جدد المرجع الديني علي السيستاني ضغطه على رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، للتنحي عن منصبه وعدم ترشحه لولاية ثالثة في ظل ظروف أمنية صعبة تعيشها البلاد بسبب تمدد تنظيم الدولة الإسلامية، وسيطرته على العديد من المناطق في الشمال.

Ad

اعتبر المرجع الديني في العراق علي السيستاني، أمس، أن التشبث بالمواقع والمناصب «خطأ فظيع»، فيما حذر من نوايا تنظيم «داعش» بقضم جميع العراقيين على مراحل، مشددا على ضرورة توحد العراقيين أمام ذلك، في حين تتهم واشنطن «داعش» بتنفيذ إبادة جماعية.

وقال ممثل المرجعية في كربلاء عبدالمهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة في الصحن الحسيني، إن «التنازع والتناحر بشأن منصب رئيس مجلس الوزراء مستمر، بالتزامن مع جرائم داعش والصور المروعة لمأساة النازحين»، معربا عن أمله أن «يحصل اتفاق على المرشح لهذا المنصب خاصة بعد تمديد المهلة الدستورية».

وأضاف الكربلائي أن «الإصرار على الشتبث بالمواقع والمناصب مهما ترتب عليه من آثار سلبية فإنه خطأ فظيع، يجب أن يتجنبه أي سياسي حتى لو كان لديه قدر ضئيل من المسؤولية»، مشددا على «ضرورة أن تحظى الحكومة بقبول وطني واسع».

وناشد جميع المرشحين أن «يراقبوا الله تعالى وأن ينظروا الى مصلحة الشعب ويفسحوا المجال لمن هو الاكفأ والأقدر على جمع الكلمة والعمل مع القيادات السياسية في حل أزمات البلد المستعصية»، محذرا من «نوايا تنظيم داعش بقضم جميع العراقيين على مراحل، وقد ثبت هذا بالفعل من خلال ما قامت به في الأيام الماضية ووصولها الى مناطق قريبة من أربيل».

ودعا الكربلائي العراقيين الى أن «يوحدوا صفوفهم في مواجهة هذا الخطر الكبير الذي يهدد حاضرهم ومستقبلهم»، مؤكدا أن «على الأطراف السياسية أن تعلم أن التناحر والتنازع قد تسببا بإضعاف الجميع وفسح المجال للإرهابيين».

واشنطن

في غضون ذلك قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، إن تقدم تنظيم داعش في العراق ينذر بإبادة جماعية وإن المخاطر بشأن مستقبل البلاد لا يمكن أن تصبح أكثر وضوحا.

وأوضح كيري خلال زيارة للعاصمة الأفغانية كابول: «لا يمكن أن تصبح المخاطر بشأن مستقبل العراق أكثر وضوحا»، مضيفا: «حملة إرهاب تنظيم داعش في العراق على الأبرياء ومن بينهم الأقلية المسيحية وأعمال العنف الفظيعة تحمل كل نذر الإبادة الجماعية».

الدولة الإسلامية

في السياق، سيطر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية على سد الموصل، شمال مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، حيث يفرض التنظيم سيطرته على مناطق واسعة منذ شهرين.

وقال رئيس مجلس محافظة نينوى بشار كيكي أمس، إن «مسلحي تنظيم داعش سيطروا على سد الموصل بشكل كامل».

بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة البشمركة «الدفاع» لإقليم كردستان العراق أن «المسلحين يسيطرون منذ مساء أمس الأول، على سد الموصل».

ويسيطر التنظيم منذ العاشر من يونيو الماضي، على مدينة الموصل كبرى مدن محافظة نينوى، وامتدت سيطرته على مناطق واسعة في شمال العراق.

قتلى وجرحى

إلى ذلك، أعلن محافظ الأنبار عبدالحكيم الجغيفي أمس، مقتل 25 مسلحا من عناصر الدولة الإسلامية، وإحباط هجوم لهم على محطة كهرباء منطقة «ديزلات حديثة» غربي المحافظة.

وأكد الجغيفي أن القوات الأمنية والعشائر تسيطر الآن على المحطة، ولن تسمح للتنظيم بالاقتراب منها، لافتا إلى أن «قوة من الجيش والشرطة تساندها أبناء عشيرة الجغايفة أحبطت، هجوما لمسلحي التنظيم الإرهابي على محطة الكهرباء في قضاء حديثة، غربي الأنبار، مما أسفر عن مقتل 25 مسلحا منهم».

وأضاف أن «القوات الأمنية والعشائر تسيطر الآن على المنطقة ولن تسمح للإرهابيين بالاقتراب من المحطة»، مشيرا الى أن «هذه هي المرة الثانية التي تتعرض لها المحطة للهجوم من قبل داعش وتتصدى له القوات الأمنية والعشائر».

إلى ذلك، أعربت ثلاث منظمات تابعة للأمم المتحدة أمس، عن قلق متزايد إزاء تداعيات الأوضاع في العراق وانعكاساته على حالة المشردين داخليا وما ينجم عن الصراع المسلح من أزمات إنسانية متعددة تتطلب تدخلا سريعا قبل تفاقم الموقف لاسيما أوضاع الأقليات الضعيفة مثل الأيزيديين والمسيحيين والتركمان.

وقالت المتحدثة الإعلامية باسم المفوضية رافينا شامداساني في مؤتمر صحافي إن قلقا بالغا يساور المفوضية حرصا على السلامة الجسدية والوضع الإنساني لعدد كبير من المدنيين المحاصرين في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية وفي المناطق المتضررة من العنف.

وأوضحت أن القيام بهجمات واسعة النطاق أو ممنهجة ضد أي مجموعة من السكان المدنيين بسبب انتمائهم العرقي أو الديني أو المعتقد قد يشكل جريمة ضد الإنسانية، مشددة على أنه يجب على جميع الأطراف بما في ذلك الجماعات المسلحة الالتزام بالقانون الإنساني الدولي لحماية السكان المدنيين.

كما دعت المجتمع الدولي وحكومتي العراق وإقليم كردستان إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان حماية المدنيين لاسيما الذين ينتمون إلى المجتمعات الضعيفة.

(بغداد ــــــــ أ ف ب، د ب أ، رويترز)