قتل 17 شخصاً على الأقل، وأصيب 28 آخرون أمس، في تفجير ثان شهدته مدينة فولغوغراد (ستالينغراد سابقاً، جنوب البلاد) القريبة من منطقة القوقاز الروسي المضطربة، غداة عملية انتحارية أوقعت 18 قتيلا في المدينة ذاتها أمس الأول نفذتها انتحارية من «الأرامل السود». وبينما ترددت أنباء عن إخلاء محطة قطار في العاصمة موسكو للاشتباه في وجود قنبلة، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات مكافحة الإرهاب بتعزيز الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء روسيا، إثر التفجير الجديد الذي يأتي قبل نحو شهر من موعد الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي التي تقام من 7 إلى 23 فبراير.

Ad

وقال وزير الطوارئ فلاديمير ستيبانوف أمس إن «الوزارة في حالة تأهب قصوى، وتعمل بموجب حالة طوارئ في أعقاب تفجيرين أصيب فيهما 104 أشخاص في مدينة فولغوغراد». كما أعلنت السلطات المحلية مستوى إنذار مرتفعاً ضد عمليات إرهابية في منطقة فولغوغراد لمدة 15 يوماً.

وأفاد المتحدث باسم لجنة التحقيق الروسية فلاديمير ماركين بأن التحقيق لا يستبعد أن يكون الانتحاري رجلاً، فحسب آخر المعطيات، فإن المرأة التي دارت حولها الشبهات في البداية لا علاقة لها بالتفجير.

والمتفجرات التي استخدمت في اعتداء أمس تتضمن عناصر مماثلة لتلك المستخدمة أمس الأول، ما «يؤكد فرضية وجود رابط بين الاعتداءين» اللذين يمكن أن يكون تم الإعداد لهما في المكان نفسه، كما أضافت هذه اللجنة المكلفة بالتحقيقات الكبيرة في روسيا.

وأشار المحققون إلى قوة الانفجار، إذ إن المتفجرات المستخدمة توازي 4 كيلوغرامات من مادة «تي إن تي»، معتبرين أن مكان وزمان الاعتداء لم يتم اختيارهما مصادفة.

مجلس المفتين

وفي حين استنكرت دول عدة الهجومين في فولغوغراد، ندّد قادة مسلمي روسيا بالتفجيرين اللذين وقعا في المدينة جنوب روسيا، ووصفوهما بأنهما إرهابيان. وأصدر مجلس المفتين في روسيا أمس، بياناً قدّم خلاله «أحرّ التعازي، نيابة عن ملايين المسلمين، إلى أقرباء ضحايا انفجاري فولغوغراد الإرهابيين»، مؤكداً «وقوف الإسلام ضد الإرهاب». وتعتبر مدينة فولغوغراد في نظر عدد كبير من الروس رمز انتصار بلدهم على ألمانيا النازية الذي تحقق بعد واحدة من أشرس المعارك في الحرب العالمية الثانية.

اضطرابات القوقاز

في السياق، ذكرت مصادر أمس أن القوات الروسية قتلت خمسة مسلحين خلال اشتباكات وقعت في منطقة شمال القوقاز. إضافة إلى ذلك، قالت مصادر في لجنة مكافحة الإرهاب إن القوات الروسية قتلت مسلحين آخرين بعد رفضهما الانصياع للتوقف من أجل التثبت من هويتيهما في مدينة خساف يورت في جمهورية داغستان.

وتشهد منطقة شمال القوقاز، التي تضم جمهوريات الشيشان وداغستان واسيتيا الشمالية والانغوش وقبردينو والشركس، تصاعدا في نشاط الجماعات المسلحة التي تشن هجمات ضد معاقل القوات الروسية والسلطات المحلية.

(موسكو- أ ف ب، كونا، يو بي آي)