لماذا اخترت {الدساس} ليكون أولى خطواتك في الإخراج السينمائي؟

Ad

كنت أبحث عن فكرة فيلم جديدة تقترب من أفلام الرعب التي قدمها إسماعيل ياسين، وافتقدناها منذ زمن طويل، فاتفقت مع المؤلف على تقديم فيلم رعب كوميدي، واستعنت فيه بفكرة البيت المهجور التي استخدمت كثيراً في السينما، وبدأت أصيغ فكرة وجود الأبطال داخله،  ومواجهتهم مواقف كوميدية، ثم بدأنا تطويرها بوضع إسقاطات سياسية.

صنف الفيلم باعتباره فيلم رعب كوميدياً، فهل قصدت هذا المزج خلال التحضير؟

بالطبع. كان الوصول إلى هذه النتيجة غاية في الصعوبة، وأجهدني وأرهقني العمل على ألا يتجه الفيلم إلى الكوميديا المفرطة أو الرعب المخيف.

كيف حققت هذا المزج؟

على ثلاث مراحل؛ الأولى عندما بدأت العمل على السيناريو بعد كتابته، فأضفت بعض النقاط فيه وعدلتها وحذفتها، والثانية أثناء التصوير فحاولت الوقوف على الخط نفسه، والمرحلة الأخيرة في المونتاج، ففي المشاهد التي أشعر فيها بأن الحس الكوميدي قلَّ بسبب الرعب أو العكس أعالجه من خلال التعديل، أو تقديم حدث على آخر، أو استخدام الموسيقى.

هل كان هذا الخط الكوميدي مكتوباً في السيناريو أم أضيف أثناء التصوير؟

%95 من المشاهد الكوميدية مكتوبة في الورق، إنما أحياناً كنت أوجه ممثلا يقوم بـ{إفيه} معين في أحد المشاهد، قد لا يكون ملائماً للحالة الموجود فيها، فأطلب منه أن يقدمه في مشهد آخر، وهكذا.

ألم تقلق من إسناد بطولة الفيلم إلى وجوه جديدة؟

أبداً، يتمتع الشباب بحماسة وعشق للمغامرة أكثر من النجوم الذين يرغبون في تقديم أفلام مضمونة حفاظاً على مكانتهم. ثم طبيعة الفكرة فرضت وجود شباب جدد يتحمسون لتقديمها، فضلا عن أن الفيلم مكتوب لمجموعة أبطال، فيما النجم يشترط أن تدور الأحداث حوله، وهذا عكس موضوع {الدساس} تماماً.

هل واجهت صعوبة في توجيههم؟

معظمهم من خريجي مركز الإبداع الذي يشرف عليه المخرج خالد جلال ويُدرّب طاقماً متميزاً، فضلاً عن أنهم محترفون وهذه ليست المرة الأولى لهم أمام الجمهور، فقد عملوا في المسرح والتلفزيون والسينما وشاركوا في برامج كوميدية، ولكن الفرصة لم تسنح لهم ليصبحوا نجوماً. أتوقع أن الفيلم سيحدث فارقاً في أدوارهم المقبلة، لا سيما أن بعضهم لم يسبق له تقديم كوميديا.

كيف أقنعت الفنانة زينة والملحن عمرو مصطفى والإعلامية نائلة عمارة بالمشاركة كضيوف شرف فيه؟

تحمّس عمرو مصطفى للعمل مع الوجوه الجديدة، وتربطني صداقة به منذ أخرجت له إحدى أغنياته المصورة. أما زينة فمعروف عنها تشجيعها تجارب الشباب، كذلك نائلة عمارة. بعدما عرضت عليهم السيناريو وافقوا.

لماذا فكرت في الاستعانة بضيوف شرف؟

لأن وجودهم يشكل حافزاً، وعنصر جذب للمشاهدين لمتابعة هذه التجربة، وإقناعهم  بأنها جادة ومهمة، وليست عملا عادياً.

أين تم تصوير الأحداث؟

داخل فيللا في منطقة مصر الجديدة، حيث بذل مهندس الديكور أحمد النوبي مجهوداً في تحويلها إلى الشكل المخيف الذي ظهر في الفيلم، واستغرق التصوير أربعة أسابيع، على فترات متقطعة.

