نستكمل ما بدأنا من خواطر حول الانتخابات:
* حمدين: ما زال موقف حمدين يثير الكثير من التساؤلات، وأقواها: لماذا رشح نفسه؟ خصوصاً مع تكرار إعلانه أن السيسي يحظى بشعبية تفوق شعبيته بكثير في حين تردد حملته الرسمية والإعلامية أنه سيفوز بأغلبية كاسحة! فهل لا تسمع الحملة تصريحات مرشحها؟ أم أنها تصدر بيانات دون علمه؟ كان الله في عون من قرر اختياره، فلا أدري كيف يتلقى هذا التناقض؟! ونعود إلى السؤال لماذا رشح نفسه؟ أعتقد أن هناك عدة احتمالات للإجابة:# ممكن تضرب معاه- كما نقول- ويفوز، وهذا احتمال بعيد جداً.# قد يحدث ما يدفع المرشح المنافس للتنازل وعدم إكمال السباق فيفوز هو، وهذا احتمال بعيد.# للحصول على أصوات تفوق ما ناله في 2012 فيشعر أنه مازال موجوداً في الشارع، وله أنصار ومريدون فتزداد ثقته بنفسه ويشعر بالرضا عنها، وهذا احتمال ممكن.# للحصول على كتلة تصويتية تسمح له بالمساومة والحصول على مكاسب سياسية قبل الانتخابات البرلمانية القادمة، وهذا احتمال ممكن جداً.# يعتقد البعض أنه رشح نفسه فقط كي تبدو الصورة ديمقراطية أمام العالم، وهذا احتمال مستبعد، هذه هي الاحتمالات، وسننتظر ما تثبت الأيام منها.* قانون الانتخابات: هل يحقق قانون الانتخابات الرئاسية العدالة والديمقراطية ويحترم رأي الناخب؟ وللتوضيح فلو افترضنا وجود ناخب غير مقتنع بالمرشحين فما السبيل الديمقراطي للتعبير عن رأيه؟ لا يوجد أمامه إلا المقاطعة (سلبية مرفوضة)، أو الذهاب للصندوق وإبطال صوته (لا يوجد بديل ثالث)، فهل لأيهما قيمة في القانون؟بحسبة بسيطة لو افترضنا أن من يذهب للتصويت (كما هو معتاد) 40% من الناخبين أي حوالي 24 مليوناً، ولو افترضنا جدلاً أن هناك 20 مليوناً أبطلوا أصواتهم أي أن هناك فقط 4 ملايين صوت صحيحة، ونال أحد المرشحين 2.2 مليون صوت لأصبح هو رئيس الجمهورية!! أي أن 2.2 مليون ناخب هم من فرضوا رئيساً للجمهورية على 60 مليون ناخب و90 مليون مصري! هل يمكن أن تكون هذه ديمقراطية؟ أو يكون هذا احتراما لرأي الناخب؟هل هناك حل؟ هل يجب مثلاً أن ينص القانون على حد أدنى من الأصوات ينالها المرشح الفائز؟ ولتكن 10- 30%- في رأيي 25% من إجمالي أصوات الناخبين (60 مليون).ولا يجوز الاحتجاج مثلا بأن هذا الشرط غير موجود في البلدان الأخرى والدول الأرسخ ديمقراطية منّا، فكم من مواصفات خاصة لديمقراطيتنا المصرية بدعوى أن ديمقراطيتنا مختلفة وظروفنا وتقاليدنا وثقافتنا مختلفة، فعلى الأقل نكون مختلفين ونحترم رأي الشعب ولا نكون مختلفين ونقتله.باختصار: إذا كان القانون ينص على 25 ألف توكيل لضمان جدية المرشح فلمَ لا ينص على 25% من الأصوات لإثبات أحقية الفائز؟* البرنامج الانتخابي: تعلم المرشحون من درس انتخابات 2012 فلم تعد هناك أي وعود محددة ولا برامج أو جدول زمني يمكن محاسبتهم عليها، وأصبح البرنامج لا يعدو موضوع إنشاء لطالب في الإعدادية، يتحدث بعمومية مثل "محاربة الفساد"، "دعم الفقراء"، "العدالة الاجتماعية"، "الاستقرار الأمني"، "بكره تشوفوا مصر"... إلخ.وأسوأ ما في تصريحات المرشحين اتباع منهج "أنا خير منه"، فهذا يقول عن نفسه أنه "صادق أمين وفي للعهد"، وذاك يقول أنا "شجاع شريف بار بالوعد"... فلمَ لا يترك الحكم للشعب أم أنكم واثقون أن الشعب لن يستطيع محاسبتكم؟
مقالات
خواطر وأسئلة حول الانتخابات المصرية (2)
09-05-2014