بدأت القصة مع المخرجة هالة لطفي عندما ضاعت سنوات من عمرها قبل تنفيذ فيلمها الروائي الأول {الخروج للنهار} في 2011، رغم تخرجها في معهد السينما سنة 1999، لأسباب تتعلق بالإنتاج. وقد شارك في الفيلم متخرجون شباب موهوبون من معهد السينما، لذا فكرت بمشروع يحمي هؤلاء الشباب من المصير نفسه ومن ضياع سنوات عمرهم، فكانت فكرة {حصالة} التي تقوم على الجهود الذاتية، إذ يساهم كل فنان فيها بما يستطيع، لتحقيق مشاريع سينمائية.
تضيف: {بدأت الفكرة مع المشاركين في الفيلم ثم امتدت لتشمل كل من يرغب في الانضمام إلى المشروع، وقد انتهينا بالفعل من إنتاج فيلمين، وسنسوقهما في الخارج والداخل}، لافتة إلى أن التسويق الداخلي أصعب بسبب القوانين التعجيزية، والاحتكار الذي يسيطر على الإنتاج والتوزيع في مصر، في حين أنهم قادرون على فتح أسواق للعرض خارج مصر، من خلال المهرجانات المختلفة، {إلا أن العرض في مصر هو الأهم بالنسبة إلينا، ليكون لدينا جمهور يساعد على استمرارنا}.تتابع أنها ستسعى من خلال هذه المؤسسة، بالمشاركة مع المهتمين، إلى تغيير القوانين السينمائية التي تكلف السينمائيين الشباب المستقلين الكثير من الأموال مقابل تصريحات التصوير في أماكن مختلفة من بينها: النقابات والمحافظات والهيئات، وتصاريح العرض التي تصل إلى 35 ألف جنيه عن الفيلم الواحد، وهو يتساوى مع ما يدفعه منتج الأفلام التجارية التي تكسب الملايين، في حين لا تجد الأفلام المستقلة أماكن تعرض فيها، وهذه الأسباب بالذات أخرت عرض فيلمها طيلة هذه الفترة.بدوره يقول المخرج أحمد ماهر إن {المؤسسة الفنية للإنتاج السينمائي والتلفزيوني} House Escape التي أسسها، تضم قاعات عدة من بينها: أستوديو تدريب للفنانين، قاعة عرض سينمائي، قاعة مخصصة للندوات، كافيه ثقافي وقسم ورشة كتابة، مؤكداً أنها ستنتج أفلاماً مستقلة بعيدا عن احتكار السوق وشروطه التي تقتل الأحلام في صناعة سينما حقيقية.تمرد واستقلاليةيشير المتحدث الإعلامي باسم جمعية السينمائيين المستقلين علي فرجاني إلى أن الجمعية تهدف إلى إنتاج أفلام مستقلة تتمرّد على شركات الإنتاج الموجودة حالياً وتستقلّ عنها، وتعمل على تحقيق المعادلة الصعبة نحو استقطاب نجوم الشباك الذين يسعون إلى تقديم أعمال فنية، تضيف إلى رصيدهم الفني وتساهم في الحفاظ على حضورهم عبر الشاشة والوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور المتذوق لهذه النوعية من الأفلام التي تعالج قضايا اجتماعية مهمة بأسلوب فني راق، إضافة إلى المساهمة في مهرجانات سينمائية، في ظل ركود صناعة السينما المصرية التي تأثرت عقب اندلاع ثورة يناير. يعترف فرجاني بأن الأمر ليس سهلا، لأن السينما المستقلة تحارب أبشع الطرق التي يستخدمها محتكرو الصناعة، لا سيما تضييق الخناق عليها في ما يتعلّق بتوفير دور العرض، وإذا نجحت في الحصول على فرصة للعرض فيشترط عليها ألا تتجاوز المدة ثلاثة أيام أو أسبوعاً.هكذا يستمرّ الصراع إلى أن تتضافر جهود السينمائيين المستقلين في تكوين جبهة إبداعية مناهضة لمحتكري صناعة السينما، ليصل إبداعهم إلى الجمهور عبر الوسائل المتاحة.
توابل
{حصالة} و{هاوس سكيب}...
28-04-2014