لماذا؟

توقفنا أكثر من مرة نظراً إلى الأحداث السياسية؛ فقد بدأنا قبل 30 يونيو، وصورنا مشهد النهاية، ثم استكملنا بعد فض اعتصام رابعة، واضطراب الأمن.

ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في {الدساس}؟

صعوبات عادية تتعلق بضرورة إنجاز الفيلم والانتهاء منه نظراً إلى الكلفة المترتبة على مدّ فترة التصوير والبحث عن سبل تقلل من هذه الكلفة.

هل ساعدتك تجاربك السابقة في إخراج الكليبات والـ {سيت كوم} في هذا العمل؟

ثمة اختلاف كبير بين الثلاثة، وتكاد العلاقة بينها تختفي؛ فمثلا سيت كوم {بدر وبدرية} تجربة قديمة عملت فيها باستخدام ثلاث كاميرات ووحدة مونتاج إلكتروني، أي تقنية تصوير بدأت تنقرض، إن جاز التعبير. أما الكليبات فهي من دون صوت أو حوار، إنما تصوير فحسب. وفي المونتاج يتم تركيب الأغنية على المشاهد، فيما للدراما السينمائية والتصوير السينمائي تقنية مختلفة.

ماذا عن مشكلات الفيلم مع الرقابة؟

مُنع الفيلم لأسباب عدة أبرزها الإسقاطات السياسية التي شملتها أحداث {الدساس} منها الخاصة بالإخوان المسلمين وحركة 6 أبريل، بسبب موظفة إخوانية كانت تعمل في جهاز الرقابة، فضلاً عن كُره رئيس الرقابة الأسبق أحمد عوّاض للملحن عمرو مصطفى بسبب آرائه الشخصية حول ثورة يناير، فستغل منصبه في قهره من خلال الفيلم حيث ظهر مصطفى في مشهد واحد.

كيف تجاوزتم هذه المشاكل؟

بعدما ترك عوّاض منصبه بدأنا نتبع التسلسل الطبيعي لإجراءات طرح الفيلم، ولكن عادت هذه الموظفة الإخوانية لوضع عقبات في طريقنا، إلا أننا تغلبنا عليها.

هل يعني ذلك أن استقالة عواض كانت في صالح {الدساس}؟

لم يستقل، إنما أجبر على الاستقالة بسبب الخطأ الذي اقترفه بالتصريح بعرض {حلاوة روح}؛ إذ تبين استغلاله لمنصبه وتيسيره لأفلام السبكي كي يعمل معه، ويخرج أفلامه، وتجاربهما السابقة تشهد بذلك. عموماً، كانت الاستقالة في صالح الفيلم لأنه لن يوقع على أوراق طرحه، واكتشفنا أنه سُمح بعرض الملصق والفيلم الترويجي، ولكن عواض أخفى عنّا ذلك وأخبرنا بأن جهاز الرقابة لم ينته بعد منهما، وبعدما غادر حصلنا على إجازة العرض.

هل ساهم {حلاوة روح} في سرعة السماح بطرح فيلمك؟

لا علاقة بين {الدساس} وبين {حلاوة روح}. اجتمع عبد الستار فتحي القائم بأعمال رئيس الرقابة الحالي بمجموعة من الرقباء لمتابعة الفيلم، ولما لم يجدوا سبباً واضحاً لتعطيله سمحوا بعرضه، أي باستخدام طرق قانونية، ليس خوفاً من حدوث أزمة أخرى.

ما تقييمك لأولى تجاربك في الإخراج السينمائي؟

راض عنها، وبالطبع فيها بعض الأخطاء سأحاول تلافيها في التجربة المقبلة. عموماً، بذلت مجهوداً فيها، وأتمنى أن تنال استحسان المشاهدين.

ولردود الفعل التي وصلتك؟

لم أستمع إلى أي ردود سوى من الجمهور، وسعدت كثيراً عندما لاحظت أن متفرجين يضحكون، وآخرين يصفقون. عموماً، أنا سعيد بالردود التي وصلتني، لكنني لم أقرأ ما كتبه النقاد حول الفيلم، ولا أعرف تقييمهم له. أعتقد أن وجهة نظرهم ستكون مبنية على فكر سياسي، وليس باعتباره عملا فنياً، أي سنجد آراء إما مؤيدة أو رافضة وفقاً لتوجهها السياسي.