المحجبات... هل يغبن عن شاشة رمضان المقبل؟

نشر في 05-01-2014 | 00:01
آخر تحديث 05-01-2014 | 00:01
للمرة الأولى منذ سنوات، تختفي مسلسلات تؤدي بطولتها فنانات محجبات على شاشة الدراما المصرية في رمضان المقبل، بعدما توقف معظمها عن التصوير لمشاكل إنتاجية، إما لانسحاب الجهات المنتجة أو لفشل في التسويق عبر الفضائيات التي فترت حماستها بعد سقوط حكم جماعة {الإخوان المسلمين}، وتراجع تيار الإسلام السياسي عن الساحة. فهل انتهى موسم مسلسلات المحجبات؟ وهل هو مرتبط بالظروف السياسية؟
 من بين المسلسلات المؤجلة: {قانون سوسكا} للفنانة سهير البابلي، إذ لم ينجح القيمون عليه في تسويقه لأي قناة فضائية، فتوقفوا عن التصوير منذ يونيو الماضي، ولن يستكملوه إلا بعد تسويقه.

تعود سهير البابلي في هذا المسلسل إلى الشاشة بعد غياب ثماني سنوات منذ قدمت مسلسل {قلب حبيبة} للمخرج خيري بشارة مع فتحي عبد الوهاب وآسر ياسين. تدور الأحداث في إطار كوميدي اجتماعي حول رقية، امرأة تعود إلى القاهرة بعد وفاة زوجها الذي عاشت معه في كندا سنوات طويلة،  فتفاجأ بتغيرات حدثت في مصر على المستويات كافة، وتشعر بوحدة وتحاول التغلب عليها من خلال تحويل قصرها الذي تعيش فيه بمفردها إلى بيت للمغتربات.

المسلسل من تأليف ربيع فرج، إخراج مازن الجبلي، إنتاج {شركة البسمة للإنتاج الفني} لصاحبها محيي زايد، والمنتجة مي مسحال. يشارك في البطولة:  عزت أبو عوف وشيرين، ومجموعة من الفنانين الشباب من بينها: ليندا فهمي، رشا نور الدين، رامي غيط، ماهي صلاح الدين.

 

تعثر إنتاجي

بعد غياب ست سنوات منذ قدمت مسلسل {حبيب الروح} مع مصطفى فهمي، قررت سهير رمزي العودة إلى الدراما وبدأت تصوير مسلسلين: {جرح عمري} و}جداول}، إلا أن التصوير ما لبث أن توقف فيهما.

{جرح عمري}  من تأليف مصطفى إبراهيم، إخراج تيسير عبود، إنتاج شريف عبد العظيم، وهو نفس منتج مسلسلها الأخير {حبيب الروح}، يشارك في البطولة: حسن يوسف، زيزي البدراوي، نبيل نور الدين. صورت سهير ثلاث ساعات من المسلسل، ثم توقف التصوير بعد انسحاب شركة الإنتاج الكويتية التي كان يفترض أن تشارك في العمل، ما اضطر المنتج إلى البحث عن جهة إنتاجية تشارك في الإنتاج والعمل على تسويق مناسب للمسلسل، عندها يستأنف التصوير.

«جداول»، من تأليف فيصل مراد، إخراج عادل الأعصر، إنتاج شركة {صوت القاهرة}، توقف بسبب تعثر الجهة المنتجة، فاضطرت شركة {صوت القاهرة} إلى البحث عن جهة إنتاج مشاركة لاستكماله.

بعد سنتين من العمل الدؤوب، انتهت عبلة كامل من تصوير {سلسال الدم}، وكان من المقرر أن يعرض على شاشة رمضان 2012، لكنه خرج من الموسم الرمضاني تلك السنة والسنة التي تلت أي 2013 ، بعد فشل تسويقه.

المسلسل من تأليف مجدي صابر، إخراج مصطفى الشال، إنتاج أوسكار، يشارك في البطولة: رياض الخولي، علا غانم، أحمد سعيد عبد الغني، أحمد منير، منة فضالي، هادي الجيار، أميرة هاني، راندا البحيري، ضياء عبد الخالق.

تدور الأحداث حول امرأة صعيدية تفقد زوجها، بعدما يتعرض للقتل على يد عمدة البلدة التي تعيش فيها، وتقرر الانتقام لزوجها بالوسائل المتاحة وغير المتاحة.

منافسة من الدراما الخليجية

 

يقول شريف عبد العظيم، منتج مسلسل {جرح عمري}، إنه مستعد لاستكمال التصوير في حال سُوق العمل ولو لقناة واحدة، بعدما انتهى مخرجه تيسير عبود من تصوير ثلاث ساعات من أحداثه وأُنفقت أموال عليه، مشيراً إلى أن تسويق الأعمال الدرامية في الخليج يواجه صعوبة، في ظل ازدياد إنتاج الدراما الخليجية، ما يجعل هذه القنوات تستغنى عن الدراما المصرية بعدما كانت الخيار الوحيد المتاح أمامها.

بدوره يؤكد سعد عباس، رئيس شركة {صوت القاهرة}، أنه لا يألو جهداً لتسويق مسلسل {جداول} في قنوات فضائية لتستكمل الشركة تصويره، بعدما تراجعت وزارة الإعلام عن إمداد الشركة بالدعم اللازم، موضحاً أنه سافر إلى دولتي الإمارات والكويت ليحصل على سيولة مالية تمكنه من استئناف العمل، لكنه لم ينجح  لغاية الآن.

الجمهور الحكم

يرى الناقد طارق الشناوي ألا علاقة للأمر بأسباب سياسية، لأن الجمهور هو الذي يختار العمل الفني، سواء كانت البطلة محجبة أو غير محجبة، مشيراً إلى أنه قبل عشر سنوات كانت ثمة خطة لأعمال درامية تؤدي بطولتها فنانات محجبات، لكن شركات الإنتاج تراجعت لأن أرقام التوزيع كانت هزيلة، وصاحب رأس المال لا يعنيه من قريب أو بعيد الحجاب، بل الأرباح.

يضيف أن الحجاب لا يمكن أن يختفي من الدراما، {وإلا سنصبح كأننا نتحدث عن مجتمع آخر وليس مصر التي ينتشر فيها الحجاب}، لافتاً إلى أن الأزمة في دراما المحجبات أنها تخاصم المنطق، {فلا يقبل المشاهد أن تظهر الأم أمام ابنها وزوجها بالحجاب، وليس الحل ما فعلته صابرين في مسلسلات عدة، عندما وضعت باروكة على الحجاب في المشاهد التي تتطلب ألا تظهر فيها محجبة، فيما آثرت حنان ترك الاعتزال قبل عام ونصف العام لشعورها بهذا التناقض، وإن كان لا يعني ذلك أن وجود المرأة المحجبة على الشاشة ضرورة يفرضها الواقع}.

back to top