ارفعوا أيديكم عن الكويت

نشر في 01-07-2014
آخر تحديث 01-07-2014 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي النقد أسهل المواضيع وأيسرها سواء بالقول أو الحديث أو كتابة المقالات والزوايا، ولكن يبقى الأهم وهو الهدف من النقد، فالبعض يمارس ذلك رغبة في إبراز السلبيات مهما صغرت، ويبحث عنها ويضخمها وينفخ فيها ويزيد عليها حتى تصبح موضوعاً قابلا للنقاش، في حين أن هناك من يتخذ أسلوب النقد وسيلة للإصلاح برغبة صادقة نابعة من حب وإخلاص لهذا الوطن الغالي، فيسعى من خلال النقد إلى وضع الخلل تحت المجهر حتى لا يضيع وسط هذا الكم الهائل من المواضيع.

 وأنا على يقين بأن أغلب كتاب المقالات والزوايا في صحافتنا الوطنية يسعون إلى الإصلاح ما استطاعوا، كما أننى على يقين بأن ذلك الجمع الطيب من أبناء الكويت الذي احتشد في ساحة الإرادة يوم الثلاثاء الموافق 10/6/2014 محب لهذا الوطن وأرضه وحريص على أمنه وسلامته، وهناك استفسار موجه إلى أقطاب المعارضة ومن يملكون تلك المستندات و"ماذا بعد... إذا شاهد المواطن تلك الأوراق سواء كانت حقيقية أم مزيفة فما المطلوب من ذلك الجمع الطيب أن يفعل؟".

إن المعارضة الوطنية في الكويت مظهر حضاري يكمل صورة الحياة السياسية الديمقراطية منذ القدم، ولعل ما يزيدنا فخراً واعتزازاً بهذا الوطن أن الكويت لم تشهد على مدى تاريخها إنشاء معتقلات أو إقامة سراديب وسجون لقادة المعارضة وأعضائها، بل على العكس فالأجهزة الأمنية في الدولة تحرص على سلامة جميع أقطاب المعارضة.

ويشهد التاريخ وعلى مدى أكثر من أربعمئة عام أنه لم يأتِ حاكم من آل الصباح يتصف بالدكتاتورية التي عانتها العديد من دول العالم، وليس منطقتنا بعيدة عنها، لقد قالها أهل الكويت منذ القدم بأنهم لن يرضوا بغير آل الصباح حكاماً، ولن يجد آل الصباح وطناً مثل الكويت وأهلها، ومن هذا المنطلق نناشد كل الأطراف التي تتصارع على الساحة، نناشد ضمائرهم وبكل ما يحمله وجدانهم من حب وتضحية لهذا الوطن من أجل أمنه واستقراره ورخاء أهله، نقول "ارفعوا أيديكم عن الكويت"، لا تدفعوا الوطن للسقوط في أتون صراع مصالح لا يخدم الكويت وأهلها.

صراع سيؤدي بالضرورة إلى تقسيم المجتمع إلى، مع أو ضد وفرق مع هذا أو ضد ذاك، نتمنى من كل الأطراف التي نكنّ لها كل الحب والتقدير، ولا يمكن الشك في حبها وإخلاصها للكويت وأهلها للسعى إلى إنهاء هذا الخلاف والصراع بروح الود والمحبة من أجل الكويت وأهلها، خاصة في ظل ظروف غاية في الخطورة تحيط بالمنطقة، وتحتم علينا رص الصفوف والالتفاف حول القيادة السياسية العليا والشدّ من عزمها.

 حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

لعبة المتاهة

يقال إن "داعش" صنعته القاعدة التي أنشأتها أميركا، و"داعش" يقاتل رئيس الوزراء العراقى نوري المالكي، وهو صناعة أميركية كما يقال، ويحظى بدعم إيران التي تعتبر أميركا الشيطان الأكبر، ويقال إن استمرار النظام السوري يعتمد على الدعم الإسرائيلي والإيراني، والمفترض أن تكون إيران عدوة لإسرائيل وتسعى إلى إزالتها من الوجود، في حين أن إسرائيل تعد العدة لضرب المفاعلات النووية الإيرانية، والمملكة العربية السعودية متهمة بدعم "داعش" الذي يحتشد على حدود الأردن الحليف القوي للسعودية... و... وأدري دار راسكم مثلي ولا أحد يدري أين المخرج من هذه المتاهة؟

back to top