نضج «مجلس التعاون» على المحك اليوم، لأنها المرة الأولى التي تنكشف فيها بعض المساوئ التي عبرت عنها شعوب المنطقة طوال 30 سنة، وهي عمر التكتل، وبقدر تحييد العنصر الشخصاني في إدارة هذه المنظمة تستطيع أن تكون قريبة من متطلبات الأمن والأمان الاجتماعي الحقيقي.

Ad

أول العمود:

تمكين المرأة يبدأ من البيت ثم الأمم المتحدة.

****

أي نقاش شعبي خليجي حول خطوة سحب السفراء الخليجيين من دولة قطر لن يصل إلى نتيجة طالما أن بنية "مجلس التعاون" تتخذ شكلاً ومواصفات أقرب ما تكون إلى الشخصانية وحجم كل دولة ووزنها وغناها. المسائل تنحو إلى الشخصانية أكثر من التفكير العملي في منظمة لم تشفع لها 3 عقود من تقديم سكة حديد للمواطن الخليجي!

يقف وراء خطوة سحب السفراء أسباب عرضية، بعضها لا قيمة له مثل احتضان قطر للقرضاوي وقيادات من تنظيم "الإخوان"، وسياسة "قناة الجزيرة"، ولا أعتقد أن هذا الإشكال سيتطور إلى ما هو أبعد لأن البعد الشخصاني سيكون هو الدواء الذي سيستخدم في الحل نهاية المطاف.

شخصياً أجد أن ما حدث قد يكون "حالة" يمكن أن نبني عليها حول ما ينبغي أن تكون عليه طرق التسوية مستقبلاً في حال وصول العلاقات بين دول البيت الخليجي إلى ما وصلت إليه اليوم أو أسوأ.

ولن أكون متفائلاً في أن ما حدث لن يتكرر بين دول أخرى مستقبلاً، فالخلافات البينية كثيرة، ويبدو أن الغنى الفاحش لبعض دول البيت الخليجي يجعلها لا تأبه لأي تبعات اقتصادية لمثل هذه العثرات الدبلوماسية والسياسية طالما أن النفط والغاز يسريان في طرقهما آمنين باتجاه الغرب والشرق تصديراً، فقطر بحسب التقارير الاقتصادية لا تتعدى تجارتها مع الدول الثلاث التي سحبت سفراءها خارج نطاق الغاز سوى 1%.

عقلية الاصطفاف بين مؤيد لفريق سحب السفراء ومعارض لسياسات قطر أو العكس لن تجدي نفعاً، وهي عقلية سطحية عاطفية وربما منتفعة من وراء اصطفافها، لكن الأهم فيما حدث هو مراقبة الأسلوب الذي ستحل فيه دول الأزمة هذا "الإشكال السابقة"، إن جاز التعبير، لأن طوال الـ3 عقود كانت الدول الست تظهر أمام شعوبها بأنها متحدة في كل شيء.

أما اليوم فقد انكشفت أمور كانت محل يقين لدى المواطن الخليجي الذي ينتظر بفارغ الصبر مراقبة شكل الحل ليقيِّم مسار هذه المنظمة التي تأخرت كثيراً في خدمة همومه اليومية... نضج "مجلس التعاون" على المحك اليوم.