاث أو أربع سنوات على الأقل.

* (بلومبرغ)