• انقسام في «تمرد» وارتباك في «الإنقاذ» •«الداخلية» تتهم «الإخوان» بهجوم في بني سويف

Ad

فجَّر المعارض المصري البارز، حمدين صباحي، مفاجأة كبيرة، بإعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة، في وقت أعلن فيه الإسلامي عبدالمنعم أبوالفتوح التراجع عن المشاركة في السباق، بينما يترقب القطاع الأعرض من المصريين إعلان وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي ترشحه رسمياً خلال أيام.

قبل أيام من فتح باب الترشح في الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة، أشعل مؤسس «التيار الشعبي» حمدين صباحي السباق، بإعلانه -خلال مؤتمر شعبي مساء أمس الأول- نيته الترشح رسمياً، وسط جحافل من الشباب الثوريين يتقدمهم رموز من حملة «تمرد»، التي قادت الشارع المصري لعزل الرئيس السابق محمد مرسي عن الحكم في 3 يوليو الماضي.

وقال صباحي، خلال حفل تأبين عدد من شهداء التيار الشعبي، في مركز إعداد القادة، إن «المواطن حمدين صباحي قرر أن يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة»، حيث ضجت القاعة بالتصفيق والهتاف، «الصباحي هو رئيسي»، بينما قالت مصادر مقربة من صباحي، إنه استجاب لمطالب قطاع عريض من شباب الثورة وأهالي الشهداء، في ظل تجاهل مؤسسة الرئاسة الحوار مع الثوار.

وبينما ينتظر أن يدفع ترشح حمدين، وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي، المرشح الأوفر حظاً، إلى التعجيل بإعلان ترشحه رسمياً، خلال الساعات المقبلة، أعلن رئيس حزب «مصر القوية» الإسلامي، عبدالمنعم أبوالفتوح، أمس (الأحد)، في مؤتمر صحافي عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها، منتصف أبريل المقبل، تاركاً الباب مفتوحاً أمام فكرة مشاركة الحزب في التصويت على الاستحقاق الرئاسي، وقال: «السلطة الحالية لن تسمح بوجود معارضة حقيقية لها، فضلاً عن انتهاكات الشرطة من قتل واعتقال عشوائي، فمصر لن تتقدم إلا بالتنمية، التي تأتي عن طريق الحرية والديمقراطية».

ترشح حمدين -الذي حلَّ ثالثاً في الانتخابات الرئاسية 2012- اعتبر سبباً في إحراج عدد من المرشحين من ذوي الخلفية العسكرية، فبينما ينتظر رئيس الأركان المصري السابق سامي عنان، لإعلان ترشحه خلال الأيام المقبلة، ألقى وزير الدفاع السيسي، أمس (الأحد)، بالكرة في ملعب الشعب المصري، بتأكيده -خلال كلمته في الندوة التثقيفية لإدارة الشؤون المعنوية بالجيش- على أن للشعب إرادته الحرة، ليقرر ما يرى ويضع ثقته فيمن يختاره، مضيفاً: «مصر تحتاج إلى تكاتف جهود أبنائها والعمل للعبور نحو الأمن والاستقرار والتقدم»، مشدداً على أن مصر بشعبها وجيشها قادرة على اقتلاع جذور التطرف والإرهاب.

من جانبه، كشف مصدر رفيع المستوى لـ»الجريدة» أن شخصيات عسكرية طالبت المشير السيسي، بضرورة حسم أمره وإعلان ترشحه رسمياً، لمنع إثارة البلبلة في الشارع، مؤكداً أن المشير انتهى من صياغة خطابه الذي سيوجِّهه إلى الأمة، ليعلن خلاله ترشحه، موضحاً أن السيسي طلب من جهات سيادية -لم يسمِّها- ضرورة وقف حملات التصعيد والتخوين ضد عدد من الشخصيات العامة.

شرخ «تمرد»

في غضون ذلك، توقعت مصادر مقربة من المرشح الرئاسي السابق، خالد علي، عدم ترشحه والاكتفاء بدعم صباحي، باعتباره مرشح الثورة، في حين أصيبت حملة «تمرد» بشرخ عميق، بعدما أعلن عدد محدود من قياداتها تأييد المشير السيسي في بيان أصدرته (الجمعة) الماضية، بينما أعلن أكثر من خمسين قيادة في الحملة -في بيان لهم- تأييد صباحي صراحة، وفيما جمَّد المتحدث الرسمي باسم الحركة محمود بدر، مؤيد السيسي، عضوية جميع داعمي صباحي، رد قطاع الوجه البحري بالحملة، بتجميد عضوية محمود بدر.

جبهة «الإنقاذ الوطني» التي شاركت في عزل الرئيس الإخواني بدت هي الأخرى منقسمة، حيث اعتبرت أحزاب «الوفد»، و«المؤتمر»، و«التجمع»، و«المصريين الأحرار» صباحي ليس مرشحاً للجبهة.

بينما اعتبر الأمين العام لحزب «المصري الديمقراطي» أحمد فوزي، أن حزبه لن يعلن موقفه النهائي من المرشحين، إلا بعد إغلاق باب الترشح، مضيفاً «نرحب بشكل عام بترشيح حمدين صباحي، لأنه من المحسوبين على الثورة، وسيجعل هناك المنافسة حقيقية بينه وبين المشير السيسي».

زاد ترشح حمدين انقسام التيار الإسلامي، وبينما رحب حزب «النور السلفي، بخطوة حمدين اعتبر القيادي بـ»تحالف دعم الشرعية»، عضو الهيئة العليا لحزب «الوسط»، عمرو عادل، ترشحه «مسرحية»، على اعتبار أنه يمنح مجموعة المرشحين العسكريين للسباق شكلاً من أشكال المصداقية.

قانون الانتخابات

الجدل الرئاسي انتقل إلى الجانب القانوني، فبينما انتهت أمس (الأحد)، المهلة التي حددتها مؤسسة «الرئاسة»، لتلقي المقترحات حول قانون الانتخابات الرئاسية، والذي تم طرحه للحوار المجتمعي نهاية يناير الماضي، قال مستشار الرئاسة للشؤون الدستورية والقانونية، المستشار علي عوض صالح، إن الرئاسة ستبدأ اليوم (الاثنين)، دراسة المقترحات على المشروع المبدئي للقانون، مشيراً إلى أنه ستتم الاستجابة للمقترحات التي تتوافق مع الدستور، تمهيداً لإصدار القانون قبل يوم 17 من الشهر الجاري، بعد عرضه على لجنة الفتوى بمجلس الدولة.

أمنياً، واصلت قوات الجيش الثاني عملياتها في سيناء أمس (الأحد)، ما أسفر عن مقتل إرهابي والقبض على 15 عنصراً تكفيرياً، وفسر مصدر أمني نجاح العمليات الأمنية الأخيرة في شبه الجزيرة المصرية، إلى تغيير خطط مواجهة الجماعات الإرهابية هناك، بواسطة سلاح الطيران خلال الأيام الماضية.

وبينما تمكنت الأجهزة الأمنية بالقاهرة ورجال المفرقعات من إبطال مفعول 3 قنابل يدوية مجهزة للانفجار، و3 أخرى تحتوي على مادة شديدة الانفجار كانت مدفونة تحت الأرض بإحدى المناطق السكنية بمدينة «15 مايو» شرق القاهرة، أعلنت وزارة الداخلية سقوط التنظيم الإرهابي، الذي استهدف كمين صفط الشرقية في محافظة «بني سويف»، والذي أدى إلى استشهاد 5 من رجال الشرطة، واتهمت الوزارة صراحة تنظيم «الإخوان» الإرهابي بالضلوع في الحادث.