دبي تسابق الإعلام!
إن تجربة منتدى الإعلام العربي وخاصة تحت عنوان «مستقبل الإعلام يبدأ اليوم» خطوة استباقية موفقة لاستشراف ما هو قادم للإنسان بكل ما قد يحمله في مضمونه وتفاصيل أحداثه وتحدياته، لمساعدة أجيالنا الحاضرة، ومن يليهم للاستعداد له، وهذا ما تتحفنا به دبي دائماً في سباق مع الزمن.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
لذلك فإن المؤتمرات الإعلامية يجب أن تركز على قضية واحدة مهمة هي خلق جبهة عريضة وقوية في مقابل العديد من جبهات الضلال والفساد والتحريض ومرضى النفوس المنتشرة طولاً وعرضاً في الفضاء الإعلامي، والسبب أن الإعلام وتطوره المجنون وتوسع آفاقه بشكل مفتوح تحمل في ذاتها الكثير من التناقضات المبنية على آراء واجتهادات وأهداف وجماهير متنوعة ومتباينة، وبفضل التقنيات العالية والمتاحة لا يمكن حجب أدوات الإعلام وتأثيراته عن أي إنسان أو جهة أو تيار سلباً كانت النوايا والمقاصد أم إيجاباً، ولما كانت مفاهيم المصداقية والحقيقة نسبية فإن الكل يزعم أن مادته وفكره وأتباعه أجدر بمزايا الإعلام المعاصر. إن ما نراه اليوم من ثورة كبرى في رحاب المعلوماتية وتدفق المادة الإعلامية، رغم تأثيراتها الخطيرة والمباشرة التي نعيشها بالفعل والواقع، ليس سوى رأس جبل الجليد، ومن خلال ما تم طرحه في منتدى الإعلام الأخير من دراسات علمية فإن الشباب الذي يكتسح اليوم المجتمعات العربية وبنسبة تتجاوز الـ(60%) هم الذين ساهموا في رفع معدلات الاستخدام الحديث للصناعة الإعلامية، وهم أيضاً أكبر متلقيها بل ضحاياها، ولكن تصور ما قد يحدث خلال سنوات قليلة قادمة عندما يتحول هذا الجيل إلى العقدين الرابع والخامس، وتحل محله فئات جديدة واسعة في الحجم تتولد في رحم هذا العالم الرقمي وتترعرع على معالمه، وتتعاظم نسبة استخدامات الإعلام الأكثر تطوراً والأشمل في معطياته والأقرب إلى الفردية والخصوصية!الفكر البشري يظل في المقابل قادراً على العطاء وإيجاد الحلول وتقديم الأفضل، ولكن العقل الجمعي والعمل المؤسسي وملامسة الواقع وفهم متطلبات الحياة للناس تعتبر من المتطلبات المستحقة لإنجاح استثمار الإعلام، وتوجيهه لمصلحة الإنسانية وترجيح إيجابياته على سلبياته قدر المستطاع.إن تجربة منتدى الإعلام العربي وخاصة تحت عنوان "مستقبل الإعلام يبدأ اليوم" خطوة استباقية موفقة لاستشراف ما هو قادم للإنسان بكل ما قد يحمله في مضمونه وتفاصيل أحداثه وتحدياته، لمساعدة أجيالنا الحاضرة، ومن يليهم للاستعداد له، وهذا ما تتحفنا به دبي دائماً في سباق مع الزمن، فكل الشكر لجميع القائمين على هذا العمل المتميز.