غولن ينتقد حملة تطهير الشرطة

انتقد رجل الدين التركي النافذ فتح الله غولن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أمس الأول من دون أن يسميه قاطعاً بذلك شعرة معاوية بينه وبين حزب "التنمية والعدالة"، في دليل جديد على تصدع الحلف الإسلامي الحاكم في البلاد.

ودعا غولن الله أن "ينزل عقابه على المسؤولين عن حملة تطهير ضباط الشرطة الذين شاركوا في تحقيقات فساد"، في إشارة إلى إقالة أردوغان لمسؤولين في الشرطة على خلفية فضيحة الفساد التي هزّت المجتمع التركي.

وتعكس تصريحات غولن حجم التوتر بين أردوغان وجماعة غولن الدينية ذات النفوذ في الشرطة والقضاء، منذ أن ألغى رئيس الوزراء مدارس الدعم المدرسي الخاصة التي تعتبر أهم موارد تمويل الجماعة.

وقال غولن في تسجيل جرى تحميله على إحدى صفحاته على الإنترنت: "أولئك الذين لا يرون اللص ويتعقبون مَن يحاولون الإمساك به، والذين لا يرون جريمة القتل ويحاولون تشويه آخرين واتهام الأبرياء، اللهم احرق بيوتهم وخرّب ديارهم وفرّق جمعهم".

يُذكَر أن حركة أنصار غولن لعبت دوراً رئيسياً في فوز أردوغان ثلاث مرات متتالية في الانتخابات.

من جهة أخرى، أكد أردوغان أمس أن ما يجري ضد الحكومة "مؤامرة لها أبعاد محلية ودولية، لكننا لن نخاف"، مشدداً على أن حكومته لها سجل ناصع في محاربة الفساد وستواصل بحزم هذا النهج، متهماً مجموعة لم يحددها من السفراء لدى تركيا بممارسة "الاستفزاز" و"المكائد"، داعياً إياهم إلى "القيام بعملهم فقط".

وقال أردوغان، متوجها إلى رؤساء البعثات الأجنبية في تركيا: "لا يتعين علينا الإبقاء عليكم"، مضيفاً "إذا حاول سفراؤنا في الدول الأجنبية التخطيط لمثل هذه المكائد فلا تتوانوا في إبعادهم وسنستدعيهم على الفور".

في غضون ذلك، أقرت النيابة ملاحقة ابني وزيرين قريبين من أردوغان وإيداعهما السجن على ذمة التحقيق في إطار فضيحة الفساد، كما أودع السجن عشرون شخصاً آخر بمن فيهم رئيس مجلس إدارة مصرف "هالك بنكاسي" سليمان أصلان.

(أنقرة، إسطنبول - أ ف ب، د ب أ)